"مسرح الرشيد" العراقي يعود إلى الحياة بعد 13 سنة من دماره
المسرح حياة، ولهذه الحياة يريد مجموعة من المتطوعين أن يعيدوا إحياء "مسرح الرشيد" وسط بغداد بعد أن دمرته الحرب الأمريكية على العراق.
المسرح حياة، ولهذه الحياة يريد مجموعة من المتطوعين أن يعيدوا إحياء "مسرح الرشيد" وسط بغداد بعد أن دمرته الحرب الأمريكية على العراق في العام 2003. ويتهيأ فنانون لتقديم أول عرض مسرحي في 19 مارس، على خشبة المسرح الذي لم تلتفت إليه وزارة الثقافة العراقية حتى ضمن أعمال بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 وأثيرت حوله شبهات فساد مالي.
وقالت السيدة ميسون ممنون، مديرة المركز الوطني للعمل التطوعي، لـ"بوابة العين الإخبارية" إنها وفريقها أطلقوا حملة بعنوان (المسرح حياة)، وهم يعملون بجهد ذاتي بمشاركة فريق محبي بغداد، وفريق متطوعي اتحاد الإذاعيين والتلفزيونيين، وفريق القادة الشباب، فضلا عن إسهام عدد من الفنانين الرواد والشباب المتحمسين لإعادة المسرح إلى الحياة الثقافية في العراق.
وانضم إلى حملة تنظيف وتأهيل المسرح، الفنان الرائد قاسم الملاك، والمخرج الشاب أحمد حسن موسى، والفنان علاوي حسين، والموسيقار كريم وصفي، والفنان غانم حميد، وقال المخرج أحمد حسن موسى: إن مجموعة من الفنانين يُجرون تدريباتهم لتقديم أحد الأعمال المسرحية المهمة التي سبق أُن قدمت على نفس المسرح، وتركت بصمة في ذاكرة العراقيين، وإن فنانين شبابا يقومون بأعادة تقديمها بأسلوب معاصر، لتصبح باكورة أعمال افتتاح مسرح الرشيد.
ويعد مسرح الرشيد أهم وأكبر المسارح في بغداد، افتتح عام 1981 بتصميم من إحدى الشركات الفرنسية، ويضم المبنى قاعات كبيرة للأزياء والأكسسوارات والملابس المخصصة للممثلين ومعدات خاصة بالحيل المسرحية التي تقدم أكثر من مائتين من المؤثرات الصوتية والبصرية، يتكون مبنى المسرح من تسعة طوابق وصالة عرض تتسع لحوالى 700 شخص.
وتعرض المسرح الذي يقع في جانب الكرخ من بغداد، إلى التدمير أثناء العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الأمريكية عام 2003 إبان احتلال بغداد، ولم تبادر دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة بإعادة إعماره، حتى أثناء تنظيم الوزارة لفعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية التي نظمت عام 2013 وصرفت عليها ملايين الدولارات أثيرت حولها شبهات فساد في وسائل إعلام عراقية.
ويعتبر مسرح الرشيد أحد الصروح الثقافية المهمة في بغداد، وشهد عشرات العروض المسرحية، سواء المحلية منها التي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل العراقية، أو العروض العربية التي قدمت في الثمانينيات والتسعينيات عبر مهرجانات المسرح العربي، ووقف على خشبته كبار الفنانين العرب من مصر وتونس وسوريا ولبنان والإمارات، أمثال فريد شوقي وحسين فهمي ونور الشريف ومحسنة توفيق، والطيب الصديقي، كما ضيّف المسرح، المخرج العربي الكبير يوسف شاهين وعرضت فيه أهم اعماله، مثل فيلم إسكندرية ليه.
لكن المسرح العراقي لم يتوقف عن العروض برغم الظرف الأمني الصعب في بغداد، فإن مسرحا واحدا هو المسرح الوطني الذي يقع في جانب الرصافة من بغداد، ويضم مبنى دائرة السينما والمسرح، يقدم عروضا شهرية في المسرح الجاد، كما يقدم حفلات موسيقية للفرقة السيمفونية العراقية، ويحرص العراقيون على حضور تلك الفعاليات في ظاهرة توحي باستمرار الحياة المدنية وتحدي الظروف الأمنية الخطرة والتفجيرات التي تحيط بالمسرح.
وبانتظار افتتاح مسرح الرشيد، فإن آمال العراقيين ومعهم المثقفون والفنانون المسرحيون تتوق إلى فتح رئة أخرى للثقافة التي لم تغادرها الحياة في العراق برغم ما يغلفها من خراب ودمار.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز