اليمين "المتطرف" يزحف في ألمانيا على وقع أزمة اللاجئين
حل ثالثًا في الجولة الأولى بالانتخابات البرلمانية
التوقعات تشير إلى أن الحزب اليميني سينال ما بين 9% الى 19% من الأصوات في كل ولاية، وهي نسبة كبيرة مقارنة بالأحزاب الألمانية الأخرى.
أثارت المكاسب، التي حققها اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية بألمانيا، مخاوف من اتجاه البلاد نحو التشدد، لا سيما في قضايا اللاجئين، حيث لعب على هذا الوتر لكسب أصوات الألمان.
وأجريت الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الألمانية، الأحد الماضي، في 3 ولايات من بين 16 ولاية، ووصل حزب "التغيير لألمانيا" إلى المركز الثالث في ترتيب الأصوات، ويقترب بسرعة من حزب الديموقراطيين المسيحيين التابع لأنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، مما يهدد بقاءها في منصبها.
ووصفت نتائج الحزب اليميني الجديد "التغيير لألمانيا" بالقوية من قبل الإعلام الألماني في جميع المدن الرئيسية، التي نافس فيها الحزب المسيحي الديموقراطي الذي تترأسه أنجيلا ميركل.
وتشير التوقعات الى أن الحزب اليميني سينال ما بين 9% الى 19% من الأصوات في كل ولاية، وهي نسبة تعتبر كبيرة مقارنة بالأحزاب الألمانية الأخرى.
ورأت رئيسة حزب الديموقراطيين الاشتراكي الألماني أن الزحف اليميني "مرعب"، وأنه إشارة إلى أن الديموقراطية الغربية ستكون في طريقها إلى الفناء إذا ما استمر صعود التيارات اليمينية في أوروبا بهذا الشكل.
وتلعب الأحزاب اليمينية المتطرفة في ألمانيا على "أزمة اللاجئين" كمحفز لمخاوف الشعب الألماني، خصوصًا في ما يتعلق بملفات الاقتصاد والأمن، حيث إن حركة "بجيدا" الألمانية، المناهضة للإسلام، دائمًا ما تطالب بمنع اللاجئين من الدخول إلى ألمانيا، ووصل الأمر إلى افتعال أزمات مع الحكومة الألمانية بهذا الخصوص، وكان آخرها واقعة التحرش الجماعي في يناير/كانون الثاني الماضي، والتي أثبتت السلطات الألمانية خلال تحقيقاتها أن اللاجئين لم يكن لهم أي دخل أو تواطؤ فيها.
لكن تلك الأحزاب نجحت في استقطاب عدد كبير من الألمان على إثر تلك الواقعة، بحيث تزايدت المطالبات برحيل اللاجئين كونهم عبئًا على الحكومة والأمن، مما زاد السخط على حكومة ميركل وعلى طريقتها في معالجة ملف اللاجئين.
وتواجه ميركل صعوبات جمة في محاولة تقنين صعود تلك الأحزاب، التي يعتبرها البعض تذكيرًا بالماضي النازي الأليم الذي خلف ألمانيا في حالة من الدمار، لعدم تكرار هذا السيناريو مرة أخرى.
وتتلخص تلك الصعوبات في التمويل الكبير الذي تتلقاه تلك الأحزاب من جماعات عنصرية ويمينية متطرفة.
ويعتبر المراقبون أن وصول تلك الأحزاب إلى الحكم هي نهاية الديموقراطية الفعلية في ألمانيا.
وعلى الوجه الآخر، ترى الأحزاب اليمينية أن سبب فشل ألمانيا الاقتصادي والسياسي ناجم عن سياسيات ميركل التي أدت الى زيادة العبء على الاقتصاد الألماني، بداية من حزم المساعدات الدولية التي تقدر بمليارات الدولارات وإعادة هيكلة الاقتصاد الألماني، إلى استيعاب اللاجئين، فضلًا عن إعداد برامج ومراكز لتوطينهم ودمجهم تكلف دافع الضرائب الألماني ملايين الدولارات شهريًّا، حسب تلك الأحزاب.
وبالرغم من وجود أصوات كثيرة تعارض تلك الأحزاب، سواء بسبب نشاطاتها أو توجهها وبرامجها السياسية، إلا أن صعودها بمعدل سريع يرسل مؤشرًا على أن تمثيل الأحزاب اليمينية سيكون قويًّا مؤثرًا داخل البرلمان الألماني، ومن المتوقع أن تكون أولى أولوياته إسقاط ميركل من منصبها لفتح الطريق تجاه سياسات تلك الأحزاب.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز