أجواء توتر في نابلس والأقصى بعد إحراق منزل شاهد "دوابشة"
المستوطنون يصعدون في الأراضي الفلسطينية بحرقهم منزل فلسطيني جنوب نابلس ومواصلة اقتحامهم المسجد الأقصى.
تسود أجواء من التوتر الشديد قرية دوما يمدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، بعد إقدام مجهولين يرجح أنهم مستوطنون على إحراق منزل الشاهد الوحيد في على جريمة حرق مجموعة من المستوطنين المتطرفين عائلة دوابشة داخل منزلها قبل ثمانية أشهر.
وتسود كذلك أجواء من التوتر المسجد الأقصى وسط مدينة القدس بسبب استفزازات المستوطنين المستمرة داخل باحات المسجد.
وقالت مصادر فلسطينية في مدينة نابلس، إن مواجهات واسعة اندلعت صباح اليوم في قرية دوما جنوب نابلس، إثر تقدم قوة من جيش الاحتلال إلى منزل إبراهيم دوابشة الذي تعرض لحرق على يدي مجهولين فجر اليوم الأحد، بحجة التحقيق في ملابسات الحريق.
وإبراهيم دوابشة هو الشاهد الوحيد على ارتكاب مجموعة من المستوطنين المتطرفين جريمة حرق منزل عائلة سعد الدوابشة نهاية شهر يوليو/تموز الماضي، والتي أدت إلى استشهاد الطفل الرضيع علي الفور، واستشهاد والديه (سعد وريهام) بعد أيام متأثرين بجراحهما.
وأفادت المصادر أن عشرات الفلسطينيين أصيبوا بالرصاص المطاطي والاختناق جراء اطلاق قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين الغاضبين على جريمة حرق المنزل الجديد.
50 إصابة
ووفق مصادر طبية فإن نحو 30 فلسطينيًّا أصيبوا بالرصاص المطاطي، فيما أصيب نحو 20 آخرين بحالات اختناق من الغاز المسيل للدموع.
وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال اقتادت صاحب المنزل إبراهيم دوابشة ووالده، إلى حاجز زعترة العسكري الواقع جنوب نابلس لاستكمال التحقيق معهما حول جريمة حرق منزله.
وأدانت الحكومة الفلسطينية التصعيد الإسرائيلي، وأكد الناطق باسمها يوسف محمود، "أن الاحتلال، ومن خلال تصعيده العدواني، يعيد إنتاج كل أساليبه وخياراته في الانتقام من شعبنا، بهدف ترهيبه وتركيعه، والضغط من أجل التأثير على مواقف القيادة".
وقالت الحكومة الفلسطينية في بيان صحفي: "إن التصعيد الإسرائيلي يتمثل بمواصلة جرائم الإعدام الميدانية اليومية ضد الأطفال والشبان، والاستيلاء على الأراضي والممتلكات، وفرض سياسة العقاب الجماعي، وتدنيس المقدسات، وإفلات قطعان المستوطنين ضد الأهالي الآمنين في بيوتهم".
بدورها أكدت حركة حماس أن إقدام مستوطنين على إحراق منزل "دوابشة" لن يطمس حقيقة ومعالم الجريمة.
وشدد عضو المكتب السياسي في الحركة عزت الرشق في تصريح على موقع"فيسبوك"، على أن هذه الجريمة البشعة ستظل شاهدة على إجرام المستوطنين، وتواطؤ الاحتلال وقادته معهم وعدم محاكمتهم، والتستر على إرهابهم ضد الفلسطينيين.
اقتحام الأقصى
وعلى وقع اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى قبل ظهر اليوم، ساد توتر شديد ساحات المسجد، إثر محاولات عدد من المستوطنين أداء طقوس تلمودية والرقص داخل المسجد.
وقال مدير المسجد الأقصى عمر كسواني، إن مستوطنين اثنين حاولا أداء طقوس تلمودية أثناء تواجدهما أمام المصلى القبلي، فتدخل حراس المسجد والمصلين، وتم إخراج أحدهما من ساحات المسجد.
وأضاف كسواني لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن ساحات الأقصى شهدت حالة استنفار كبيرة من قبل عناصر شرطة وحدات الخاصة الإسرائيلية خلال حراستهم للمستوطنين المقتحمين للأقصى.
وعند بوابات الأقصى الخارجية واصلت عشرات النساء المقدسيات الاعتصام اليومي، ضد قرار سلطات الاحتلال منعهن من دخول المسجد منذ أكثر من 6 أشهر بحجة مشاركتهن في التكبير خلال اقتحام المستوطنين للأقصى.
وقررت سلطات الاحتلال تجريم تكبير الفلسطينيين داخل المسجد منذ 7 أشهر، وبموجب قراراها منعت شرطة الاحتلال أكثر من 70 فلسطينيًّا معظمهم من النساء من دخول الأقصى لفترات متفاوتة.