وسط مخاوف "التقسيم".. غزة تسعى لـ"كسر الحصار" بميناء ومطار
وسط مخاوف التقسيم المهيمنة على المنطقة، تسعى حركة حماس لإقامة ميناء بحري ومطار في قطاع غزة، باعتباره حقًّا فلسطينيًّا خالصًا.
وسط مخاوف التقسيم المهيمنة على المنطقة، تسعى حركة حماس لإقامة ميناء بحري ومطار في قطاع غزة، باعتباره حقًّا فلسطينيًّا خالصًا، واستحقاقًا حسب اتفاقية "أوسلو" ، "رغم عدم اعتراف الحركة بالاتفاقية".
وشدد قيادي في حركة حماس على رفض أي رقابة إسرائيلية على الميناء، مؤكدًا أنه لا يعني الانفصال عن باقي الوطن الفلسطيني.
وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان في مقابلة مع بوابة "العين": "من الطبيعي أن يكون لغزة ميناء ومطار، حتى اتفاق أوسلو الذي لا نعترف به نص على إقامة مطار وميناء، وأنشأ المطار بالفعل إلاّ أن الاحتلال دمره".
وتم افتتاح المطار الفلسطيني عام 1998 بعد مفاوضات طويلة مع إسرائيل، لكنه توقف عن العمل في ديسمبر 2001، بعد أن تعرض للتدمير الإسرائيلي الذي طال محطة الرادار والمدرج لكن ساحة المطار لم تتعرض لدمار بالغ، إلى أن اجتاحت قوات الاحتلال المكان في يناير 2002، وأحدثت دمارًا واسعًا به، وتكرر لاحقًا قصف المطار عشرات المرات، بحيث دمرته بشكل شبه كامل.
استحقاق قديم
وأشار قيادي حماس إلى أن "إقامة الميناء أيضًا استحقاق فلسطيني بموجب تفاهمات التهدئة التي أعقبت عدوان 2014، حيث نصت التفاهمات على الشروع في مباحثات حول الأمر، إلا أن إسرائيل تهربت منها مستفيدة من الواقع الإقليمي العربي".
وأضاف أن الميناء "مطلوب من أجل التواصل مع العالم، وإنهاء هذا الحصار الظالم الذي يشكل جريمة حرب".
وفرضت إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، عقب تشكيل حماس الحكومة الفلسطينية العاشرة عام 2006، إثر فوزها في الانتخابات البرلمانية، فيما جرى تشديده لاحقًا لانفرادها بالسيطرة على القطاع منتصف 2007 إثر الاقتتال الدامي مع حركة فتح وقوات السلطة الفلسطينية".
المطلوب كسر الحصار
وقال رضوان: "المطلوب هو كسر الحصار، عبر فتح المعابر وإنشاء الميناء، كذلك ذلك هي وسائل لكسر الحصار"، مشددًا على أن المطلوب هو تطبيق قرارات جامعة الدول العربية بكسر الحصار.
وعن مغزى الحديث المتصاعد في إسرائيل عن الميناء، ووجود مؤيدين ومعارضين له في الأوساط الإسرائيلية، أوضح القيادي في حماس أن موضوع الميناء ليس جديدا ونصت عليه اتفاق التهدئة برعاية مصرية، عام 2014، وكان يفترض أن يجري استكمال بحثه إلا أن الاحتلال تهرب من ذلك".
قنبلة موقوتة
وأضاف رضوان أن إسرائيل "ربما تقرأ الواقع في غزة، وتخشى انفجار الأمور في وجهها، فغزة أشبه ببرميل بارود وقنبلة موقوتة يمكن أن ينفجر في أي لحظة ولعل الاحتلال أدرك المعادلة.
وكان وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس رأى أن الميناء سيخفف من "حدة الاحتقان في غزة"، وسيجعل لحماس "مصالح تخاف عليها".
وأيد كاتس في تصريحات اليوم السماح بإقامة ميناء بحري، في قطاع غزة، شريطة الخضوع للرقابة الأمنية الإسرائيلية.
رفض الرقابة الإسرائيلية
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (الرسمية): "دعا كاتس إلى الانفصال المطلق عن قطاع غزة، والسماح للغزيين بإقامة ميناء، شريطة أن يخضع لمراقبة أمنية إسرائيلية".
ورفض القيادي في حماس أي رقابة إسرائيلية على الميناء، قائلاً: "أي رقابة للاحتلال مرفوضة، لا تعامل مع الاحتلال"، بيد أنه أعطى مرونة في وجود رقابة دولية "بالأطر التي تخدم كسر الحصار".
وقال: "نحن لا نخشى أي شيء، ومطلبنا كسر الحصار، وتسهيل حركة شعبنا على صعيد الأفراد والبضائع دون قيود أو تصنيفات".
وأضاف: "إذا قطعت إسرائيل كل علاقاتها مع القطاع، فسيفضي ذلك إلى حل جزء كبير من النزاع مع الفلسطينيين".
وتحدث وزير الاستخبارات الإسرائيلي عن وجود جهود دبلوماسية، من أجل إقامة الميناء، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، في إشارة على ما يبدو إلى مباحثات تركية-إسرائيلية لتطبيع العلاقات بين الجانبين، على خلفية مقتل 10 أتراك في الهجوم على سفينة مرمرة قبل سنوات، حيث تشترط أنقرة رفع الحصار عن غزة لتطبيع العلاقات.
لا انفصال عن الوطن
ورفض قيادي حماس تأكيد أو نفي وجود تقدم في هذا الموضوع، مشددًا على أن مسألة الميناء ليست جديدة وأنها استحقاق للشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالمخاوف التي أبدتها قيادات من حركة فتح بأن يمنح الميناء حال إقامته مظلة للانفصال عن الوطن الفلسطيني، وقال رضوان: "وجود مطار أو ميناء في غزة لا يعني أنها انفصلت عن الوطن الفلسطيني، سيكون هذا ميناءً لفلسطين، وكذلك حال إقامة مطار، سيخدم الوطن الفلسطيني بأسره". مشددًا على أنه "لا دولة في غزة، ولا دولة بدونها".
aXA6IDMuMTQ1LjE2Ny41OCA= جزيرة ام اند امز