نجاح رياض محرز يكشف أسباب إخفاق النصر السعودي (2)
من تعرض لتحليل نتائج النصر السيئة تحدث عن جوانب فنية ولم يتطرق للسبب الحقيقي وهو فقدان اللاعبين لثقتهم بأنفسهم منذ نهاية الموسم الماضي
شيء وحيد يمثل القاسم المشترك في المقارنة بين نجاح الجزائري رياض محرز مع ليستر وإخفاق لاعبي النصر السعودي الملفت هذا الموسم، هذا الشيئ هو الثقة بالنفس، التي امتلكها النجم العربي هذا الموسم فتألق كما لم يفعل لاعبي عربي في الدوري الإنجليزي من قبل، وافتقدها لاعبو فريق النصر، فظهروا في أغلب مباريات الموسم الحالي وكأنهم أشباح لنفس اللاعبين الذين صالوا وجالوا طوال الموسمين الماضيين وحققوا لقبين متتاليين لدوري المحترفين.
افتقاد الثقة بالنفس هي تحديدا مشكلة النصر السعودي، والمفارقة أن كل من تعرض لتحليل أزمة النتائج السيئة لـ "العالمي" هذا الموسم تحدث عن جوانب فنية، مثل أخطاء المدرب واستهتار اللاعبين، دون أن يتطرق أي منهم للسبب الحقيقي (اللهم إلا كانافارو مدربهم السابق) وهو فقدان اللاعبين لثقتهم بأنفسهم وتحديدا منذ نهاية الموسم الماضي.
ففي مباراة نهائي كأس خادم الحرمين كان النصر في طريقه لتحقيق الفوز على غريمه الهلال بهدف نظيف ليجمع الكأس مع الدوري ويقهر الهلاليين كعادته في ذلك الموسم والذي قبله، لكن هدف مفاجئ من مدافع الهلال محمد جحفلي في الدقيقة الأولى من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للوقت الإضافي، قلب الموازين ليخسر العالمي بعدها بركلات الترجيح.
عقب تلك المباراة وأحداثها المثيرة حدث ما يسمى في علم النفس بـ "انهيار الإحساس بالتفوق" لدى لاعبي النصر، واهتزت ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على الفوز بشكل مستمر، ثم جاءت الهزيمة التالية في كأس السوبر السعودي ومن الهلال نفسه لتكرس مشاكلهم النفسية التي أثرت على مردودهم الفني داخل الملعب.
صحيح أن الهلال نفسه سبق له الفوز على النصر في مباراة الدور الثاني لموسم 2013/2014، وفي الوقت الأصلي بنتيجة 4-3، لكن النتيجة لم تؤثر على صدارة النصر، ولم يترتب عليها ضياع بطولة مثلما فعلت هزيمة نهائي الكأس، وكان الفوز الهلالي في مباراة الدوري أشبه بالترضية للاعبيه بعد خسارتهم الدوري وكأس ولي العهد لصالح النصر نفسه في ذلك الموسم.
الخطأ الكبير الذي ارتكبته إدارة العالمي والمدربين الذين تعاقبوا على تدريبه منذ بداية الموسم الحالي بداية من دا سيلفا مرورا بكانافارو وهيجيتا وأخيرا كانيدا، لم يسعوا للتعامل مع مشكلة افتقاد الثقة بالنفس رغم وضوحها، ربما كان كانافارو الوحيد الذي أدرك المشكلة لكنه أخفق في علاجها.
على طريقة أيهما أولا البيضة أم الكتكوت توالت تفاصيل حكاية إخفاق النصر، فالثقة الضائعة تسببت في اهتزاز النتائج الذي أدى بدوره لمزيد من ضياع الثقة، ليصل لاعبو الفريق في النهائي إلى حالة اللامبالاة التي ظهروا عليها في المباريات الأخيرة، وهي لا تعني استهتارهم بقميص النادي أو فقدانهم الولاء له كما استنتج كثير من النقاد السعوديين بقدر ما تعد انعكاسا يفهمه علماء النفس لفقدان الثقة، وهو ما يفسر مثلا حالة هداف الفريق محمد السهلاوي الذي كان يسجل في الموسمين الماضيين من أنصاف الفرص، ثم بات يضيع انفرادات كاملة هذا الموسم لسبب بسيط أ
نه يدخل كل مباراة ولديه قناعة بأنه مهما فعل لن يسجل، وهذا من أعراض فقدان الثقة.