بعد نصف قرن من القطيعة.. أوباما يفتح "صفحة جديدة" مع كوبا
الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتوجه إلى كوبا الأحد المقبل لترسيخ تقارب لم يكن ممكنًا لسنوات طويلة بين البلدين.
يتوجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى كوبا، الأحد المقبل، لترسيخ تقارب لم يكن ممكنًا لسنوات طويلة بين البلدين تقترب من نصف قرن منذ عام 1961، وأيضًا لتحسين صورة إرثه الرئاسي بعد الجدل الذي أثارته بعض خياراته في الشرق الأوسط.
حتى الآن كان الحذر أساس السياسة الخارجية للرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الذي انتخب على أساس تعهده إنهاء الحرب في العراق وأفغانستان، إلا أنه أثبت بدعوته إلى فتح "صفحة جديدة" مع كوبا تحليه بجرأة لم يتمتع بها أي من أسلافه.
وعندما ستحط الطائرة الرئاسية في كوبا يوم الأحد، بعد يومين على زيارة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وبعد قرن على آخر زيارة لرئيس أمريكي، سيطوي أوباما صفحة من تاريخ الولايات المتحدة ليبدأ مرحلة جديدة في سياسة بلاده في القارة الأمريكية.
ومن المقرر أن يجري أوباما الذي ترافقه في الزيارة زوجته ميشيل وابنتاهما ماليا وساشا، لقاء منفردًا مع الرئيس الكوبي راوول كاسترو لكن لم يتم الإعلان عن أي لقاء مع شقيقه الأكبر فيديل الذي ابتعد عن السلطة قبل عقد.
ويتوجه أوباما الذي سيلتقي أيضا منشقين ومسؤولين اقتصاديين، إلى الكوبيين بكلمة يعاد بثها عبر التلفزيون والإذاعة على غرار خطاب ألقاه 17 ديسمبر/كانون الأول 2014 وأعلن فيه بدء التقارب بين البلدين العدوين في السابق.
وأوضح بن رودس مستشار أوباما الذي خاض مفاوضات سرية مع هافانا طيلة 18 شهرا "هذه الكلمة لحظة فريدة في تاريخ البلدين".
وتزخر زيارة أوباما التي تستمر 3 أيام بالمحطات الرمزية، من بينها زيارة مع أسرته إلى المدينة القديمة، وتكريم أبي الاستقلال خوسيه مارتي في ساحة الثورة ومباراة بيسبول وغيرها من المحطات.
أصغر من كاسترو بثلاثين عاما
سيكون لزيارة أول رئيس أسود للولايات المتحدة والذي يصغر راوول كاسترو بثلاثين عاما صدى خاصا لدى الجالية المتحدرة من أصول إفريقية في كوبا، والتي تعاني من سوء التمثيل بين النخب السياسية في البلاد.
ويأمل البيت الأبيض بإقامة ما يكفي من الروابط رغم الحظر الاقتصادي الذي يرفض الكونجرس الخاضع لسيطرة الجمهوريين رفعه في الوقت الحالي، حيث تصبح أي عودة إلى الوراء صعبة للغاية أيا كان الرئيس المقبل الذي سينتخب في 2017.
وأكد رودس "نريد أن نجعل عملية التطبيع نهائية"، مشددًا على تبعات السياسة التي بدأ تطبيقها مثل تسهيل الرحلات وتخفيف القيود التجارية.
وينتقد البعض الإدارة الأمريكية بأنها لم تحصل على تنازلات كافية من النظام الكوبي، خصوصا فيما يتعلق بحقوق الإنسان، إلا أن البيت الأبيض تعهد بإجراء محادثات "صريحة" وأقر بأن التغيير يتطلب وقتا، مشددا على ضرورة التخلي عن سياسة العزلة العقيمة.
وذكر أوباما عند تطبيع العلاقات الدبلوماسية في صيف 2015 بأنها علقت من قبل الرئيس الأمريكي دوايت آيزنهاور في العام 1961 الذي يصادف عام مولده.
عقيدة أوباما
وأعاد نشر مقال طويل في مجلة "ذي أتلانتيك" الأمريكية حول "عقيدة أوباما" الجدل حول ما حققته سياسته الخارجية ورؤيته لمكانة الولايات المتحدة في العالم.
ويفصل المقال الذي أعده أوباما بدقة الانتقادات الموجهة إليه مثل تردده في التدخل عسكريا لعدم إحداث فراغ يمكن أن يسارع آخرون وفي مقدمتهم روسيا إلى ملئه، وأيضا تأخره في الرد إزاء تقدم جهاديي تنظيم داعش في سوريا والعراق.
في المقابل، يشدد أوباما الملتزم بقناعاته على أهمية الحوار مع الأعداء بدليل الاتفاق النووي الموقع مع إيران بالمقارنة مع الأخطاء العسكرية لسلفه جورج بوش.
وحذر أوباما من التزام عسكري لا يمكن ضبطه لاحقا، وشدد على ضرورة ألا تركز الولايات المتحدة على الشرق الأوسط دون سواه؛ لأن عليها أن تولي اهتماما لمناطق أخرى من العالم مثل آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuOTMg جزيرة ام اند امز