مساعدات الأمم المتحدة إلى مضايا السورية تفتقد أهم محتوياتها
خالية من المواد البروتينية الحيوانية
مساعدات غذائية وصلت إلى بلدة مضايا السورية، إلا أن الخبر السار لم يكتمل بعد أن اتضح أنها خالية من المواد البروتينية الحيوانية.
وصلت مساعدات غذائية الجمعة إلى بلدة مضايا السورية، التي ودعت آلاف الموتى بسبب الحصار التجويعي الخانق المفروض عليها منذ أكثر من 9 أشهر، إلا أن الخبر السار لم يكتمل بعد أن اتضح أنها خالية من المواد البروتينية الحيوانية.
المساعدات جاءت خالية من المواد البروتينية الحيوانية، مقدمة لبلدة يعاني ما لا يقل عن 2050 من أبنائها من مرض "الكواشيركور"، الذي يتسبب به النقص الحاد في البروتين الغذائي، وهو ما كان خبرًا مفجعًا لأهالي البلدة، لا سيما لذوي من هم في حاجة ماسة إلى متابعة يومية وبرنامج غذائي خاص، يعتمد على مادة البروتين الحيواني حصرًا.
فالمساعدات التي دخلت البلدة، أمس الجمعة، عن طريق الهلال الأحمر وبرعاية الأمم المتحدة كانت منقوصة لأهم محتوياتها؛ ألا وهي علب التونة التي من المفترض أن تحتويها السلال الغذائية، حسب ما كتب على غلافها الخارجي.
وأفاد مصدر محلي من داخل البلدة، لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن مساعدات إنسانية دخلت مساء أمس الجمعة بلدتي مضايا وبقين المحاصرتين، وتحتوي الشاحنات على مواد غذائية وطبية ومواد تنظيف، وتقدر الشحنة التي دخلت بأكثر من 7800 سلة غذائية و2200 صندوق فول الصويا.
وأضاف أنه "وبعد أن تمت عمليات التوزيع صباح اليوم السبت، عن طريق الهيئات والجمعيات المحلية التابعة للهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني، تبين أن أكثر من 3000 حصة غذائية خالية تمامًا من مادة السمك المعلبة (التونة)، و1000 سلة غذائية تحتوي على علبة واحدة فقط، في حين طبع على كل سلة محتوياتها والمتضمنة بما لا يقل عن خمس علب تونة".
ويأتي ذلك في وقت يحتاج أهالي بلدة مضايا إلى هذا النوع من المعلبات؛ حيث تعاني البلدة من انتشار مرض "الكواشيركور"، الذي يزيد عدد المصابين فيه يومًا بعد يوم، وحسب معاينة الطبيب محمد درويش الناشط في المستشفى الميداني، ما لا يقل عن 2050 من أبناء البلدة مصابون بهذا المرض، منهم 9000 طفل تتنوع إصابتهم بهذا المرض، بينهم 450 في حاجة إلى متابعة يومية وبرنامج غذائي خاص يعتمد على مادة البروتين الحيواني حصرًا.
وأفاد المكتب الإعلامي للهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني، بأن هذا الموضوع جعل أكثر من 400 عائلة يرفضون استلام هذه السلة؛ لأن هذه العلبة الصغيرة هي أهم ما تحتويه، فهي تساعد في علاج أطفالهم.
ووجه المكتب الإعلامي للهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني عبر صفحته على "فيس بوك"، تساؤلا برسم الإجابة "هل تتعمدون قتل أطفالنا مرضا؟!".
مبادرة فردية
وفي محاولة لإيصال أصوات الجوعى والمظلومين من داخل مضايا إلى العالم، قام الإعلامي السوري قيس فارس، بنشر مجموعة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لتسليط الضوء على ما أسمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر ICRC في رد على الفارس بالخطأ "غير المقصود".
ورد الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في سوريا، باول كرزيسيان، حسب الفارس، أنهم يجرون تحقيقًا ليتبينوا فيما إذا كانت المسألة ناجمة عن إهمال أو سرقة.
تلى ذلك اعتذارًا ووعود بعدم التكرار من قبل الهلال الأحمر السوري، بعد أن أرسل وفدًا إلى مضايا للتحقق من النقص الحاصل بالنسبة لمادة السمك المعلب "التونة"، ووعدوا بتصحيح هذا الخطأ، وقد تعهدوا بإدخال هذه المادة الأساسية في يوم الغد الأحد، حسب المكتب الإعلامي للهيئة الإغاثية الموحدة في مضايا والزبداني.
وكانت الأمم المتحدة قد وزعت في بلدة مضايا المحاصرة العام الماضي، مئات الطرود من البسكويت منتهي الصلاحية، وكان السبب "خطأ بشري في أثناء عملية التحميل"، حسب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا.
ومن ثم أرسلت الأمم المتحدة طلبًا إلى "كافة الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة السورية، لتسهيل الوصول إلى المناطق من أجل تبديل البسكويت وتمكين الطواقم الطبية من فحص ومعالجة المرضى".
لكن عناصر من حزب الله اللبناني الإرهابي "منعت خروج المدنيين المصابين بالتسمم لتلقي العلاج خارج بلدات مضايا، ولم تسمح لسيارات الإسعاف المتجهة إلى دمشق بالمرور"، حسب شبكة شام الإخبارية.
وحسب الشبكة المعارضة، فقد حمل ناشطون جهات سورية محلية المسؤولية عمّا حصل، مشيرة إلى وجود قرابة 40 حالة تسمم.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز