قطاع غزة، يشهد حملات ترويج للسلع الغذائية، لكن العروض والحملات تحولت بالنسبة للمواطنين إلى هاجس يؤرقهم .
مع إزدياد العروض على السلع الغذائية التي باتت تتبعها غالبية المحال التجارية في قطاع غزة، من أجل ترويج سلعها المختلفة سواء المستوردة أو المحلية، تسلل الهاجس بشكل كبير لدى المواطنين الغزيين حول مدى صلاحية بعض السلع التي يتبقى على انتهاء صلاحيتها فترات بسيطة.
و على الرغم من أهمية هذه العروض للطرفين التجار أو الزبائن، إلا أن الخوف من خطورة بعض السلع التي قد تكون منتهية أصلا يتهدد حياة الغزيين، حيث اشترى العديد منهم بعض السلع وتفاجئوا لدى استخدامها بأنها فاسدة ولا تصلح للاستخدام الآدمي، حيث هدف التجار من خلال بيعها لزيادة ربحه المالي، وعدم الاكتراث لسلامة وصحة المواطنين.
وتباينت ردود أفعال بعض السكان الغزيين ممن التقتهم " بوابة العين" حول هذه العروض، ففي الوقت الذي رحب به قطاع كبير منهم بهذه العروض إن كانت لسلع جيدة وصحية للاستهلاك، عبر آخرون عن خشيتهم من أن تؤدي تلك العروض المخصصة لبعض السلع المنتهية الصلاحية لأضرار صحية على حياة المواطنين الغزيين.
في حين كان الرد الرسمي، من قبل وزارة الاقتصاد الوطني، مطمئنا بالنسبة للمواطنين، خصوصا مع حملات التفتيش التي تقوم بها الأطقم العاملة في الوزارة بشكل دوري، وفقا لما صرح به وكيل وزارة الاقتصاد الوطني لـبوابة" العين" الاخبارية.
هاجس كبير
وعبر المواطن عمر الكحلوت عن رضاه عن العروض التي تقوم بها المحال التجارية على بعض السلع، مؤكدا بأن هذه العروض التي عادة ما تكون بأسعار زهيدة مناسبة لكل الفئات في قطاع غزة بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية هناك.
وأضاف لـبوابة " العين" أنه اشترى العديد من هذه السلع، ولكن كان ينتابه هاجس كبير لدى شراءها، خوفا من عدم صلاحيتها أو فسادها، مطالبا بضرورة فرض رقابة كبيرة من قبل الجهات المختصة كوزارة الاقتصاد على بيع تلك السلع.
وأوضح أنه لم يحدث له وأن اشترى سلعا فاسدة، ولكنه سمع الكثير عن هذه الأمور التي حدثت مع أناس آخرين الذين اشتروا سلعا وتفاجئوا بعد عودتهم لبيوتهم بعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي.
تحقيق الربح
أما أكرم عطاونة، فقد انتقد التجار الذين يحاولون تحقيق الربح بأي طريقة كانت حتى ولو على حساب صحة وسلامة الناس، مؤكدا أن هذا الأمر حرام شرعا ومخالف لكافة الأعراف.
و قال عطاونة لبوابة " العين" أنه يجب على التجار أن يتقوا الله فيما يقوموا به من بيع للمواطنين، وألا يقدموا مصالحهم على حساب الناس في السلع الفاسدة أو منتهية الصلاحية، والتي يتم ترويجها بأسعار زهيدة مع سلع أخرى.
وكشف أنه يقوم باستمرار عند شراء أي سلعة سواء من العروض أو الأخرى، بقراءة تاريخ انتاج وانتهاء أي سلعة للتأكد من صلاحيتها، موضحا بأن هذا الأمر سبب لديه قلق دائم وهاجس كبير بعد الكثير من المسموعات عن هذه العروض.
عروض طبيعية
أما التاجر أسامة أبو حسين، فقد اعتبر أن هذه العروض طبيعية لدى التجار، موضحا أنه على صعيده الشخصي لا يروج لأي سلع غذائية فاسدة، حيث يتأكد باستمرار من مدى صلاحيتها وملائمتها للاستخدام.
وأضاف لبوابة " العين" أن وجود بعض الحالات الفردية عن هذه العروض وفسادها، لا يعني أن جميع العروض فاسدة بما تحمل من سلع، داعيا الجميع للاستفادة من هذه الحملات التي تأتي للتخفيف عن كاهل المواطنين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية سيئة للغاية.
وعن أسباب هذه العروض، أشار ابو حسين، إلى أن التجار يستوردون كميات كبيرة من السلع المختلفة، و في ظل الأوضاع الاقتصادية وضعف الاقبال على الشراء، يسعى التجار لمثل هذه العروض من أجل الترويج لها وعدم كسادها أو الخسارة بأكثر من ذلك.
إجراءات عقابية
من جانبه، قال الدكتور عماد الباز وكيل وزارة الاقتصاد الوطني لـبوابة " العين " الاخبارية أن أي من المحال التجارية أو التجار يثبت ادانته بترويج مثل هذه السلع، يتعرض لعقوبات صارمة، كون هذا الأمر يشكل خطر على حياة المواطنين في غزة.
وقال د.إلباز، أن طواقم وزارته تعمل باستمرار على متابعة كافة هذه الأمور، وتقوم بجولات وحملات تفتيشية دورية على كافة المحال في مسعى منها لتشديد الرقابة على التجار والمحال لمنعهم من بيع سلع وعروض منتهية الصلاحية.
وأشار إلى أن طواقم وزارة الاقتصاد تقوم على الفور باتلاف أي سلع غذائية منتهية الصلاحية، داعيا المواطنين لضرورة التأكد من تاريخ الصلاحية وسلامة أي سلعة يقومون بشراءها، إلى جانب التبليغ عن أي سلع فاسدة وعمن يروجونها لاتخاذ الاجراء القانوني بحقهم.
وختم وكيل وزارة الاقتصاد بأن وزارته ستعكف خلال الفترة المقبلة على اصدار تعليمات واضحة وصريحة فيما يخص السلع الفاسدة والمنتهية الصلاحية من أجل توعية وتعريف المواطنين بها وبضرورة التأكد من صلاحيتها قبل شراءها.