تحركت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سريعًا لقطع الطريق أمام الخطوات الإسرائيلية لإدانة المؤسسة الفلسطينية وتشويه صورتها
تحركت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني سريعًا لقطع الطريق أمام الخطوات الإسرائيلية لإدانة المؤسسة الفلسطينية وتشويه صورتها بزعم عدم تقديم عناصر الهلال العلاج لعدد من الجرحى المستوطنين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية الجمعة الماضية.
وعقد رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، د. يونس الخطيب، اجتماعًا مع عدد من ممثلي الدول الدبلوماسية، أطلعهم خلاله على الاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال منذ مطلع شهر أكتوبر ضد طواقم مؤسسته.
وأشار الخطيب، إلى الحملة الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على مؤسسته وطواقمها الطبية من خلال الادعاء الكاذب بأن طواقم الجمعية لم تقم بواجبها الإنساني تجاه مجموعة من المصابين الإسرائيليين بالقرب من بلدة السموع قضاء الخليل الجمعة الماضية.
ادعاءات كاذبة
وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليماته لوزارة خارجيته، للتقدم بشكوى لمنظمة الصليب الأحمر الدولي في جنيف، ليطلب الصليب من الهلال الأحمر الفلسطيني توضيحات حول ترك عدد من المستوطنين القتلى والجرحى في الخليل دون تقديم العلاج لهم.
وأكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، أن اتهامات نتنياهو للهلال الأحمر، هي "ادعاءات كاذبة ومضللة" تدل على انعدام الحس الإنساني والأخلاقي، وتهدف إلى صرف أنظار العالم عن جرائم إسرائيل بحق المرافق الطبية.
ولفت الخطيب، إلى أن نتنياهو يهدف من حملته ضد الهلال، صرف أنظار العالم عن تصاعد اعتداءاته ليس فقط بحق طواقم مؤسسته فحسب، وإنما أيضًا بحق المؤسسات الصحية والمستشفيات لا سيما اقتحام القوات الخاصة في جيش الاحتلال للمستشفى الأهلي واغتيال أحد المصابين واعتقال مرافقه، واقتحامات مستشفى المقاصد، ومحاولة اقتحام مستشفى الهلال في القدس في الأيام الأخيرة.
واتهم المسئول الفلسطيني قوات الاحتلال بتعمد "الاعتداء والاستهداف المباشر لطواقم الهلال، منتهكة بشكل واضح وصريح للقانون الدولي الإنساني".
وعبر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، عن القلق الكبير الذي ينتابهم جراء الاستهداف المتعمد والمباشر لطواقم الإسعاف الفلسطينية.
وقال القدرة لـ"بوابة العين": الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسة ممنهجة ضد الطواقم الطبية، ضاربًا بعرض الحائط الحماية التي يمنحها القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، لهذه الطواقم.
تحقيق دولي
وذكر الخطيب أن جيش الاحتلال ارتكب 277 اعتداءً بحق طواقم الهلال وسيارات الإسعاف التابعة له، أدت إلى إصابة نحو 131 مسعفًا ومتطوعًا من الهلال، وتضرر 76 سيارة إسعاف، إلى جانب 70 حالة منع لطواقم الإسعاف من الوصول إلى الجرحى والمصابين والمرضى.
ودعت عشراوي -رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف- بيتر ماورير، لإجراء تحقيق عاجل حيادي وموضوعي حول استهداف الاحتلال الإسرائيلي الهلال الأحمر الفلسطيني.
وشددت عشراوي -في بيان لها- على ضرورة توفير الحماية العاجلة لها، وضمان وصول البعثات الطبية والإنسانية دون عائق، وحماية فرق العمل، والمرافق الطبية والإنسانية، وفقا للأساس القانوني الذي قام عليه عمل اللجنة المنبثق من القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الراسخة بقوة القانون الدولي العام، وبناءً على مبادئ اللجنة السبعة المنصوص عليها في النظام الأساسي للحركة الدولية.
وطالبت بمساءلة ومحاسبة إسرائيل على انتهاكها لحرمة المرافق الطبية وكوادر الإسعاف وسياراتهم بمخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، ورفع الحصانة عنها ووقف الاستثنائية التي تتمتع بها وتدفعها للعمل بعنجهية وتبجح خارج إطار التشريعات والمواثيق الإنسانية الدولية.
كما دعا القدرة المجتمع الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر للقيام بمسئولياتهم الكاملة في حماية الطواقم الطبية والإسعافية والمرافق الصحية الفلسطينية.
وحذر المتحدث باسم الصحة من خطورة ترك جرائم الاحتلال ضد طواقم الإسعاف دون عقاب، مضيفًا "تركها دون عقاب سيغريها لمزيد من الانتهاكات ضد الطواقم العاملة في الميدان".