الوحشية "الداعشية" تكتب كلمة نهاية قصيدة العاني
تميز العاني بقصائده العذبة الممزوجة بملوحة نهر الفرات ومفردات رمال الصحراء
كان الخبر صادماً لمحبي الشاعر السوري محمد بشير العاني، الذي لم يشأ أن يترك مدينته الوادعة على نهر الفرات؛ دير الزور، شرق سوريا، رغم اقتراب الأحداث السورية في الدخول من سنتها السادسة.
لقد تفاجأ السوريون، مساء الخميس، بخبر إعدام العاني ونجله على يد تنظيم داعش الإرهابي، بتهمة "الردّة"، التهمة التي يلصقها التنظيم عادةً بأغلبية المثقفين الذين لا يرضون العيش تحت جناحه الأسود.
وحسب مواقع سورية، كان التنظيم قد اعتقل الشاعر المعارض للنظام وابنه من منزلهما في دير الزور مطلع العام الجاري، واقتادهما إلى جهة مجهولة.
ومحمد بشير العاني المولود عام 1960 كان قد قال إنه لن يترك دير الزور، فزوجته مريضة وعليه البقاء معها ومداواة مرضها العضال، إلا أنه مع ابنه إياس كانا طُعماً للتنظيم الذي يحاصر المدينة.
قصائده تتميز بالرقة واللطافة
تميز العاني بقصائده العذبة الممزوجة بملوحة نهر الفرات ومفردات رمال الصحراء، فله ثلاث مجموعات شعرية هي "رماد السيرة" (1993)، و"وردة الفضيحة" (1994)، الصادرة عن دار علاء الدين، و"حوذي الجهات" (1995)، عن دار المجد.
ويرى النقاد أن شعره يحمل طابع الرقة واللطافة، فـ"ليس هناك لغة صعبة ثقيلة فاللفظة خفيفة منسجمة وهناك تكامل بين الألفاظ فلم نشاهد تنابذاً أو خللاً بين الأبيات، أما أضعف قصائد الديوان من هذه الجهة فهي (ليالي الجوال الفلسطيني)، لمباشرتها القوية، والرقة نقطة إيجابية لصالح القصيدة".
هذا الرأي أوردته صحيفة الفرات السورية عن مجموعته "وردة الفضيحة"، من خلال عرض عدة قصائد له، منها "إحداثيات حلم صابئ"، التي تتميز بصورها الراقية ذات الحسن الفني والجمالي الخاص "فيسيل الوقت على الطرقات.. يسيل نهار..".
واعتبر هذا الديوان نداءً أراد منه العاني كشف بعض ما يحس به وما يراه أو ما حاول أن يراه برؤية شعرية سرعان ما تتحول لصرخة يسمع صداها.
وله قصائد عدة اشتهر بها، مثل "محال - محال"، و"حرية"، و"قصائد"، و"قراءة أولى".
ومن قصائده "تغريبة الخاسر".
لهكذا حزن أسرجتني أمي
يا عكازَ وقتي الكفيف
ويا مقاعدي على أرصفةِ التعبِ الطويل
ها أنا
أنا العاثرُ بجماجم اتزاني
الشاغرُ إلاّ منكِ
أبحث عن صرّةٍ لملمتِ فيها أوجهي التي انسربت
لملمتِ فيها براءتي
خسائري
أنا الذي قايض الطمأنينة بالهزائم
كما تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي آخر ما كتبه الراحل في صفحته على موقع "فيس بوك"، قصيدة "يا أماني"، مهداة من بشير العاني إلى والدته، يقول فيها:
ما يخفف عني أني استطعت أن أحفر لكِ قبراً
وأن أهيل التراب على جسدك الجميل
بلى
هذا ما يخفف عني الآن
وأنا أراقب الأجساد المعلقات على الأعواد بانتظار شفاعة الأمهات كيما تترجل
هذا إن بقيت للأمهات هذه الأيام شفاعة لدى أمراء الحرب، (حجّاجي) العصر
وبالذعر البشري الذي تستطيعه روحي أفكر بالجثث المرمية في المدن والمزارع والبلدات
جثث برؤوس وبلا رؤوس.. من سيأبه بها أكثر من القطط والكلاب الشاردة
و(الحقَّ أقول لكم.. لا حقّ لحيّ إن ضاعت في الأرض حقوق الأموات)..
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA= جزيرة ام اند امز