معرض "421" في أبوظبي.. رصد تحول المجتمع بنبش ذاكرته الجماعية
ينطلق معرض "لئلاّ ننسى: صور لعائلات إماراتية" ضمن فعالية "421" الخميس في أحد مستودعات ميناء زايد في أبوظبي التي تفتح أبوابها للفن.
الصور مخبأ الذاكرة الأمين، هناك ندفن –بحرص- لحظة لتاريخنا الشخصي، ولحظة لتاريخنا العائلي.. ولحظة ستكون بعد سنوات، أو بعد عقود جزء من تاريخ بلد.
ما جمعته الصورة، وحفظته سيذكرنا بأيام أولى قد نكون نسيناها..لتأتي هذه البطاقة الكرتونية القيّمة لتذكرنا بتعابير وجوهنا الصغيرة، وابتساماتنا الخجولة، وفساتيننا، وألعابنا، ونزهاتنا العائلية، ووجوه جداتنا وهن شابات بعد.
الصور، هنا في معرض "لئلاّ ننسى: صور لعائلات إماراتية 1950-1999" الذي يضم صورًا شخصية وعائلية التقطها الجيل الأول من المواطنين الإماراتيين، حفظت كل هذه الذكريات وأكثر.
كل منها تاريخ صغير، جُمد ليحكي قصة، وكلها مجتمعة وثقت تطور المجتمع المحلي في سنوات تأسيس واتحاد الدولة.
معرض "لئلاّ ننسى: صور لعائلات إماراتية 1950-1999" هو أحد المعارض الأربعة التي تضمها فعالية "421" الذي يفتتح يوم غد الخميس في أحد مستودعات ميناء زايد في أبوظبي، التي تحولت إلى مساحة فنية جديدة لتذوّق الفنون وإثراء الحركة الإبداعية. وتستمر الفعالية التي تقام في الميناء التجاري الأقدم في أبوظبي والميناء الرئيسي للمدينة على مدى الأربعين عام الماضية حتى 21 من نوفمبر الجاري.
وإضافة إلى معرض "لئلا ننسى"، تضم الفعالية "ميناء زايد: بعدسة جاك بيرلوت"، الذي يرصد حياة الأشخاص الذين يعملون بمنطقة الميناء، ومعرض "1:100: المستودع بتصور جديد" الذي يسلط الضوء على عملية تطوير المستودعات في الميناء إلى وجهة فنية وثقافية بأسلوب ترفيهي وتفاعلي شيق.
ويقدم معرض "فن: خطوات وتطبيق" مختارات من أعمال المواهب الشابة المشاركة في "منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين"، ويروي رحلة العمل الفني من بدايته إلى اكتماله وتقديمه للجمهور، وكلها من تنظيم "مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان" التي تسعى لتطوير ودعم مبادرات إستراتيجية في مجالات الفنون والثقافة والتراث، والتعليم، والصحة.
ذاكرة جماعية ترصد التحول
في معرض "لئلا ننسى"، نشاهد "صوراً تعرض للمرة الأولى على الإطلاق على العامة، ومعها تُسرد الحكايات بطرق مختلفة، إما كتابة إلى جانب الصورة أو على أسماء عناصرها على وجوههم، أو من خلال عرض عناصر الصور بتجهيز فني فريد، من فساتين الوالدة التي أورثتها لإبنتها، أو شاشة التلفزيون القديمة في العلبة الخشبية وأمامها مقعد وحيد، أو المجلس، أوالكاميرات التي استخدمتها هذه العائلات طوال الخمسين سنة الماضية واحتفظت بها حتى اليوم".
كما تقول المدير الإبداعية للمعرض ميشيل بامبلينغ لـ"بوابة العين"، وتلفت إلى أن "الصور التي قدمتها حوالي مئة عائلية، تكشف الستار عن الحياة اليومية في الإمارات، وهي على عكس غالبية الصور المنشورة التي التقطت هنا خلال تلك الحقبة من قبل المنقبين عن النفط والصحافيين والدبلوماسيين والمصوريين المحترفين، تظهر الأفراد بشكل عفوي وتعكس التحول الذي شهدته الدولة في النصف الثاني من القرن العشرين أيضًا".
مشروع "لئلا ننسى" انطلق في العالم 2010 بسلسلة محاضرات بامبلينغ في جامعة زايد في أبوظبي، أما الكتاب والمعرض المنبثقان عن هذه المحاضرات فقد سُميّا تيمناً بألبوم صور عائلي يعود إلى صاحب السمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ويحمل عنوانًا طبع في مُقدمته وهو "لئلا ننسى"، واحتوى هذا الألبوم الذي أحضرته إلى الصف يومها مريم سلطان، الصور الأولى التي ساهمت في هذا المشروع..
أما فعاليات "معرض 421" الأخرى فتتضمن ورش عمل تفاعلية يقودها فنانون ومصممون متخصصون، وتسمح ورشة فنون الطباعة "مِكس أند ماتش" للمشاركين باختبار قدراتهم في تصميم نماذج طباعة مختلفة واستخدامها في تشكيل أعمال فنية ترصد المعالم العمرانية في أبوظبي.
المساهمة في تطور الحركة الفنية والثقافية في أبوظبي والإمارات تشكل إذًا جانبًا مهمًا من رؤية المؤسسة وأهدافها، كما تشرح الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان، مؤسِّسة "مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان"، لكنها تضيف أن هذه المساهمة "لا تقتصر على دعم الفنانين فحسب، بل تشمل أيضًا توفير مساحات جديدة للإبداع تتيح للجميع الفرصة لتذوق مختلف المجالات الفنية والثقافية".
وفي المعرض أيضًا ورشة "درو أند ستتش" مع مصمّمة الدُّمى علا دجاني من "دمى فيني"، التي تعلم كيفية تصميم وصناعة دُمى مستوحاة من خطوط أشهر الشخصيات في مجال الفن والتصميم، ويشمل برنامج عطلة نهاية الأسبوع أيضًا ورشة عمل إبداعية عن فنون "الزليج" (الفسيفساء المعمارية المغربية) لصقل المهارات العملية في أحد الفنون الإسلامية العريقة، تحت إشراف حِرَفيون من المغرب، ويستمتع الأطفال من الفئة العُمرية 3-9 أعوام بورشة الفنانين الصغار، حيث يُمارسون فيها الكثير من الفنون والحِرَف اليدوية مثل تشكيل الصلصال ونسج السلال والورق المجدول.
ويمكن التعرف على البرنامج الكامل لورش العمل ومواعيدها وتفاصيل التسجيل فيها عبر الموقع (www.warehouse421.ae).
هكذا تتحول هذه الورش التفاعلية إلى "منصة فريدة يستكشف الزوار من خلالها عوالمهم، ويتعرفون بالممارسة المباشرة على أسرار العملية الإبداعية، وتتكامل هذه الورش مع المعارض الرئيسية والعروض الفنية والموسيقية الحائزة على جوائز دولية وسوق الأعمال الفنية وخيارات الطهي، لتقدم تجربةً شاملةً تحتفي بثراء وتنوع المشهد الثقافي والإبداعي في المنطقة وخارجها"، كما يقول مدير البرامج لدى "مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان" فيصل الحسن.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز