أكثر من 270 ألف قتيل وتهجير أكثر من نصف الشعب السوري في أضخم مأساة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية
قتل أكثر من 270 ألف شخص وهجر أكثر من نصف الشعب، وتعرضت مناطق كاملة للدمار، في أضخم مأساة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، حسب الأمم المتحدة، ناتجة عن الحرب المستمرة في سوريا التي تدخل عامها السادس.
الضحايا
أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يستند إلى شبكة واسعة من المندوبين والمصادر في سوريا، 270 ألفًا و138 قتيلا غالبيتهم العظمى من المقاتلين (حصيلة 23 فبراير/شباط 2015).
وقتل حوالي 80 ألف مدني، بينهم 13500 طفل، في النزاع الذي بدأ بقمع تظاهرات سلمية ضد نظام الرئيس بشار الأسد وتحول إلى حرب معقدة متعددة الأطراف تتدخل فيها قوى أجنبية.
ولا تشمل الحصيلة آلاف المفقودين، وبينهم معتقلون في سجون النظام والمئات من عناصر قوات النظام الذين اعتقلتهم المعارضة المسلحة والمجموعات الإرهابية.
وحسب حصيلة نشرها المرصد السوري في مارس/آذار 2015، قضى حوالي 13 ألف سوري تحت التعذيب في سجون النظام منذ بدء النزاع، ولا يزال هناك أكثر من 200 ألف شخص في هذه السجون.
وحسب منظمة إنسانية سورية، دمر النزاع 177 مستشفى، وتسبب بمقتل حوالى 700 عامل في المجال الطبي.
وتحدثت منظمة "أنديكاب انترناسيونال" الفرنسية التي تتابع أضرار المتفجرات خصوصًا، عن مليون جريح خلال خمس سنوات.
لاجئون ونازحون
كانت سوريا تعد حوالي 23 مليون نسمة قبل النزاع، وقد تضرر 13,5 مليون شخص أو هجروا بسبب الحرب، حسب الأمم المتحدة (12 يناير/كانون الثاني 2016).
ويقيم حاليا حوالي 486 ألفًا و700 شخص في مناطق يحاصرها الجيش أو جهاديون أو فصائل المعارضة، حسب الأمم المتحدة، وشهدت بعض المناطق المحاصرة من قوات النظام وفاة عشرات الأشخاص بسبب سوء التغذية أو نقص المواد الطبية.
ويبلغ عدد السكان الذين يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" إليها 4,6 ملايين نسمة.
وقالت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" الدولية غير الحكومية الأربعاء إن "ربع مليون طفل سوري على الأقل يعيشون تحت وطأة حصار غاشم في المناطق التي تم تحويلها بنجاح إلى سجون مفتوحة".
ودفعت الحرب أيضا حوالى 4,7 ملايين شخص إلى الفرار من البلاد، وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في يوليو/تموز 2015 "إنه أكبر عدد لاجئين بسبب نزاع واحد خلال جيل".
ولا تزال تركيا أبرز وجهة لجوء للسوريين، وتستضيف على أراضيها ما بين 2 و2,5 مليون سوري، ويقيم حوالي 250 ألفا فقط منهم في مخيمات، فيما استقر الآخرون في المدن الكبرى في البلاد.
ويستضيف لبنان حوالي 1,2 مليون لاجئ سوري، حسب الأمم المتحدة، ويقيم أكثر من ثلثي اللاجئين في ظروف "فقر مدقع".
في الأردن، هناك حوالي 630 ألف لاجئ مسجلين على لوائح مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، لكن السلطات تقدر عددهم بأكثر من مليون، ولجأ 225 ألف سوري إلى العراق و137 ألفا إلى مصر.
ويواجه اللاجئون الفقر ومشاكل صحية وتوترات متزايدة مع السكان المحليين؛ حيث يقيمون بغالبيتهم في مراكز مؤقتة وظروف شديدة الصعوبة.
ونزحت غالبية السوريين إلى دول في المنطقة، لكن عددًا متزايدًا منهم يتوجه إلى أوروبا، ويجازف هؤلاء بحياتهم بسبب الوسائل غير القانونية التي يلجأون إليها، خصوصا التنقل بحرا، في اتجاه الدول الأوروبية.
aXA6IDMuMTcuMTU0LjE0NCA= جزيرة ام اند امز