الاحتلال يسابق الزمن لمحو الوجود الفلسطيني من الأغوار
منطقة الأغوار الفلسطينية تعاني عملية تدمير إسرائيلية مكثفة تهدف لتهجير آلاف الفلسطينيين منها، للاستيلاء على المنطقة.
تتعرض منطقة الأغوار الفلسطينية المتاخمة للحدود مع الأردن، لعملية تدمير مكثفة ترمي من ورائها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير آلاف الفلسطينيين منها، في مسعى إسرائيلي للاستيلاء على المنطقة وضمها لصالح مشروعها الاستيطاني الآخذ في التنامي والتمدد على حساب الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية.
وتعيش سلطات الاحتلال سباقًا مع الزمن من أجل الاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية، عبر ممارسة التطهير العرقي في الأغوار التي تعتبر "سلة الغذاء الفلسطينية" بمساحتها التي تشكل نحو 1600 كم2؛ حيث تلاحق المزارعين وتدمر ممتلكاتهم الزراعية، بينما تواصل المستوطنات النمو زراعيًّا وعمرانيًّا أمام أعين الفلسطينيين.
ورصدت تقارير فلسطينية ودولية رسمية، ارتفاع وتيرة هدم الممتلكات الفلسطينية بجرافات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري؛ حيث يسجل هدم ما يقرب من 45 منشأة سكنية وزراعية أسبوعيًّا في الأغوار.
وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن "سلطات الاحتلال صعدت من جرائم هدم مساكن ومنشآت المواطنين في الفترة الأخيرة؛ حيث طال الهدم الأسبوع الماضي 41 مسكنًا ومنشأة زراعية، في خربة طانا جنوب شرق نابلس شمال الضفة الغربية".
وسبقها في الأسبوع قبل الماضي هدم تجمع أم الرشراش الواقع بين محافظتي نابلس ورام الله وطال الهدم 30 منشأة.
وأوضح المكتب الوطني، في تقرير له اليوم، أن قوات الاحتلال هدمت منذ بدء العام الجاري، 364 مبنى بالضفة الغربية معظمها تركز في الأغوار، مقابل 447 مبنى هدمت طوال عام 2015، بحجة البناء دون حصول الفلسطينيين على ترخيص من سلطات الاحتلال.
وفي موقف أممي غير مسبوق، كذب منسق الأنشطة الإنسانية في الأمم المتحدة، روبرت بيبر، الاحتلال الإسرائيلي، وقال "إن غالبية عمليات الهدم في الضفة الغربية تتم بذريعة قضائية كاذبة، وهي عدم وجود تراخيص، علمًا أن المعطيات تشير إلى أن سلطات الاحتلال لا توافق إلا على أقل من 1.5٪ من طلبات التراخيص التي تقدم لها من قبل الفلسطينيين".
وقال الخبير الفلسطيني في شؤون الاستيطان خالد معالي، إن "الاحتلال يهدف من الهدم والانتشار الاستيطاني في الأغوار لطرد الفلسطينيين وتهويد الأغوار، وجعل المنطقة خالصة له كموقع تدريبات وخط دفاع أول وعمق استراتيجي ومليء بالمعسكرات والمستوطنين".
وأضاف معالي لـ"بوابة العين"، أن الإحصائيات توثق سيطرة ومصادرة الاحتلال على أكثر من 77% من أراضي الأغوار، وتعمل على طرد نحو 80 ألف فلسطيني يتوزعون على 29 قرية ومدينة (أريحا) إضافة إلى عشرات التجمعات السكانية المحدودة.
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن الحكومة الإسرائيلية صعدت من حربها التهويدية الشرسة ضد الوجود الفلسطيني في الأغوار، وكثفت قوات الاحتلال وأذرعها المختلفة من عمليات الهدم والإخلاء للتجمعات الفلسطينية، في إطار مخطط ترحيل يواصل الاحتلال تطبيق حلقاته منذ عشرات السنين، وبهدف تقليص الوجود الفلسطيني في منطقة الأغوار إلى أقل نسبة ممكنة".
وأضافت الخارجية الفلسطينية في بيان صحفي أن "الهجمة الإسرائيلية بحق الأغوار تأتي لترحيل الفلسطينيين وضرب وجودهم في الأغوار على الحدود الشرقية لدولة فلسطين، في ظل مسعى حكومي إسرائيلي بائس لزيادة عدد المستوطنين، عبر إغراءات مختلفة الأشكال والأنواع".
aXA6IDMuMTQ1LjguMiA= جزيرة ام اند امز