غضب ليبي من السبسي: إلقاء اللوم علينا فشل في مواجهة الإرهاب
تصريحات الرئيس التونسي حول أن هجمات بن قردان كانت "همجية من ليبيا" قابلها الشارع الليبي بغضب واستنكار
أثارت تصريحات الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي التي قال فيها إن الهجوم الذي تعرضت له مدينة بن قردان التونسية الاثنين الماضي من جماعات إرهابية "هجمة همجية جاءت من ليبيا" ردود فعل غاضبة في الأوساط الرسمية والشعبية الليبية.
وأصدرت الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا شرقي البلاد، بيانًا تلقت بوابة "العين" الإخبارية نسخة منه، قالت فيه إن الحكومة "تذكر المجتمع الدولي ودول الجوار بأن ليبيا تخوض حربًا على الجماعات الإرهابية بجهود متواضعة دون دعم من أحد، وأن جزءًا كبيرًا مما تعانيه على يد العصابات الإرهابية يأتي على أيدي أشخاص يحملون جنسيات مختلفة منها التونسية".
ونفى المتحدث باسم الحكومة المؤقتة حاتم العريبي لوسائل الإعلام أن تكون بلاده دولة مصدرة للإرهاب، مضيفًا أن 80% من المتطرفين على أراضيها هم من غير الليبيين وبينهم الكثير من التونسيين.
وذكر المركز الليبي لدارسات الإرهاب في بيان له، أن تصريحات الرئيس التونسي بإلقاء اللوم على ليبيا في هجوم بن قردان دليلاً على "فشل تونس في محاربة الإرهاب".
وقال المركز إن العناصر الإرهابية التي نفذت هجوم بن قردان هم من حاملي الجنسية التونسية، ولم يكونوا على الأراضي الليبية وهوياتهم معروفة بالأسماء، وهم حتى الآن داخل الأراضي التونسية.
وعلى الصعيد الشعبي رصدت بوابة "العين" حالة من الاستجهان بدت في الشارع الليبي من الخطاب السياسي والإعلامي التونسي، الذي اعتبر أن بلادهم تصدر الإرهاب لتونس.
وبجولة في الشارع الليبي التقت بوابة "العين" صلاح الدين سالم الديب (32 عامًا) موظف، تحدث بلهجة غاضبة قال عن تصريحات الرئيس التونسي "يفترض بنا غلق جميع المنافد والحدود مع تونس، وعدم التعامل مع الدولة التونسية، خاصة أن السلطات التونسية باتت تستخدم الوضع الليبي شماعة تعلق عليها فشلها، وفي كل حادثة تغلق المنافذ من جهتها، فإني أرى أن الكرامة الليبية مهدورة بهذا الوضع".
فيما قال يوسف الطبيب (46 عامًا) مدير مدرسة، إن هذه التصريحات "لا تعنيني في شيء لأن الشعبين الليبي والتونسي إخوة.. وذلك لا يؤثر عليهما".
وأضاف أن "موقف الشعب التونسي مع الثورة الليبية كان مشرفًا، وحتى موقف الحكومة في حينها كان فقط بضغط من الشعب التونسي، ولا أعتقد أن أي مسؤول ليبي أو تونسي يمكنه التأثير على العلاقة التاريخية بين الشعبين".
في السياق ذاته، قال ميلاد أحمد الشيخ (55 عامًا)، تاجر، إن المسؤولية الكبيرة تقع على الحكومة التونسية التي لم تتعاون مع السلطات الليبية في إيجاد طريقة للقضاء على الإرهاب، وفق قوله.
وتابع: إن السلطات الأمنية في تونس لم تتواصل لا مع "المؤتمر الوطني" في طرابلس ولا مع "مجلس النواب" في طبرق، ما خلق هوة بين البلدين في الجانب الأمني، وأصبح الإعلام التونسي يصدر الأزمة في تونس على أنها أزمة ليبية وليست أزمة إرهاب.
أما مواقع التواصل الاجتماعي في دولة ليبيا فاشتعلت بمنشورات مناهضة ومستنكرة لما صدر عن الجهات التونسية المختلفة حول الهجوم، معتبرين أن هذه التصريحات والبيانات لا تعكس واقع الحقيقة، وأن ليبيا وعلى الرغم مما تعانيه من أزمات لا تزال أكبر أزماتها انتشار وتوغل يد تنظيم داعش الإرهابي.
وكانت تونس قد أعلنت إغلاق حدودها مع الجارة ليبيا عشية هجمات بن قردان، التى راح ضحيتها نحو 53 مواطنًا تونسيًّا بينهم شرطيون وجنود.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها السلطات التونسية حدود البلاد مع ليبيا؛ إذ تكرر إغلاق تونس كل منافذها البرية مع ليبيا غداة ما عرف بهجمات الحافلة الرئاسية التي أسفرت عن مقتل 12 عنصرًا من أفراد الأمن الرئاسي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كذلك قامت بغلق الحدود مع ليبيا في 23 من أكتوبر/تشرين الأول عام 2014 خلال الفترة التي تجرى بها الانتخابات البرلمانية التونسية.
ويصنف محللون وخبراء غلق الحدود بأنه إجراء احترازي تبادر سلطات الدول بالقيام به حال تعرضها لهجوم إرهابي أو عمل من شأنه زعزعة استقرارها.
ومنذ خمس سنوات عقب الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي ينتشر في ليبيا السلاح وتخيم الفوضى على المشهد السياسي، فضلاً عن انتشار الجماعات المسلحة وسيطرة تنظيم داعش الإرهابي على بعض المناطق في البلاد.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز