قانون الطوارئ الجديد في فرنسا يسمح للمراهقين بالتدخين في المدارس؛ حيث اعتبرهم القانون فئة مستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية.
لسنوات طويلة كان غير مسموح للطلبة المراهقين في فرنسا بالتدخين في المدارس مما يدفع البعض منهم للجؤ للساحات العامة في الشوارع أو التسرب من المدارس لتدخين سيجارة.
ولكن هذا الوضع تغير اليوم لصالح هذه الفئة، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، بسبب قانون الطوارئ الجديد الذي أعدته الدولة للتصدي لجرائم الإرهاب.
ووصفت الصحيفة السماح للمراهقين في الأساس بالتدخين بأنه أمر غريب، ولكن الأشد غرابة أن يصبح أمرًا يقره القانون، ووفقا لقانون الطوارئ الجديد تم تصنيف هؤلاء المدخين الصغار، باعتبارهم فئة يتهددها الهجمات الإرهابية.
وقوبل هذا الإجراء بالترحيب من قبل هذه الفئة بالطبع التي طالما وجدت أنه مضيعة للوقت أن يخرجوا في فترة استراحة الغذاء اليومية بالمدرسة لتدخين سيجارة، أو أن يحاولوا أن يتسربوا من اليوم الدراسي تماما، فقط بسبب هذه العادة السيئة.
وقد مرت أربعة أشهر منذ الهجمات الإرهابية في باريس التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأسفرت عن مقتل ١٣٠ شخصًا، لكن فرنسا لا تزال تعيش في ظل حالة الطوارئ.
وقد أثارت هذه الحالة انتقادات من محامين وخبراء الأمم المتحدة، بعد أن سمحت للشرطة بإجراء آلاف عمليات التفتيش دون أمر قضائي أو رقابة قضائية، ووضعت ٢٩٠ شخصا على الأقل تحت الإقامة الجبرية.
وحذرت جماعات حقوق الإنسان من أن المسلمين استهدفوا بشكل غير عادل على الرغم من الطعون القانونية.
وآخر إجراءات الاحتياطات الأمنية في فرنسا هي السماح لهؤلاء الأطفال في المدارس الثانوية، والبالغ أعمارهم حوالي ١٥ سنة وما فوق، بالتدخين في ملاعب المدارس أو في الأماكن المفتوحة بها.
ولسنوات طويلة كان المراهقون يدخنون السجائر- وغير السجائر، حسب تعبير الصحيفة، في شوراع العاصمة الفرنسية.
ولكن هذه الحشود من المراهقين المصرين على التدخين بدأت في إثارة قلق المسئولين.
وباعتبار أن باريس الآن عرضة بشكل أكبر للهجمات المسلحة وإطلاق النار على الحشود، فبالتأكيد هؤلاء المدخنون هدفا سهلا خاصة بعد موجة من التهديدات الكاذبة بوجود قنابل في المدارس الثانوية مؤخرا، ولا تزال إدارات الدولة يتملكها الرعب من أن يصبح الأطفال مستهدفين في هذه الهجمات الإرهابية.
وعلى الرغم من أن سن التدخين القانوني يبدأ في عمر ١٨ عاما، وعلى الرغم من حظر التدخين رسميا في المدارس وأماكن العمل، لكن عدد كبير من مديري المدارس، وبتشجيع من وزارة التربية والتعليم، و في ظل حالة الطوارئ سمحوا للأطفال بالتدخين داخل مدارسهم.
وزارة الصحة في فرنسا لم تكن سعيدة حيال ذلك، وجدد الأطباء تحذيراتهم من مخاطر إدمان النيكوتين مدى الحياة، ولكن في كثير من المدارس فإن مجرد إبعاد المراهقين عن الأرصفة إجراء هام يستحق أن يتبع.
ولكن يظل أهم سؤال يطرح نفسه: متى ستنتهي حالة الطوارئ؟ متى تضع الحكومة تدابير خاصة وتعلن أن المخاطر الكامنة لم تعد موجودة؟
وقد تم بالفعل تمديد حالة الطوارئ مرتين، وتمتد حاليا حتى ٢٦ مايو/أيار المقبل.
وأشارت دراسات حديثة إلى أن الرأي العام الفرنسي قد يقر قانون الطوارئ، لكن الخوف لم يعد يتملكه من التهديدات الإرهابية بشكل كبير، خاصة أنهم يرون أن الإرهابي لن يوقفه شيء إذا أصر على تدبير هجوم.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA==
جزيرة ام اند امز