عشاء هافانا بين أوباما وكاسترو.. التطبيع يصطدم بالمتشحات
أوباما في عشاء مع كاسترو لإعطاء دفع جديد لعملية التقارب التي بدأت في نهاية 2014، في اليوم الثاني من زيارة تاريخية لهافانا
يلتقي باراك أوباما الاثنين راوول كاسترو لاعطاء دفع جديد لعملية التقارب التي بدأت في نهاية 2014 بين الولايات المتحدة وكوبا، في اليوم الثاني من زيارة تاريخية لهافانا.
وسيرسم لقاء المسؤولين في القصر الرئاسي في ساحة الثورة، الثالث بينهما منذ الإعلان المفاجئ عن عملية التقارب، الخطوط العريضة لهذه العلاقة الجديدة.
وبالنسبة إلى أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض خلال 10 أشهر، الهدف واضح وهو أن تكون عملية التقارب مع هافانا نهائية ولا رجوع عنها أيًّا كان خلفه في البيت الأبيض في العام 2017.
وراوول كاسترو الذي يكبر أوباما بثلاثين عامًا سيدعو مجددًا إلى إلغاء الحظر المفروض على بلاده منذ 1962.
وبمناسبة الزيارة وافق البيت الأبيض على تخفيف جديد للعقوبات، فقد أجازت الخزانة الأمريكية شبكة "ستاروود" للفنادق فتح فندقين في هافانا في سابقة منذ الثورة الكوبية في 1959.
لكن هافانا تريد المزيد وأعربت عن الرغبة في استقبال سياح أمريكيين والقيام بتعاملات دولية دون عقبات وجذب استثمارات أجنبية لدعم الاصلاحات الاقتصادية التي أطلقها راوول كاسترو.
وقال أوباما بعيد وصوله إلى هافانا: "إنها زيارة تاريخية ومناسبة تاريخية" وغرد بالقول: "كيف الحال يا كوبا؟".
وجال الرئيس الأمريكي الذي رافقته زوجته ميشال وابنتاهما ماليا (17 عامًا) وساشا (14 عامًا) في المدينة القديمة تحت الأمطار الغزيرة وأصبح أول رئيس أمريكي يزور خلال ولايته كوبا منذ الثورة في 1959.
مواضيع تثير الاستياء
بعد قمة الأمريكيين في باناما في نيسان/أبريل 2015 والجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر، سيكون اللقاء الثالث بين المسؤولين مناسبة للتطرق إلى مواضيع تثير الاستياء.
وبعد وضع أكليل من الزهر أمام نصب خوسيه مارتي التذكاري وعد أوباما بالتطرق أمام راوول كاسترو إلى ملف حقوق الإنسان غداة اعتقالات جديدة طالت حركة "النساء المتشحات بالبياض" المعارضة.
والاعتقالات خلال تظاهرة الحركة أيام الاحاد شائعة وكالعادة أفرج لاحقًا عن الناشطين لكن الحادثة التي نقلتها وسائل إعلام عالمية عديدة لم تكن مستحبة قبل ساعات من وصول الرئيس الأمريكي إلى كوبا.
ودعا أوباما عددًا من المنشقين الثلاثاء لاجتماع للمجتمع المدني الكوبي يعقد داخل السفارة الأمريكية أو مقر السفير الأمريكي.
وحول هذا الموضوع يبقى موقف السلطات الكوبية ثابتًا وأكدت حزمها هذا الأسبوع على لسان وزير الخارجية برونو رودريجيز، وحذر الأخير من أن هافانا غير مستعدة "للتنازل عن أي من مبادئها (...) للتقدم نحو التطبيع".
وقال مايكل شيفتر مدير معهد: "إنتر أمريكان دايالوج" إن "هدف الزيارة أكبر وهو ترسيخ التطبيع الدبلوماسي بغض النظر عن الرئيس الأمريكي الجديد العام المقبل".
عشاء في قصر الثورة
وأعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في تموز/يوليو 2015 وشطبت واشنطن كوبا من قائمتها للدول الداعمة للإرهاب في آيار/مايو لكن الخلافات تبقى كبيرة بين البلدين العدوين في حقبة الحرب الباردة.
وبالنسبة للشعب الكوبي التطبيع الكامل للعلاقات يمر أولًا بالرفع التام للحظر الذي يعود للكونجرس وأيضًا بإعادة قاعدة جوانتانامو الأمريكية التي تم احتلالها في 1903 وترفض واشنطن بحث هذا الموضوع.
وقال شيفتر: "إن التطبيع التام سيستغرق وقتًا طويلًا". وأضاف "سيضطر الكونجرس الأمريكي إلى رفع الحظر وسترغم كوبا على تسريع عملية الانفتاح السياسي والاقتصادي إضافة إلى تحسين وضع حقوق الإنسان".
ويلتقفي أوباما أيضًا، الاثنين، مقاولين كوبيين مستقلين قبل عشاء رسمي في قصر الثورة.
وبحسب البيت الأبيض لم يقرر أي لقاء مع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو البالغ الـ89 من العمر.
من جهته يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وفدي الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا اللذين يجريان مفاوضات سلام في كوبا منذ 3 سنوات ونصف.
aXA6IDE4LjExNi4xNC40OCA= جزيرة ام اند امز