تحالف الحوثيين وإيران يتصدع .. وروسيا ترفض صفقة "الحوثي"
قيادات مقربة من رئيس الثورية العليا محمد علي الحوثي تكشف لـ"العين" كواليس الصفقة التي عرضها على السفير الروسي ورفضتها موسكو مع رد مهين.
بات واضحًا أن الحوثيين في اليمن يشعرون بخذلان إيران لهم وتركهم وحيدين يتلقون الضربات العسكرية ويعانون خسارة الآلاف من مقاتليهم عسكريًّا وفقدان توازنهم ومكاسبهم السياسية، التي حققوها بدخولهم صنعاء، وإضعاف الجبهات المؤيدة لهم في تحالف بدأ الآن بالتصدع مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
فمنذ انطلاق عاصفة الحزم اعتقد الحوثيون أن يد طهران ستمتد بسخاء لدعمهم ومناصرتهم، لسببين رئيسيين؛ الأول: أنهم ذراعها الأيمن الذي أصبح يحكم سيطرته على أغلب أجزاء اليمن وبيده السلطة والثروة والقوة باليمن، والآخر: أنهم القوة التي تحقق رغبتهم في الانتقام من عدوتها التاريخية والأيديولوجية المملكة العربية السعودية .
ومع مرور الوقت وتلقي الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح الضربات الموجعة من التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة اليمنية، ووقوف طهران مكتوفة الأيدي، والاكتفاء باستخدامهم كأدوات في صراعها الإقليمي والدولي، وكورقة تناور بها إعلاميًّا وسياسيًّا مع إرسال بعض السلاح والمدربين والخبراء، بدأ العديد من قيادات الحوثيين في التذمر وإعلان مواقفهم ضد طهران، والبدء بتحالف جديد مع روسيا .
وقالت قيادات مقربة من رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي لبوابة "العين" الإخبارية، إن رئيس الثورية، وهي أعلى سلطة سياسية تم تشكيلها بعد الانقلاب على الشرعية من قبل الحوثيين، التقى في الأشهر الأولى لانطلاق عاصفة الحزم، سفير روسيا بصنعاء، فلاديمير ديدوشكين، عدة مرات، وإنه خلال اللقاءات عبَّر له عن امتعاضه من موقف طهران مما يتعرضون له، حيث كانوا يتوقعون تدخلها عسكريًّا لنصرتهم.
وأضاف المصدر المقرب أن محمد الحوثي قال لسفير روسيا بصنعاء، إن طهران غير جادة في عدائها لأمريكا، وإنهم يجدون أنفسهم مختلفين مذهبيًّا وفكريًّا مع إيران وقريبين جدًّا مع روسيا، التي يتشاركون معها العداء لأمريكا.
وبحسب المصدر فإن الحوثي عرض على سفير روسيا منح كل الفرص الاستثمارية للشركات الروسية في اليمن والسماح لهم بإنشاء قاعدة عسكرية في محافظة الجوف اليمنية المحاذية للمملكة العربية السعودية، لكن رد السفير الروسي كان بعد أيام من رفع هذه الرسالة لقيادة بلاده أن روسيا لا تجد اليمن مكانًا مهمًّا لها، وأن "هناك فرصة آمنة في مجالات النفط والغاز أمام روسيا في ولايات روسية عديدة، والأولى أن نهتم بها وليس باليمن".
وبحسب مراقبين فإن الامتعاض الحوثي من إيران ظهر للعلن بشكل واضح مؤخرًا، وجاء توجه الحوثيين إلى السعودية للتفاوض كرد فعل من قِبَل جناح سياسي كبير داخل الحركة الحوثية لتجاهل طهران لهم وتركهم وحيدين مقابل جناح عقائدي ما زال ولاؤه لطهران، لكن موقفه أصبح ضعيفًا حاليًّا، وتحت الضغوط وخوفًا من الانقسام، وافق على التفاوض مع السعودية.
ولعل أبرز التصريحات ما صرح به قيادي حوثي كبير في رسالة على فيس بوك، الأربعاء، يطالب فيها المسؤولين الإيرانيين بالبقاء بعيدًا عن الصراع اليمني. جاء ذلك بعد يوم من قول جنرال إيراني إن طهران قد ترسل مستشارين عسكريين لمساعدة قوات الحوثي.
وقال يوسف الفيشي، عضو اللجنة الثورية للحوثيين، على فيس بوك: "كفى مزايدات واستغلال .. على المسؤولين في إيران السكوت وترك الاستغلال والمزايدات بملف اليمن".
ورغم أن العديد من المراقبين السياسيين يعتبرون هذه التصريحات مجرد مناورات سياسية لالتقاط الأنفاس بعد تعرضهم لخسائر كبيرة، إلا أن آخرين يَرَوْن الأمر مؤشرًا على بروز تحديات جوهرية تواجه وحدة الحركة الحوثية وقوتها السياسية والعسكرية بالمستقبل، خصوصًا أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح سيرد بقوة وانتقام على خطوة الحوثيين بالتفاوض مع السعودية بطريقة منفردة وتركه فريسة سهلة أمام التحالف والجيش الوطني والمقاومة وخصومه السياسيين.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز