قبيل انطلاقها بساعات.. المعارضة غير متفائلة بمفاوضات جنيف
المعارضة الروسية تبدي عدم تفاؤلها بشأن استئناف محادثات السلام في جنيف، فيما كثفت المقتلات الروسية غاراتها على داعش بمدينة تدمر.
قال أسعد الزعبي، رئيس مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة الرئيسية السورية، اليوم الخميس، إن المعارضة غير متفائلة بشأن استئناف محادثات السلام في جنيف.
ولم يؤكد الزعبي حتى الآن إذا كان سيحضر المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة، التي ينتظر أن تنطلق الاثنين 14 مارس/آذار الجاري.
وأضاف الزعبي، في تصريحات تلفزيونية، إن الوضع الإنساني واستمرار العمليات العسكرية للقوات الحكومية السورية وحلفائها الروس لا تترك مجالا يذكر للتفاؤل.
وتابع قوله "ليس هناك ما يدعو للتفاؤل أو التشجيع على عملية الذهاب لجنيف."
وتباطأ القتال بدرجة كبيرة منذ بدء تنفيذ اتفاق هش لوقف الاقتتال، توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو أسبوعين.
لكن الهدنة لا تشمل تنظيم داعش الإرهابي أو جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، التي ينتشر مقاتلوها في غرب سوريا بالقرب من جماعات معارضة وافقت على وقف القتال، فيما تبادل طرفا الاتفاق الاتهامات بانتهاكه.
وعبرت الهيئة العليا للمفاوضات في الأيام الماضية عن قدر من التفاؤل بشأن عملية السلام، وقالت إن جدول الأعمال الذي اقترحه استيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة، إيجابي، وأشارت إلى تراجع انتهاكات الحكومة للهدنة.
لكن الزعبي قال إنه لا تزال لدى المعارضة بواعث قلق جدية بشأن تصرفات الحكومة السورية وحلفائها الروس، وضرب على ذلك مثالا بمعارك في ضاحية بدمشق، اليوم الخميس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب الصراع، إن عدة ضربات جوية وقعت كما أطلقت القوات الحكومية قذائف ودارت اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المعارضة في ضاحية الغوطة الشرقية اليوم.
وقالت الهيئة العليا للمفاوضات، اليوم الخميس، إنها سجلت 24 انتهاكا للهدنة من جانب الحكومة السورية وحلفائها في التاسع والعاشر من مارس/آذار.
من جانبها، قالت روسيا إنها سجلت انتهاكات وذكرت، اليوم الخميس، أنها رصدت ثمانية انتهاكات في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
في غضون ذلك، ذكرت تقارير أن طائرات روسية شنت ضربات مكثفة على مدينة تدمر التي يسيطر عليها تنظيم داعش، اليوم الخميس، فيما قد يكون تمهيدًا لمحاولة الحكومة السورية استعادة المدينة التاريخية التي فقدت السيطرة عليها في مايو/أيار الماضي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات من مقاتلي داعش قتلوا أو أصيبوا في الضربات التي تلت غارات كثيفة مماثلة في منطقة تدمر أمس الأربعاء.
وزادت الهجمات الضغوط على التنظيم الذي يخسر مواقع يسيطر عليها لصالح مقاتلي معارضة مدعومين من الولايات المتحدة في الشمال الشرقي، الذي أعلن مسؤولون أمريكيون، الثلاثاء الماضي، أن قائده العسكري أبو عمر الشيشاني قتل على الأرجح.
ويبدو أن تكتيكات داعش في سوريا بدأت تعكس الضغوط الواقعة عليها مع تحولها لعمليات انتحارية تهدف لإيقاع أكبر قدر من الخسائر أكثر من عمليات تؤدي لمكاسب على الأرض.
ولا يشمل وقف الأعمال القتالية في سوريا تنظيم داعش، وهو الاتفاق الذي تسبب في هدوء في الحرب المستعرة في غرب سوريا بين مقاتلي المعارضة الذين يريدون إسقاط الرئيس بشار الأسد والجيش السوري المدعوم من القوات الجوية الروسية.
وتستمر العمليات العسكرية ضد داعش في وسط وشرق سوريا، مع سعي دمشق وحلفائها من جانب والولايات المتحدة وحلفائها من جانب آخر لتجريد التنظيم من دولة "الخلافة" المزعومة التي أعلنها وتمتد إلى داخل العراق.
وقال المرصد إن المقاتلات الروسية نفذت 150 غارة في منطقة تدمر، أمس الأربعاء، وأتبعتها بالمزيد من الهجمات اليوم الخميس.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "إذا استولوا على تدمر والقريتين فسيكون النظام قد استعاد منطقة جغرافية كبيرة من سوريا."
وإذا خسر داعش القريتين وتدمر والمناطق الصحراوية المحيطة بهما فستقل المساحة الواقعة تحت سيطرة التنظيم إلى 20% من سوريا.
وتقع مدينة القريتين على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي تدمر.
وفجر التنظيم الإرهابي عددًا من أقدم المواقع الأثرية في تدمر بعد السيطرة عليها، فيما وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنه جريمة حرب.
ورغم ذلك تبدو داعش محصنة جيدًا في تدمر، وعلى الرغم من أن استعادتها ستعزز موقف دمشق إلا أن أولوياتها قد تكون في مناطق أخرى في الوقت الراهن من بينها منطقة الحدود مع تركيا التي تحارب فيها مقاتلي المعارضة رغم الهدنة.
وانقلب الزخم ضد داعش منذ التقدم السريع الذي حققته منذ عامين بعد استيلاء التنظيم على مدينة الموصل في العراق، كما يعاني التنظيم من صعوبات مالية مع خفض رواتب مقاتليه بما يصل إلى النصف.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg جزيرة ام اند امز