القاعدة وداعش في إفريقيا.. صراع نفوذ بلون الدم
الهجوم الدموي على منتجع سياحي في ساحل العاج، يعيد تنظيم "القاعدة" إلى واجهة الأحداث، لينافس تنظيم "داعش" على النفوذ في إفريقيا.
أعاد الهجوم الدموي على منتجع سياحي في ساحل العاج، الدولة الواقعة غرب إفريقيا، تنظيم "القاعدة" الإرهابي إلى واجهة الأحداث في القارة السمراء.
وكشف الهجوم سعي القاعدة لإثبات وجودها، ومنافسة تنظيم "داعش" الإرهابي، على النفوذ في إفريقيا المثقلة أصلًا بالفقر والنزاعات.
وشهد القاعدة، التنظيم الأقدم، في الفترة الأخيرة، حالة ضعف قياسًا بالهجمات والضربات الإرهابية التي نفذها مؤخرًا، بسبب انشقاقات في صفوفها لصالح "داعش"، فيما تراجع ولاء جماعات كانت تتبع للأول على غرار جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا.
إعلان ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" مسؤوليته عن هجوم ساحل العاج، عزز رصيد التنظيم من الهجمات الدموية التي سددها لمرافق حيوية في مدن إفريقية، ومنها هجوم نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي على فنادق يرتادها أجانب في مالي.
كما شكل الهجوم الذي تبناه فرع القاعدة في يناير/كانون الثاني 2015، على فندق "سبلانديد" الفخم في واغادوغو، حلقة بارزة في انتشار التنظيم في بوركينافاسو باتجاه غرب إفريقيا.
وبرز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إثر إرهاصات الأزمة الأمنية في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وأعلن طواعية ولاءه للتنظيم الأم.
وقد ارتبط هذا الفرع بالجهادي مختار بلمختار قائد "كتيبة المرابطون"، المعروف لدى الاستخبارات الغربية بأنه عراب الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي.
وقد راجت أنباء في الآونة الأخيرة عن تكليف تنظيم الدولة أحد أمرائه لتقفي أثر بلمختار والقضاء عليه، في أبرز تطور لحرب النفوذ بين التنظيمين.
ومعروف أن جناح المغرب الإسلامي، ينشط في بلدان شمال إفريقيا وخاصة في صحراء الساحل التي تمتد على مساحات حدودية شاسعة بين الجزائر وموريتانيا ومالي والنيجر وأجزاء من جنوب ليبيا وشمال تشاد.
وتوفر حالة عدم الاستقرار العرقية في شمال مالي والنيجر، حاضنة خصبة لتنامي القاعدة وداعش، من خلال تنافس بين التنظيمين على استقطاب الجماعات الجهادية في المنطقة.
ويوصف جناح القاعدة في المغرب الإسلامي بأنه الأنشط بين فروع التنظيم في العالم، وقد نجح في الحفاظ على علاقة ودية مع التنظيمات الجهادية الصغيرة، في شمال إفريقيا وغربها، ومنها "جماعة تحرير ماسينا" و"أنصار الدين" في شمال مالي.
كما حافظت القاعدة في شمال إفريقيا على علاقة طيبة مع جماعة المرابطين المكونة من اتحاد جماعتي "التوحيد والجهاد" و"الملثمين" المنشقتين عنها، والذي بايع أميرها عدنان أبوالوليد الصحراوي زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي في وقت سابق، قبل أن يعود إلى أحضان القاعدة مجددًا.
وشهدت مدينة درنة في ليبيا خلافات قليلة بين داعش والقاعدة، مقارنة بخلافاتهما في العراق وسوريا؛ لأن داعش يرى في ليبيا قاعدة خلفية مؤقتة لضرب المصالح الغربية في مالي والنيجر.
وتسعى القاعدة في شبه الجزيرة العربية للتمدد في القرن الإفريقي من خلال البوابة الصومالية؛ إذ وجه أحد قادتها الفرعيين ويدعى إبراهيم القوصي المكنى بأبي خبيب السوداني، مطلع الشهر الجاري، نداء لمقاتلي التنظيم يحرضهم فيه على قتال القوات الإفريقية المنتشرة تحت مظلة قوات السلام الدولية، ما قد ينذر بهجمات مميتة في المستقبل المنظور.