في "جنيف 4" .. "حقيبة" الجعفري و"لحية" علوش تخطفان الأضواء
بينما لا تزال الصورة التي يريد السوريون رؤيتها بعيدة المنال
بينما لا تزال الصورة التي يريد السوريون رؤيتها بعيدة المنال، تركز الكاميرات في مفاوضات "جنيف 4" على "حقيبة" الجعفري و"لحية" محمد علوش.
في اللقاءات الدبلوماسية والمفاوضات المغلقة، لا يترك للكاميرات سوى دقيقة واحدة أو اثنتين على الأكثر لالتقاط الصور، قبل أن تغلق الأبواب، وتحجب الأحداث عن الأضواء.
وركزت الصور التي بثتها وكالات الأنباء حول مفاوضات "جنيف 4" على حقيبة بشار الجعفري، رئيس وفد النظام السوري المفاوض في جنيف، وفي المقابل، كانت لحية محمد علوش كبير المفاوضين في وفد المعارضة تخطف الأضواء.
ويظهر بشار الجعفري في الصور، وهو يستخرج أوراقه من الحقيبة، وأحيانًا وهو يهم بفتحها، وأحيانًا أخرى وهو يحملها، وذلك بهدف إثارة فضول مشاهديها، لمعرفة ما يحمله الرجل في الحقيبة.
وحتى هذه اللحظة، لا تشير الأنباء الواردة من جنيف، إلى احتواء الحقيبة على أي جديد في موقف النظام السوري، وكانت آخر تصريحات الجعفري في هذا الإطار مع بداية أسبوع ثانٍ من المفاوضات: "الحديث عن مقام الرئاسة كلام لا يستحق الرد عليه؛ لأن هذا الموضوع ليس موضع نقاش ولم يرد في أي ورقة، وليس جزءًا من أدبيات هذا الحوار".
وفي المقابل، تخطف شخصية محمد علوش كبير المفاوضين الأضواء منذ حلوله على أرض جنيف، وأثناء جلوسه على مائدة التفاوض، كونه الممثل لأحد الفصائل المعارضة المسلحة على الأرض السورية، وهي "جيش الإسلام".
وإضافة لهذه الصفة، فإن علوش هو الشخصية الوحيدة الملتحية سواء في وفد النظام والمعارضة، وكانت هذه اللحية مسار جدل أثير مؤخرًا بعد تصريح لرئيس وفد النظام بشار الجعفري، قال فيه إنه لن يتفاوض مع وفد المعارضة، قبل أن يحلق علوش لحيته، ويعتذر عن تصريحه بأن المرحلة الانتقالية في سوريا تبدأ برحيل بشار الأسد أو وفاته.
وأمس، رد علوش على هذا التصريح بقوله، إن لحيته مرخصة من وزارة الأوقاف السورية.
وقال: "أنا معي رخصة من وزارة الأوقاف بأنه يحق لي إطلاق لحية، فانظروا للتناقض بين موظفي النظام في الأوقاف والخارجية".
وبيَّن أن "النظام يتّبع طرقًا في الكبت الأمني على المواطنين، ولو أراد أحد إطلاق لحيته، فيحتاج إلى رخصة من الأوقاف، ثم الذهاب إلى الفروع الأمنية من أجل اعتماد الرخصة بإطلاق اللحية".
وبعيدًا عن صور الحقيبة وصور اللحية، التي لا تزال حتى الآن هي الأكثر جذبًا للكاميرا، يتمنى السوريون أن تلتقط الكاميرا نفسها قريبًا التوقيع على اتفاق ينهي الأزمة السورية .. فهل يتحقق ذلك في "جنيف 4"؟ إنا لمنتظرون.
و الجفري