أبوالغيط.. دبلوماسي محنك ضد إيران والإخوان وحماس (بروفايل)
مميزات عدة يشتهر بها الأمين العام الجديد للجامعة العربية أحمد أبوالغيط نعرضها في نبذة عن حياته
يعرف الأمين العام الجديد للجامعة العربية الدكتور أحمد أبوالغيط في الوسط الدبلوماسي المصري بأنه دبلوماسي محنك وكلاسيكي، يميل لتوخي الحيطة والحذر وانتقاء الكلمات بعناية زائدة، لكن مواقف إيران المستفزة في المنطقة العربية جعلته يتخذ موقفًا صارمًا حيالها، كما له موقف واضح من الإخوان وضرورة محاربة الإرهاب واقتلاع جذوره من الدول العربية.
بدأ أبوالغيط انتقاداته لإيران مبكرًا، ففي 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010 اتهمها بالوقوف وراء التصعيد الذي أدى إلى الحرب على غزة، وحملها المسؤولية الكاملة لما يعيشه أهالي القطاع من فقر ودمار وخراب.
وحذر أبوالغيط في أثناء توليه منصب وزير الخارجية المصري طهران من التدخل في الشأن الداخلي لدول الخليج والعراق ولبنان، رافضًا ما سماه استخدام طهران للبلاد العربية كأوراق في تنافسها مع القوى الغربية.
أما عن جماعة الإخوان فأورد أبوالغيط في مذكراته التي نشرها في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن جماعة الإخوان في مصر كانت جزءًا ظاهرًا خافيًا في اللعبة المصرية الأمريكية، وكانت العصا والجزرة في الوقت ذاته.
"أبوالغيط" الذي تولى منصب وزير الخارجية في حكومة أحمد نظيف منذ يوليو/تموز 2004، ولمدة سبع سنوات حتى تنحى الرئيس الأسبق حسني مبارك في مارس 2011، أخذ على عاتقه الدفاع عن مواقف النظام المصري في الخارج.
كما يعرف عن أبوالغيط معارضته الشديدة لـحركة "حماس"، بوصفها "حركة إرهابية" أكثر مما هي "حركة مقاومة".
ويرى محللون أن أبوالغيط مكسبًا للجامعة العربية، نظرًا لما يمتلكه من علاقات حكيمة وهادئة ومتعددة الأطراف مع الجميع تؤهله لإدارة المواقف العربية باتزان ودون صدام مع أحد.
كما يراه آخرون أنه يتمتع بنظره ثاقبة حيال الكثير من القضايا العربية وسيكون خطوة مهمة في السياسية العربية والمصرية الخارجية.
ويشتهر الأمين العام الجديد الذي التحق بوزارة الخارجية المصرية في 1965، وأصبح على رأسها في 2004 بانضباطه الشديد، كما يعرف كل من عمل معه أنه كان أول من يصل إلى مكتبه وآخر من يغادره.
والتحق أبوالغيط، الذي ولد في 12 يونيو/حزيران 1942، بوزارة الخارجية في أوج الحقبة الناصرية رغم حصوله على بكالوريوس في التجارة من جامعة القاهرة وفي عام 1965 التحق بوزارة الخارجية، وعين عام 1968 سكرتيرًا ثالثًا في سفارة مصر بقبرص حتى عام 1972، عندما عين عضوًا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي.
وفي عام 1974 عين "أبوالغيط" سكرتيرًا ثانيًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، ثم رقي إلى سكرتير أول، وفي عام 1977 عين سكرتيرًا أول لمكتب وزير الخارجية، وفي عام 1979 عين مستشارًا سياسيًّا بالسفارة المصرية بموسكو، وفي عام 1982 أعيد إلى الوزارة وعين بمنصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية.
كما عين "أبوالغيط" عام 1984 مستشارًا سياسيًّا خاصًّا لدى رئيس الوزراء، وفي عام 1985 عين مستشارًا بوفد مصر لدى الأمم المتحدة، وفي عام 1987 عين مندوبًا مناوبًا لمصر لدى الأمم المتحدة.
أما في عام 1989 عين بمنصب السكرتير السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفي عام 1991 عين مديرًا لمكتب الوزير، وفي عام 1992 عين سفيرًا لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو، وممثلًا لمصر لدى منظمة الأغذية والزراعة "الفاو".
وفي عام 1996 عين مساعدًا لوزير الخارجية، وفي عام 1999 عين بمنصب مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة، وفي يوليو من عام 2004 عين وزيرًا للخارجية ليخلف وزير الخارجية الراحل أحمد ماهر بالمنصب، واستمر في المنصب بعد تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حتى مارس 2011.
ويعد أحمد أبوالغيط هو الأمين العام الثامن لجامعة الدول العربية والسابع مصريًّا الذي تولى هذا المنصب منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945؛ حيث شغل مصريون منصب الأمين العام باستثناء التونسي الشاذلي القليبي، الذي شغل المنصب عام 1979 بعد نقل مقر الجامعة إلى تونس، احتجاجًا على اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وعادت الجامعة العربية إلى القاهرة عام 1990.