المتحدث باسم الخارجية المصرية يؤكد في تصريحات خاصة لـ"العين" أنه لا يمكن اختزال العلاقة بين واشنطن والقاهرة في الانتقادات الأخيرة.
اتفق خبراء سياسيون مصريون على أن التوتر الحالي بين كل من القاهرة وواشنطن، على خلفية انتقادات الأخيرة لقرار مصر بإعادة فتح التحقيق مع المنظمات الحقوقية، والذي عبّرت عنه تصريحات وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، هو انعكاس لسياسة "المد والجزر" التي تتبعها أمريكا تجاه مصر.
و"المد والجزر" أو "العصا والجزرة"، سياسة تعتدمها واشنطن عبر آليتين هما: توجيه الانتقادات في ملف الحريات وحقوق الإنسان في حالة الجزر، واحتواؤه بالمساعدات المالية في حالة المد.
المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد قال إن العلاقات المصرية الأمريكية تسير منذ ٣٠ يونيو/حزيران ٢٠١٣ في اتجاه منحنى متدرج إيجابي، يأخذ وقته، لكن يسير في اتجاه صحيح.
ورفض أبو زيد، في تصريحات خاصة لـبوابة "العين" الإخبارية، أن يتم اختزال العلاقة بين واشنطن والقاهرة في الانتقادات الأخيرة.
وأوضح أن دلائل استراتيجية العلاقة بين البلدين ظاهرة ومنها الزيارات المتبادلة، وعودة الحوار الاستراتيجي بعد توقف دام 5 سنوات، والاتصالات شبه الأسبوعية بين وزيري خارجية البلدين.
وأقر أبو زيد أن مستوى التطور في ملف حقوق الإنسان في مصر لا يسير بنفس السرعة مثل بقية الملفات، لكنه أشار إلى أن هذا الملف لايزال يشكل أحد النقاط الخلافية التي عادة ما يتم تناولها في إطار العلاقات الثنائية.
وتابع: عندما يطفو جديد على السطح أو يتدخل أي طرف أخر يتم إثارة الانتقادات من جديد، ولم يوضح المتحدث المقصود بالطرف الآخر.
عماد جاد نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، يرى أن العلاقات المصرية الأمريكية تشهد دائمًا حالة "مد وجزر"، مرجعًا ذلك إلى اختيار مصر بالأساس لاتجاه العلاقة.
وقال جاد في تصريحات لـ"العين"، إن هناك خلافًا جذريًّا تُستخدم فيه حقوق الإنسان والحريات كأدوات.
أرجع هذا الخلاف لعدة أسباب، على رأسها دعم أمريكا لحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكذلك الموقف المصري الذي يركز على دعم الخليج، مستشهدًا بزيارات الرئيس المصري لدول عربية وغربية، دون زيارة أمريكا، بخلاف حضور أحداث سياسية كالجمعية العامة للأمم المتحدة في المرتين الماضيتين.
في الاتجاه نفسه، اعتبر سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية والأستاذ المحاضر في جامعة القاهرة والأزهر، أن العلاقات المصرية الأمريكية دائمة متوعكة لكنها تبقى في مرحل شد وجذب.
وقال اللاوندي: إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلق شرعيته من خلال إنجازاته وعمله، وبالتالي خرج من عباءة سيطرة صانع القرار الأمريكي حتى أنه لم يزُر واشنطن، بعكس روسيا مثلًا.
سبب آخر لتوتر العلاقات بين واشنطن والقاهرة ، ذهب إليه محمد حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، قائلًا: الإدارة الأمريكية لا تخاطب مصر بقدر ما تخاطب الناخبين في الداخل، لأنه طالما علاقاتنا مع إسرائيل جيدة وهناك التزام بمعاهدة السلام فأي تصعيد مع مصر لا محل له من الإعراب سوى الدعاية الانتخابية.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
الخبير السياسي كرر، في حديثه لـ"العين" ما سبق أن قاله وزير الخارجية السابق نبيل فهمي في مايو/آيار ٢٠١٤، عندما وصف العلاقات المصرية الأمريكية بـ"الزواج"، وهو ما يدل على متانة العلاقة وعدم تأثرها بأي قرارات تتخذها مصر بشأن الحريات.
طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية توقع ألا تحدث انفراجة في العلاقات على المدى القريب.
ولفت إلى أن القاهرة ترى أن الوقت قد مر للتعامل وتصحيح الأمور، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي توجه فيها واشنطن انتقادات، بخلاف الوضع مع البرلمان الأوروبي، الذي قررت القاهرة إرسال وفد من النواب لشرح حقيقة الأوضاع منتصف أبريل المقبل.
وأضاف فهمي أن الأمر مختلف مع البرلمان الأوروبي الذي جاءت توصياته بناء على معلومات غير دقيقة عن مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني بالقاهرة، وهو ما تراه القاهرة يلزم التوضيح، بخلاف الإدارة الأمريكية التي تستمر في أزمتها مع القاهرة في ملف منظمات المجتمع المدني وعملها في مصر.
aXA6IDMuMTQ3LjQ3LjUwIA==
جزيرة ام اند امز