تركيا وحزب العمال الكردستانى وجها لوجه بعد تفجير أنقرة
بعد أن قصفت طائرات تركية معسكرات للمقاتلين الأكراد تابعة لحزب العمال الكردستانى ردا على تفجير أنقرة .. هل تشتعل المواجهات بين الجانبين؟
هل تبدأ مرحلة جديدة من التوتر بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستانى؟، بعد أن قصفت طائرات حربية تركية معسكرات للمقاتلين الأكراد في شمال العراق تابعة لحزب العمال الكردستانى مساء أمس الاثنين ردا على مقتل 37 شخصا في هجوم بسيارة ملغومة في أنقرة.
وأشار الجيش التركي إلى أن 11 مقاتلة نفذت غارات على 18 هدفا في شمال العراق بينها مخازن ذخيرة وملاجئ.
وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا حصلت على نتائج "جدية للغاية وشبه مؤكدة" تشير إلى أن حزب العمال الكردستاني قام بتفجير أنقرة، مشيرا إلى أن الغارات التركية جاءت بعد التعرف على منفذي الهجوم.
وتقع قواعد حزب العمال الكردستاني في جبال شمال العراق حيث يراقبون العمليات عبر الحدود في تركيا.
وأوضح مسؤولون محليون إن حظر تجول على مدار الساعة قد أعلن في ثلاثة بلدات في جنوب شرق تركيا لإجراء عمليات ضد المقاتلين الأكراد. وأشاروا إلى أن الكثير من السكان المحليين غادروا تلك المناطق تحسبا للعمليات.
وذكرنت محطة (سي.إن.إن ترك) إن السلطات اعتقلت 15 شخصا في اسطنبول في عمليات ضد حزب العمال الكردستاني و50 آخرين في أرجاء البلاد.
و قال مسؤولون أمنيون إن مقاتلين اثنين من حزب العمال الكردستاني أحدهما امرأة شاركا في تنفيذه.
ووقع الهجوم في منطقة مزدحمة لوسائل النقل على بعد مئات الأمتار من وزارتي العدل والداخلية الأحد الماضى، وهو الثاني من نوعه في المركز الإداري للمدينة خلال أقل من شهر. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار.
وقال مسؤولون أمنيون إن لديهم أدلة على أن إمرأة تنتمي لحزب العمال الكردستاني المحظور من بين المشتبه بهما في تنفيذ الهجوم. ويخوض الحزب قتالا ضد الدولة التركية من أجل إقامة وطن مستقل للأكراد في جنوب شرق البلاد.
وأضاف المسؤولون أن الأدلة التي حصلوا عليها تفيد أنها ولدت عام 1992 وهي من مدينة كارس في شرق تركيا قرب الحدود مع أرمينيا وانضمت إلى الحزب عام 2013.
وأشار مسؤول أمني إلى أن المشتبه به الثاني كان مواطنا تركيا على صلة أيضا بحزب العمال الكردستاني.
وتزايدت أعمال العنف في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية منذ انهيار اتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب العمال الكردستاني في يوليو/ تموز الماضي بعد أن صمد لعامين ونصف.
وحتى الآن ركّز المقاتلون هجماتهم على قوات الأمن في بلدات الجنوب الشرقي التي يخضع الكثير منها لحظر التجول.
غير أن الهجمات في أنقرة واسطنبول خلال العام الماضي ونشاط تنظيم الدولة الإسلامية فضلا عن المقاتلين الأكراد أثار القلق بين الحلفاء في حلف شمال الأطلسي الذين يعتبرون استقرار تركيا أساسيا لاحتواء العنف في جارتيها العراق وسوريا.
*الحرب في سوريا
وترى الحكومة التركية أن الاضطرابات في الجنوب الشرقي مرتبطة بالحرب في سوريا التي انتزع فيها مسلحون أكراد مناطق على الحدود مع تركيا من تنظيم الدولة الإسلامية ومسلحي المعارضة الذين يقاتلون القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وتخشى أنقرة أن تغذي هذه المكاسب الطموحات الانفصالية الكردية على أراضيها وترى أن المقاتلين الأكراد السوريين يشتركون في روابط عقائدية وقتالية عميقة مع حزب العمال الكردستاني.
*من المسؤول؟
وانتقد حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي وزير الداخلية التركي إفكان آلا معتبرا انه لم يفعل ما فيه الكفاية لضمان الأمن في البلاد.
وقال رئيس الحزب كمال كيليجدار أوغلو "لو كان وزيرا ما لا يقوم بواجبه فيجب على هذا الشخص أن يترك منصبه"، مضيفا أن "المئات من مواطنينا فقدوا أرواحهم بسبب الإرهاب فمن المسؤول عن هذا؟".
واستنكر صلاح الدين دمرداش رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد التفجير واعتبره "هجوما إرهابيا يستهدف المدنيين بشكل مباشر" داعيا الحكومة إلى الكشف عن روايتها لما حصل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد اتهم حزب الشعوب الديمقراطي بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني وطالب باتخاذ إجراءات قانونية ضد نوابه.
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg
جزيرة ام اند امز