العراق: الصراعات تهدد بانقسام الائتلاف الشيعي
المالكي والعبادي يحشدان الأنصار في مواجهة بعضهما
أكدت مصادر من داخل الائتلاف الوطني أن الخلافات تشتد بين أعضائه
أكدت مصادر من داخل الائتلاف الوطني أن الخلافات تشتد بين داخل أعضائه بسبب الصراع حول رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وبين سحب الثقة من رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وحزمة إصلاحاته التي أضرت بمصالح الائتلاف الشخصية وأقصت عددًا من شخصياته.
ويحاول ائتلاف دولة القانون -أحد مكونات التحالف الوطني- إلى إذابة الجليد بين الطرفين ولملمة أطراف الأزمة من أجل مواجهة الأزمات التي تواجهها البلاد على كافة المستويات، وقدم مؤخرًا مجموعة مقترحات لإذابة الخلافات بين العبادي وزعيم الائتلاف نوري المالكي.
وقال المتحدث باسم الائتلاف النائب خالد الأسدي لـ"العين": إن دولة القانون اجتمع بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي، مبينا أنه تم خلال الاجتماع بحث جملة من القضايا أبرزها الملف الأمني والعمليات العسكرية.
ويؤكد أعضاء من داخل ائتلاف دولة القانون أنهم منقسمون بين المالكي والعبادي، وأن الائتلاف هدد بسحب التفويض من العبادي، لكن ذلك التهديد حتى لو نفذ فإنه لن يعيد المالكي مرة أخرى إلى سدة الحكم، بسبب رفض الكتل الأخرى لهذا الخيار، ولما اتسمت فترة حكمه بالأزمات والانقسامات.
وقال نائب من داخل الائتلاف لـ"العين" -طلب عدم ذكر اسمه-: إن المالكي لن يعود خلفًا لحيدر العبادي، سواء على مستوى سحب الثقة أو حتى على مستوى الآليات؛ لأن المالكي يعلم إمكانية أن يتحقق الإجماع بالنسبة للتحالف الوطني حول شخصه صعب جدا.
ويؤكد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أنه ما زال محتفظًا بمنصبه نائبا لرئيس الجمهورية، وأن مسألة إلغاء المنصب غير دستورية، مبديا تأييده لسحب التفويض البرلماني من رئيس الوزراء حيدر العبادي وفق مبدأ الفصل بين السلطات، بعد مضي ثلاثة أشهر على إصلاحات قام بها العبادي تضمنت إقالته من منصبه.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد ألغى مطلع أغسطس/آب الماضي، مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء كجزء من عملية إصلاح حكومية يقوم بها لمحاربة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وقد ذهب المالكي إلى أبعد من ذلك؛ إذ يحاول تشكيل تيار سياسي لسحب الثقة من رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد أن سحبت أغلب الكتل السياسية تفويضها من العبادي.
ويعتقد المالكي، أن العبادي قد ابتعد كثيرًا عن الاتفاقات السياسية التي اتفق عليها الطرفان، ويحاول أن يعود بكل الأحوال إلى دائرة الضوء السياسي ليس على مستوى شخصه لرئاسة الوزراء وإنما على مستوى جناحه السياسي، وأهمية هذا الثقل بالنسبة لاتخاذ بعض القرارات داخل الدولة العراقية.
وبحسب مراقبين للمشهد السياسي في بغداد، فإن صراعًا سياسيًّا بدا خفيًّا وأصبح علنيًّا بين رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي، يهدد بحدوث انقسامات في البيت الشيعي ربما تفضي إلى انهياره، إثر عمليات تسقيط سياسي عبر وسائل الإعلام وتبادل الاتهامات، وسط مشهد ملبد بالأزمات والصراعات، فيما يحاول الائتلاف الشيعي لملمة النزاع والتوصل إلى حلول ترضي الطرفين من أجل المضي بالبلاد إلى مواجهة أزمات أخرى لعل أبرزها مواجهة تنظيم داعش الذي يحتل مساحات واسعة من العراق.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA=
جزيرة ام اند امز