"بديل صباحي".. موافقة "مشروطة" ومعارضة تراها خارج السياق
دعا من خلالها إلى تشكيل جبهة تطرح سياسات بديلة
السياسيون انقسموا حول مبادرة "البديل الحقيقي"لحمدين صباحي،حيث أيدها البعض بشروط ورفضها البعض لصدورها في وقت تشهد فيه مصر استقرار سياسي
في الرابع من مارس الجاري، طرح حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق، مبادرة تحت عنوان "لنصنع البديل الحقيقي"، دعا فيها القوى الوطنية للاتحاد من أجل تشكيل جبهة وطنية، تطرح سياسات بديلة تلبي مطالب الشعب المصري بعد ثورتين.
المبادرة جاءت بعد فترة صمت طويلة، فرضها المرشح الرئاسي السابق على نفسه، لتثير جدلا واسعا تجاوز مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقل إلى الوسط السياسي، ليختلف حولها السياسيون بين مؤيد ومعارض.
الدكتورة كريمة الحفناوي الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، أكدت أنها لا ترفض المبادرة، شريطة أن يكون هدفها السعي لـ"البناء والمشاركة"، وليس لهدم النظام أو الدولة.
وقالت في تصريحات خاصة لـ"العين"، إن هناك اتفاقًا على ضرورة تغيير سياسات الأنظمة السابقة التي خرج عليها الشعب المصري في ثورتين، وبالتالي يجب تسليط الضوء على السياسات الخاطئة وتقديم حلول كسياسات بديلة.
ولفتت الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري، إلى أن الشعب المصري خرج ضد سياسات الاستبداد والفساد، وبالتالي يجب المشاركة في محاربتها.
وتابعت "نحن مع الحريات وبناء الدولة، وأيضًا ضد التبعية وقروض البنك وصندوق النقد الدوليين، ومع دعم سياسات التصدير والاكتفاء الذاتي.. لذا على السلطة التنفيذية أيًا كانت، أن تعمل على تحقيق مطاب الثورة، والانحياز للشعب، وليس الانحياز لرجال المال والأعمال، الذي عانى منهم الشعب في السنوات الطويلة الماضية".
وكانت المبادرة قد أكدت أن "الثورة السياسية ليست نهاية المطاف، إنما هي بداية ثورة ثقافية وعلمية وأخلاقية تبدو مصر بحاجة ماسة إليها فى الوقت الراهن حتى تبنى مشروعها الحضاري".
وأكدت أيضًا في إحدى بنودها أن "الوطنية المصرية هي الأرضية التي يجب أن تقف عليها القوى السياسية والاجتماعية كافة، وتنطلق منها في بناء أي رؤى أو تصورات للحاضر والمستقبل.. لتنتصر على الساعين إلى احتلالها وتفكيكها وتدميرها".
من جانبه، شدد محمد السيد، أمين لجنة السياسات بالحزب الناصري، أن مبادرة صباحي لا يجب تحميلها أكثر مما ينبغي، واعتبرها "مجرد رسالة لمؤسسة الرئاسة، مفادها أن حجم الإنجارات لا يتناسب مع طموحات الشارع المصري".
ولفت أمين لجنة السياسات بالحزب الناصري في تصريحات لـ"العين"، إلى أن الميادرة تحاول أن تقول أيضا أن رجال الأنظمة السابقة لا يزالون متواجدون على الساحة السياسية والاقتصادية، ويتحكمون في السوق، ومازال الفقير يزداد فقرا والغني يزداد ثراءً، بحسب قوله
وعاد محمد السيد للتأكيد على كونها "مجرد رسالة لا تهدف إلى تعكير الصفو العام، ولا تسعى لتهديد النظام، فهي مجرد محاولة لعرض مشكلات وطموحات الشعب المصري على الرئيس الذي جاء بثورة شعبية، لتحقيق آمال المواطنين، وتأتي أيضًا في إطار مساعدته عبر كشف مطالب الشعب".
وتقول المبادرة في أحد بنودها بأن "التغيير الحقيقي لن يتم إلا إذا لمسه الناس واقتنعوا به، وهذا لن يتحقق بغير الانتصار للعدالة الاجتماعية عبر اتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لمواجهة التفاوت الطبقى والاستجابة لاحتياجات الفقراء.. ودعم القطاع التعاوني الي جانب القطاع العام في ظل فصل الملكية عن الإدارة".
في المقابل، يراها الرافضون "غير ذي جدوى"، وهو ما أكده أحمد العنانى، عضو الهيئة العليا بحزب المصرين الاحرار، الذي تعجب من توقيت طرحها، في فترة تشهد استقرارُا سياسيا.
وأشار العناني في تصريحات لـ"العين"، إلى أن الأحزاب والقوى السياسية اصطفت فى جبهة الإنقاذ الوطنى واسقطت نظام الإخوان الفاشي، أما الآن فمصر شاهدة على التعددية السياسية والحزبية التى مثلت فى البرلمان المصرى.
ولفت إلى أن حمدين صباحى الذي خسر سباق الرئاسة، يحاول من حين لآخر صناعة كيانات موازية ومسميات غريبة، ووأضح عنانى أن هذه المبادرة لم ولن تؤتى ثمارها، وأن الاحزاب والائتلافات تتواجد الآن تحت قبة البرلمان لبناء الدولة المصرية.
ويتفق عمرو علي عضو اتحاد القوى الثورية الوطنية، مع الطرح السابق، وذهب في تصريحات لـ "العين"، إلى أن المبادرة ليس القصد منها خلق معارضة في مصر، بقدر ما هي محاولة لاحياء دور حمدين صباحي وانقاذ نفسه سياسيا.
ووجد علي في تصريحات صباحي بعد الهجوم على المبادرة ما يدعم وجهة نظرة، حيث قال بأنه " لا يقصد السلطة، وأنه مؤيد للرئيس عبد الفتاح السيسي"، وتسائل "كيف يعارض من يؤيده؟".
وشدد عضو اتحاد القوى الثورية والوطنية على أن القوى السياسية انتقلت من معارضة الشارع إلى المعارضة الدستورية، وقال إن حمدين كان عليه أن يبني تحالف برلماني، يسعى من خلاله إلى تعديل ومواجهة القوانين والتشريعات التي لا يراها غير مناسبة، لكنه غير قادر على ذلك.
وتابع "إن صباحي لا يمثل أيقونة شعبية، ويعمل مثل الإخوان في طرح المبادرات لاثبات وجوده عبر مجموعة من الشعارات، وأن هناك هناك همز ولمز في المبادرة".
واعتبر في النهاية أن صباحي كتب نهياته السياسية، بعد أن هاجم اختيارات الشعب، وحاول تأليب الجماهير على النظام.
وكان صباحي قد أكد في مبادرته "عدم التراجع عن مدنية الحكم وقيام دولة القانون واحترام المواطنة ورفض القمع والقهر، ووقف تغول الأجهزة الأمنية علي المجتمع".
وما بين مؤيد ومعارض، يظل طرح المبادرة بمثابة إلقاء حجر في بركة الحياة السياسية الراكدة، التي لم تخرج عن مناوشات مجلس النواب وأحداثه.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز