معارضون سوريون لـ"العين": سياسيو أمريكا "يقامرون" باللاجئين قبل انتخابات الرئاسة
أوباما قال إنه سيعترض على مشروع يعرقل استضافتهم
تحولت قضية اللاجئين السوريين إلى ورقة يقامر بها المرشحون، قبل الانتخابات الرئاسية في أمريكا.
تحوَّلت قضية اللاجئين السورين إلى ورقة "يُقامر" بها الحزبين الديمقراطي والجمهوري في أمريكا، قبل الانتخابات الرئاسية المقرر أجراؤها في شهر نوفمبر من العام المقبل.
مرشحو الحزب الجمهوري استغلوا حالة الغضب بعد تفجيرات باريس، وأخذوا توجُّهًا مغايرًا تمامًا لموقفهم من الأزمة السورية، وطالبوا بمنع استضافة اللاجئين السوريين، خشية أن يتسببوا في تهديد الأمن القومي، بينما كانت تصريحات الحزب الديمقراطي مع استضافة اللاجئين، حتى لا تتخلف أمريكا عن واجبها الإنساني.
وجاءت مواقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، المنتمي للحزب الديمقراطي، متناغمة مع مواقف مرشحي حزبه.
وقال البيت الأبيض، أمس الأربعاء: إن أوباما سيعترض على مقترح تشريعي لنواب جمهوريين في مجلس النواب الأمريكي، يطالب بإجراء عمليات فحص إضافية على اللاجئين القادمين من سوريا أو العراق.
وجاء في بيان للبيت الأبيض: "هذا التشريع يضع شروطًا ليست ضرورية أو عملية ستعرقل -بشكل غير مقبول- جهودنا لمساعدة بعض من أكثر الناس عرضة للخطر في العالم".
وندد أوباما، أمس الأربعاء، بـما وصفه بـ"الجنون" المخيم على الولايات المتحدة حول مسألة الأخطار الأمنية التي يشكلها اللاجؤون السوريون، متهمًا الحزب الجمهوري بالخوف من "الأرامل" و"الأيتام".
ويرى دامس كيلاني، منسق عام تنسيقية الثورة السورية في مصر، أن الرئيس الأمريكي يخاطب بهذه التصريحات شريحة أكبر من الشعب الأمريكي، والمعروف عنه بأنه "مضياف".
لكن كيلاني، في الوقت نفسه، لا ينفي امتعاضه من تحول قضية اللاجئين السوريين إلى ورقة في الانتخابات الرئاسية، قائلًا في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين": "إذا كان أوباما حسه الإنساني عالٍ بهذه الدرجة، فلماذا لم يسعَ بجدية للمساعدة في الخلاص من رأس الإرهاب بشار الأسد، حتى لا يغادر السوريين بلادهم ويصيروا لاجئين".
وأضاف: "مع يقيني بأن الشعب الأمريكي مضياف ويستهويه خطاب العقل الذي ينتهجه أوباما في قضية اللاجئين، إلا أنني في الوقت ذاته لا أشك في ذكائه وإدراكه بأن رئيسهم يُقامر بورقة اللاجئين، لكسب الأصوات لحزبه الديمقراطي".
ويعول بسام الملك، عضو الائتلاف السوري المعارض، هو الآخر آمالًا على ذكاء الشعب الأمريكي، والذي من المؤكد أنه سيتوقف أمام "الموقف المتناقض" للحزب الجمهوري، حيال الأزمة السورية.
وقال الملك: " كانت تصريحات الحزب الجمهوري دائمًا مؤيدة للثورة السورية، ومنتقدة لمواقف الرئيس الأمريكي المائعة حيال تجاوزات بشار الأسد، لكن الموقف من اللاجئين السوريين، يبدو غير متسق مع تلك التصريحات".
ويعزي الملك هذا التناقض إلى رغبة الحزب الجمهوري في اتخاذ مواقف مغايرة لأوباما والحزب الديمقراطي، حتى لو كانت هذه المواقف غير متسقة مع آرائهم السابقة، وذلك في محاولة لكسب أصوات الناخبين.
وأضاف: " كما أن أوباما يقامر بورقة اللاجئين، فإن الحزب الجمهوري يُقامر بها أيضا".
وما بين مقامرة الجمهوريين والديمقراطيين، يرى ويليام فراي، المتخصص في الشؤون الديمغرافية، أن توجهات الجمهوريين تتضمن لهم نوعية معينة من المصوتين الذين غالبًا ما سيكونون ضمن العرق الأبيض، الكبار في السن، والمحافظين أكثر من غيرهم من الفئات المتنوعة من الشعب الأمريكي.
وشدد فراي في مدونته في موقع مركز بروكينجز للبحوث، على أن التركيز على هذه الفئة من الشعب الأمريكي المحافظ الأبيض لن تضع تنبؤات واضحة لمن يكسب الرئاسة عام 2016، مضيفًا: "التنبؤ بمن سيفوز، ليس بهذه السهولة".
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xNDQg جزيرة ام اند امز