مدينة إيطالية تفرض غرامة على أي مواطن أو سائح يمنح نقودًا للمتسولين المنتشرين في شوارعها، وذلك للحد من استفحال ظاهرة التسول.
قررت مدينة إيطالية فرض غرامة على أي مواطن أو سائح يمنح نقودًا للمتسولين المنتشرين في شوارعها، وذلك للحد من استفحال ظاهرة التسول، بعد تكرار الشكاوى من السكان والسائحين من سخافة المتسولين ومطارداتهم المستمرة لهم.
وقال جياكومو بالنكا، عمدة مدينة بروديغيرا الساحلية، الواقعة على الحدود مع فرنسا، إنه "نظرًا لصعوبة معاقبة المتسولين بدفع غرامة، قررنا تغريم من يقوم بإعطائهم أي أموال، للحد من هذه الظاهرة المقلقة، قبل بداية الموسم السياحي، الذي يبدأ مع احتفالات عيد الفصح".
وأضاف بالنكا لصحيفة "إل ساسولو" الإيطالية أن عصابات الجريمة المنظمة هي من يقف وراء المتسولين، لذلك كان من الضرورة استئصال هذه الظاهرة، عبر زجر أولئك الذين يقدمون للمتسولين النقود بدافع الخير والشفقة.
وأضاف أن من يتسول فعلًا بسبب العوز والحرمان، يمكنه اللجوء إلى المؤسسات الخيرية والمشروعات الاجتماعية في المدينة.
وأثارت مثل هذه المبادرات في السابق جدلًا كبيرًا في الشارع الإيطالي بين مؤيد ومعارض لها، غير أن ستيف بارنز، مؤسس "مشروع روما" الذي يساند المئات من المشردين في العاصمة الإيطالية، وصف خطوة بروديغيرا بأنها "تصرف إيجابي"، موضحًا أن "الأمر مهين للغاية حينما يتعلق بمنح شخص بضعة عملات في الشارع، والأفضل البحث عن طريقة أخرى للتعاطف معه ومساندته، والتعامل معه كإنسان".
وأضاف بارنز، الذي كان مشردًا وبلا مأوى في الماضي، أن مساندة المتسولين من خلال المؤسسات الاجتماعية والخيرية ستقلل من جرائم الشارع المنظمة وأخطارها، فضلًا عن الحد من تعاطي الكحول والمخدرات.
ولا تعد مبادرة مدينة بروديغيرا جديدة على المدن الإيطالية، التي تظل مقصدًا سياحيًّا مهمًّا، حيث قررت مدينة البندقية في عام 2008 منع التسول في المدينة عبر معاقبة المتسول بدفع غرامة تتراوح بين 25 و50 يورو، فضلًا عن حق الشرطة في مصادرة ما بحوزته من أموال. وأوضحت سلطات المدينة في حينها أن الهدف الرئيسي من هذا القانون منع استغلال منظمات الجريمة للأطفال في التسول في المدينة السياحية الأشهر في إيطاليا.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز