مصير بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.. أزمة بين الملكة والحكومة
صحيفة بريطانية قالت إن الملكة تؤيّد الخروج
بعد نشْر صحيفة الـ"صن" البريطانية خبر دعم الملكة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سارع قصر باكنغهام بالنفي، أملا في تجنب أزمة سياسية
قال قصر باكنغهام إن ملكة بريطانيا طالما كانت محايدة سياسيا طوال 63 عاما من الحكم، وإن مسألة خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي متروكة للشعب البريطاني.
وتجري بريطانيا في 23 من يونيو 2016، استفتاءً شعبيا حول ما إذا كان البريطانيون يريدون البقاء أو الأنفصال عن مظلة الاتحاد الأوروبي، وجاء تصريح قصر باكنغهام على خلفية تقرير نشرته جريدة الـ"صن" البريطانية على صفحتها الأولى، أمس الأربعاء، قالت فيه إن الملكة تؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأحدث التقرير عاصفة سياسية في الداخل البريطاني حول حيادية الملكة في القرارات المصيرية لبريطانيا، والتي يقررها الشعب في الأساس عن طريق مجلس العموم ومجلس اللوردات.
وتعتمد العملية السياسية في بريطانيا على دعم الملكة لقرارات البرلمان، لذلك فقرار بالغ الحساسية، كالخروج من الاتحاد الأوروبي، يجب أن يدرس جيدا من قبل مجلس اللوردات ومجلس العموم، ثم ترفع التوصيات إلى رئيس الوزراء الذي بدوره يبلغ الملكة بما توصل إليه المجلسان، لكن كون أن الملكة تأخذ قرارا فرديا دون الرجوع إلى المجلسين، أو رئيس الوزراء على الأقل، يعد تعديا صارخا على صلاحيات وعمل العملية السياسية البريطانية.
لكن هذا لا يعني أن الملكة نفسها ليست ليها ميول سياسية، حيث إن الكثير من رؤساء الوزراء البريطانيين أشادوا بدورها في إعطاء نصائح ممتازة خلال الاجتماعات الأسبوعية التي تتم بينهم، لكن هذه النصائح دائما ما كانت خاصة ولا يتم نشرها للحفاظ على الحيادية في العملية السياسية البريطانية.
وترى العائلة الحاكمة البريطانية أن استقرارها يعتمد كليا على وضعها المحايد تجاه السياسة البريطانية، والدليل على ذلك تصريح الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني، أنه سيتوقف عن إبداء رأيه في أمور السياسة عندما يصبح ملكا.
وقامت الملكة بالتعبير عن أفكارها على الملأ في مناسبات نادرة، حيث أفاد فرانك جاردنر، مراسل شبكة بي بي سي البريطانية، أن الملكة عبّرت له عن فجأتها بكون أحد الدعاة إلى التشدد، ويدعى أبو حمزة، طليقا، لكن المراسل اعتذر في وقت لاحق عن نشر التعليقات الخاصة بالملكة.
وخلال استفتاء استقلال اسكتلندا، قالت الملكة لأحد الاشخاص خارج كنيسة إنه يجب على الناس "التفكير جيدا بشأن المستقبل".
لكن الأزمة التي حدثت مع جريدة الـ"صن" البريطانية ستدفع الملكة لأن تفكر بشكل أكثر حذرا في إلقاء تصريحات تتداخل في لُب السياسة الداخلية. حيث إن هناك انقساما شديدا داخل مجلسي اللوردات والعموم تجاه تلك الأزمة حاليا، بالإضافة إلى انقسام داخل الحكومة البريطانية نفسها، وقد تعطي تصريحات الملكة تلك مؤشرا على تداخل في صلاحيات المجلسين والحكومة، وبالتالي فإن تلك التصريحات ستؤدي إلى تولد أزمة سياسية شديدة قد تدفع الحكومة بكاملها إلى الاستقالة احتجاجا على التدخل في الصلاحيات إذا ما ثبتت صحتها.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز