تركيا تقصف مواقع "العمال الكردستاني" رداً على هجوم أنقرة
الاشتباه في تورط فتاة كردية في الهجوم
الطائرات التركية قصفت معسكرات تابعة لحزب "العمال الكردستاني" بشمال العراق رداً على تفجير سيارة ملغومة في أنقرة
قصفت الطائرات التركية اليوم الاثنين معسكرات تابعة لحزب "العمال الكردستاني" بمنطقة قنديل شمال العراق رداً على هجوم بسيارة ملغومة في أنقرة أسفر عن سقوط 37 قتيلاً على الأقل أمس الأحد. وقال الجيش التركي في بيان إن 11" طائرة نفذت الضربات الجوية على 18 هدفاً تم تحديدها منها مخازن ذخيرة ومخابئ وتم تدميرها".
وقال مسؤولون أمنيون أتراك هناك أدلة على أن أحد مفجري هجوم أنقرة المشتبه بهما فتاة انضمت لحزب العمال الكردستاني منذ عام 2013. وذكروا أنها من مواليد 1992 وتنحدر من مدينة كارس في شرق تركيا.
وأعلن وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو ارتفاع عدد ضحايا الانفجار إلى 37 قتيلاً وإصابة 125 آخرين. وقال مؤذن أوغلو إن 30 من القتلى سقطوا في مكان الحادث، مضيفاً: "نعتقد أن واحداً على الأقل أو اثنين من بين القتلى في مكان الحادثة هو أو هما منفذا الهجوم".
ووقع الانفجار عند موقف حافلات في ساحة كيزيلاي التي تعتبر شرياناً اقتصادياً رئيسياً ومركزاً للمواصلات وتقع على مقربة من منطقة السفارات في العاصمة التركية، حيث أدى التفجير إلى احتراق العديد من السيارات والحافلات. وبحسب وزير الداخلية التركي أفكان علاء فإن الهجوم نفذ بسيارة كان يستقلها "شخص أو اثنان" استهدفا محطة الحافلات بساحة كيزيلاي.
ولم يعلن أي تنظيم مسؤوليته عن هجوم أنقرة حتى اللحظة، لكن أسلوب تنفيذه شبيه بهجوم انتحاري آخر بسيارة مفخخة استهدف عربات نقل عسكريين في منطقة غير بعيدة من ساحة كيزيلاي في 17 فبراير/ شباط، وخلف 29 قتيلاً. وتبنت ذلك الهجوم مجموعة "صقور حرية كردستان" المنشقة عن حزب العمال الكردستاني بعد ثلاثة أيام من ذلك وهددت باستهداف المواقع السياحية التركية بالخصوص.
وكان الرئيس التركي رجب أردوغان ورئيس وزرائه داود أوغلو نسبا الهجوم حينها لوحدات حماية الشعب الكردية السورية بدعم من حزب العمال الكردستاني التركي. لكن التنظيمين نفيا قطعياً هذه الاتهامات. وقال رئيس الوزراء في بيان "لدينا معلومات ملموسة عن مجموعة إرهابية دبرت الهجوم" و"سنحصل سريعا على النتائج الكاملة للتحقيق وسننشرها". وندد أردوغان بـ"هجمات ضد وحدتنا وبلادنا وشعبنا"، مؤكداً "أن دولتنا لن تتخلى أبداً عن استخدام حقها في الدفاع الشرعي أمام أي تهديد إرهابي".
وعبّر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "عميق تضامنه" مع الشعب التركي، مؤكداً دعم تركيا في "كفاحها ضد الإرهاب". وكشفت وزيرة خارجية أستراليا جولي بيشوب عن أن السفير الأسترالي في أنقرة نجا من الهجوم، وقالت "كان في سيارته حين انفجرت القنبلة، ولم يكن بعيدا سوى 20 متراً" من الانفجار.
وكانت السفارة الأمريكية في تركيا حذرت الجمعة الماضي مواطنيها من "هجوم إرهابي محتمل" في أنقرة يستهدف "مباني حكومية تركية وعمارات" في الحي الذي شهد هجوم 17 فبراير / شباط الماضي.
وأمر قاضٍ في أنقرة مساء الأحد بمنع نشر أية معلومات عن الهجوم على الإنترنت وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" حيث تروج العديد من الصور وأشرطة الفيديو. وتعيش تركيا منذ صيف 2015 حالة إنذار قصوى بعد سلسلة اعتداءات دامية نسبت السلطات أربعة منها لتنظيم "داعش" الإرهابي. وكان أشدها دموية اعتداء انتحاري مزدوج في أنقرة في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 أدى إلى مقتل 103 أشخاص.