لغز ظهور الرجل العنكبوت مع "كابتن أمريكا" يحير الجمهور

محبو سلسلة "Avengers" يفاجؤون بظهور شخصية "الرجل العنكبوت" في الملخص الدعائي لفيلم "كابتن أمريكا-الحرب الأهلية"، فما السر؟

كانت مفاجأة محبي أفلام الأبطال الخارقين من سلسلة "Avengers" كبيرة عند عرض الملخص الدعائي للفيلم الجديد من تلك السلسة والذي يحمل عنوان "كابتن أمريكا-الحرب الأهلية"، وذلك لظهور شخصية "الرجل العنكبوت" في آخر مشهد من مشاهد الدعاية.

المفاجأة أتت من كون أن تلك الشخصية ليست من ضمن أفراد الفريق الذي سبق أن خرج له العديد من الأفلام في الماضي، كما أن حقوق ملكية تلك الشخصية تتبع شركة منافسة للشركة المنتجة للفيلم، وبالتالي لا يمكن ظهورها في الفيلم، فكيف حدث ذلك؟ دعنا نحاول أن نعرف كيف تسير الأمور في هوليوود.

أطلق ظهور الرجل العنكبوت في مشاهد فيلم تابع لشركة "مارفيل" إحدى شركات والت ديزني الكثير من الشائعات حول سبب ذلك الظهور، وكيفية تحققه، ولمعرفة السبب يجب أن نرجع للخلف بعض الوقت من الزمن لتوضيح بعض الأمور.

فقد تم ظهور شخصية الرجل العنكبوت لأول مرة في مجلة الشرائط المصورة، المعروفة باسم "مارفل كوميكس" عام 1962 وهي من تصميم "ستان لي" و"ستبف ديتكو"، وتم شراء حقوق تحويلها للسينما في عام 1999 من قبل شركة "سوني بيكتشرز" للإنتاج السينمائي بمبلغ 7 ملايين دولار، وهو مبلغ يُعَد زهيدًا، وذلك لأن أفلام الأبطال الخارقين لم تكن تحقق نجاحًا كبيرًا في ذلك الوقت، كما هو الحال اليوم.

تم إنتاج 3 أفلام من بطولة الرجل العنكبوت من إخراج "سام ريمي" وبطولة "توبي ماجوير"، في (2002 و2004 و2007).

بعد ذلك تم إنتاج فليمين آخرين مع "أندرو جارفيلد" في دور الرجل العنكبوت ومن إخراج "مارك ويب"، في (2012 و2014). وقد حققت تلك السلسة من رجال العناكب ما يوازي 4 مليارات من الدولارات كأرباح صافية للشركة، ومن المتوقع خروج سلسلة أفلام عنكبوتية جديدة بداية من عام 2017.

بالطبع قد يورد إلى أذهاننا أن سبب استمرار إنتاج أفلام الأبطال الخارقين، يعود فقط لكونهم مناجم ذهب لم تنضب بعد وما زالت لديها القدرة لضخ الأرباح، هذا بالطبع هو سبب أي قرار في هوليوود، لكن هناك سبب آخر يتمثل في أن الحق في استغلال شخصيات مجلة "مارفيل كوميكس" يحتم على الشركات إنتاج فيلم جديد للشخصية كل 7 سنوات كحد أقصى.

وتقف شركة مارفيل استوديو (التابعة لولت ديزني) على رأس الشركات التي تمتلك شخصيات من مجلة "مارفيل كوميكس" مع 5 شخصيات رئيسية على الأقل (Avengers)، في حين أن سوني تمتلك الرجل العنكبوت، وتمتلك شركة فوكس "الرجال أكس" و"الخارقين الأربعة".

وفي حالة عدم إنتاج فيلم جديد قبل مرور 7 سنوات سيفتح المزاد على حقوق الشخصيات من جديد وتفقد الشركة المخالفة للشرط الحق في احتكار شخصياتها.

يعد الرجل العنكبوت جزءًا من الفريق في أصل شخصيات مجلة "مارفيل كوميكس"، مع (الرجل الحديدي، وكابتن أمريكا، و"ثور" حامل المطرقة، والرجل الأخضر)، والآخرين من الشخصيات الخارقة.

في بداية الألفية الثانية كان الصعب جمع كل هؤلاء الأبطال في فيلم واحد، بسبب ملكية العديد من الشركات لكل بطل منفردًا، ومع آخر فيلم للرجل العنكبوت في 2014، كانت النتائج غير مبهرة لشركة سوني محتكرة الشخصية.

هنا بدأت الشائعات عن سماح سوني باستغلال شخصيتها من قبل شركات أخرى، وعندما تسربت العديد من رسائل البريد الإلكتروني لشركة سوني من بعد هجمة القراصنة من الكوريين الشماليين على حسابات الشركة في شهر نوفمبر 2014 وضحت الكثير من النقاط.

نشرت صحيفة "وول ستريت" بريد سوني المسرب، ومن ضمنه رسالة رئيس شركة سوني لرئيس شركة ولت ديزني للإنتاج السينمائي حول إنتاج مشترك بين الشركتين يكون بطله الرجل العنكبوت، حيث يظل لسوني حق التسويق والتوزيع والمشاركة في تحديد المخرج وحق تقديم السيناريو.

وكان من ضمن الاقتراحات ظهور الرجل العنكبوت داخل فيلم "كابتن أمريكا"، وتمت بالفعل لقاءات حول استغلال الرجل العنكبوت في يناير 2015، لكن تداعيات الهجوم الإلكتروني على سوني أخر الاتفاق بعض الشيء.

في فبراير 2015 جاء إعلان الشركتين عن ظهور الرجل العنكبوت مع أفلام من إنتاج ديزني، وجاء الاتفاق جديدًا حيث لم تتم مشاهدة اتفاق مماثل في تاريخ هوليود، فالأول مرة تقدمة شركة خدماتها أو ممثليها للشركات الأخرى بلا مقابل.

جاء تفسير ذلك من مجلة "مراسل هوليود" المتخصصة في أسرار هوليود، حين أوضحت أن شركة سوني فضلت إعادة الحيوية لشخصية الرجل العنكبوت عبر ظهوره في ثوب جديد مع شخصيات مارفل، بدلًا من أن تكسب بعض النقود مقابل إعارته لديزني.

ستظل سوني تملك حق صنع أفلام للرجل العنكبوت كبطل منفرد، ومن المتوقع خروج أول أفلامه الجديدة في 2017 من إنتاج سوني نفسها وتحت إشراف "كيفن فيج" مدير شركة "مارفل" التابع لوالت ديزني.

وفي النهاية سوني تربح الدعاية لشخصية الرجل العنكبوت تمهيدًا لفيلمه الجديد الذي سيتم تحت إشراف مدير استوديو "مارفل" ذي الخبرة في زيادة الأرباح، وتربح "مارفل" ظهور عنكبوت سوني في فيلمها، مع بعض الأموال الإضافية التي ستجنيها من بيع المنتجات المصاحبة لعرض الفيلم (تي شيرت – بوستر – دمى) للرجل العنكبوت، بعد أن سمحت سوني لها بذلك حتى موعد خروج الفيلم الجديد للرجل العنكبوت من إنتاج سوني. هكذا تسير الأمور في هوليود، وكما قالوا من قبل المصالح تتصالح.

تريلر (كابتن أمريكا-الحرب الأهلية):

aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg

جزيرة ام اند امز