بأكثر من 95%.. هيمنة صينية على سوق الألواح الشمسية بأوروبا
كان 2023 عاماً مهماً على مسار تحول أوروبا «الأخضر»؛ حيث زادت ألواح الطاقة الشمسية 40% عما كانت عليه في 2022، ورغم ذلك لم تستفد الصناعة المحلية من تلك الطفرة، إذ إن الصين كانت المصدر الرئيسي لواردات الألواح الرخيصة إلى القارة العجوز.
ووفق بيانات حديثة صدرت عن وكالة الطاقة الدولية، جاءت الغالبية العظمى من ألواح الطاقة الشمسية من الصين، وفي بعض الحالات وصلت إلى 95%.
ولم تستفد شركات التصنيع الأوروبية من ازدهار الطاقة الخضراء، إذ لم تتمكن من منافسة الواردات الرخيصة والعرض الزائد من الجانب الصيني.
في الوقت ذاته، تتزايد إعلانات توقف الإنتاج، وتحذيرات القطاع من أن نصف طاقته قد تغلق في غضون أسابيع ما لم تتدخل حكومات الاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ماير برغر السويسرية لصناعة الألواح، غونتر إرفورت، التي تخطط لإغلاق مصنعها الألماني لوحدات الطاقة الشمسية، الذي يعاني من خسائر، إن أوروبا تخوض "حرب أسعار" مع الصين، مشيرًا إلى غياب السياسات الأوروبية الداعمة، كما أورد موقع "فوربس".
- ثورة الكهرباء النظيفة في أمريكا.. توقعات إيجابية لعام 2024
- قفزة تاريخية في إنتاج الطاقة الشمسية خلال 2023.. عصر النفط إلى زوال
من جهتهم، يسعى صناع السياسات جاهدين للاستجابة، لكنهم منقسمون حول كيفية القيام بذلك.
أظهرت رسالة اطلعت عليها وكالة رويترز أن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك كتب إلى المفوضية الأوروبية في نوفمبر/تشرين الثاني، معربًا عن قلقه من أن المفوضية الأوروبية على وشك فرض قيود تجارية على واردات الطاقة الشمسية الصينية.
وجاء في الرسالة "سمعت أن المفوضية ربما تعتزم فرض إجراءات وقائية ضد واردات الوحدات الكهروضوئية من الصين. ولدي مخاوف قوية للغاية بشأن هذا الأمر".
وحذر هابيك من أن تقييد الواردات الصينية قد يقضي على التوسع السريع في أوروبا في مجال الطاقة الخضراء ويجعل 90% من سوق الطاقة الكهروضوئية أكثر تكلفة.
وأضاف الويزر الألماني أن ذلك يهدد بإفلاس شركات الاتحاد الأوروبي التي تقوم بتجميع وتركيب الألواح الشمسية باستخدام أجزاء مستوردة.
وكان الدعم الألماني المخطط له للقطاع تعرض لحالة من الاضطراب في الآونة الأخيرة بسبب أزمة الميزانية الحكومية.
وفي مكان آخر، لم تستبعد إسبانيا فرض رسوم جمركية على واردات مواد الألواح الشمسية. وقال مسؤول حكومي لرويترز إن هولندا تريد تغطية واردات الطاقة الشمسية الكهروضوئية من ضريبة الكربون المفروضة على حدود الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت إيطاليا الأسبوع الماضي عن استثمار بقيمة 90 مليون يورو (97 مليون دولار) في مصنع للألواح الكهروضوئية في صقلية.
وفي خطاب ألقته، الإثنين 5 فبراير/شباط الجاري، حول مشاكل قطاع الطاقة الشمسية، لم تقدم مفوضة الخدمات المالية بالاتحاد الأوروبي ميريد ماكغينيس أي دعم جديد. وأشارت إلى إجراءات الاتحاد الأوروبي الجاري تنفيذها بالفعل، بما في ذلك القانون المقرر الانتهاء منه يوم الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024، والذي يهدف إلى تسريع تصاريح التصنيع المحلي ومنح المنتجات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي، مثل الألواح، ميزة في مناقصات التكنولوجيا النظيفة المستقبلية.
وفيما يتعلق بالقيود التجارية، حذرت ماكغينيس قائلة، "بالنظر إلى أننا نعتمد حاليا بدرجة كبيرة للغاية على الواردات للوصول إلى أهداف تعزيز الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي، فإن أي إجراء محتمل يحتاج إلى الموازنة مع الأهداف التي وضعناها لأنفسنا".
وقد حث مصنعو الطاقة الشمسية الحكومات على التدخل لشراء المخزون الفائض من وحدات الطاقة الشمسية لتخفيف العرض الزائد. وإذا لم يكن من الممكن القيام بذلك بسرعة، فيمكن وضع حواجز تجارية.
وتعارض صناعة الطاقة الخضراء الأوسع فرض قيود على الاستيراد؛ حيث ترى أنه لا يمكن تقليل الاعتماد على الصين على المدى القصير وإلا فلن تُبني المشاريع.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة إي.دي.بي البرتغالية، ميغيل ستيلويل داندرادي، لرويترز، إلى أن أسعار الألواح الشمسية ارتفعت في الولايات المتحدة، التي تفرض رسوما جمركية على الواردات الصينية، مضيفًا، "إن لها تأثيرا تضخميا... أسعار الألواح تزيد عن ضعف مثيلتها في أوروبا".
وحتى المصنعون المحليون يقولون إن الآمال في وجود صناعة محلية قادرة على المنافسة تضاءلت.