صاروخ "جافلن" الأمريكي والدبابات الروسية.. صراع القط والفأر
"السلاح الفتاك" أو "الجزار" القادر على إصابة الدبابات في أضعف نقطة فيها وأقلها تحصينا؛ البرج، وإعطابها تماما.
"إف جي أم-١٣٨ جافلن" صاروخ مضاد للدبابات، تعول عليه القوات الأوكرانية كثيرا في إبطاء تقدم القوات الروسية مع وصول المعارك يومها التاسع.
ووفق تقارير صحفية أمريكية، تدفقت صواريخ "جافلن" المضادة للدبابات إلى أوكرانيا من الولايات المتحدة ودول البلطيق وغيرها، في الأسابيع القليلة الماضية، في إطار التصعيد مع روسيا.
كما انتشرت صور لأنظمة الصواريخ المتقدمة المحمولة على الكتف على مدارج مطار بوريسبيل الدولي في العاصمة الأوكرانية كييف، في أبرز دعم غربي تلقته الحكومة الأوكرانية منذ بداية الأزمة.
ووفق التقارير الأمريكية، فإن "جافلن" هو نظام محمول على الكتف ومضاد للدبابات، طورته شركة "لوكهيد مارتن" الأمريكية، للجيش الأمريكي ومشاة البحرية الأمريكية (USMC).
ويعتبر جافلن سلاحا شديد الخطورة ضد الدبابات ذات الدروع التقليدية والتفاعلية، ويوفر قدرة جيدة مضادة للدبابات، للمشاة والكشافة ومهندسي القتال.
كما أنه يعتبر نظاما مخصصا للمشاة، سهل التشغيل والصيانة، ويحتوي على مكونين رئيسيين؛ وحدة إطلاق قابلة لإعادة الاستخدام (CLU)، وصاروخ مغلق في أنبوب الإطلاق.
ووحدة الإطلاق مزودة بنظام رؤية يوفر مشهدا متكاملا ليلا ونهارا، ويمكن استخدامه لمراقبة ساحة المعركة واكتشاف الهدف.
الميزة الرئيسية لـ"جافلن" هو النظام الذي بات يعرف بـ"أطلق وأنس"، إذ لا يحتاج الجندي إلى التصويب بدقة على الدبابة أو المدرعة، بل يطلق الصاروخ في اتجاهها، والأخير يصيب الهدف بدقة عالية بفضل المستشعرات الحرارية والبصرية بداخله، وتتبعه الحرارة الصادرة عن الهدف.
وبالإضافة للدبابات والمدرعات يمكن ببساطة إطلاق صواريخ جافلن على أي شيء تقريبا، إذ تقول مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن القوات الأمريكية استخدمت الصواريخ عالية الدقة ضد الكهوف والمخابئ وحشود المقاتلين، في أفغانستان والعراق.
ووفق المجلة، فإنه يمكن أيضا استخدام جافلن ضد المروحيات التي تحلق على ارتفاع منخفض، إلا أنه يعاني من عيب واضح هو مدى الصاروخ البالغ ٢٠٠٠ متر، ويعتبر أقل من صواريخ أخرى محمولة على الكتف مثل كورنيت الذي يصل مداه إلى 5 كيلومترات.
لكن صواريخ جافلن ذات المدى الذي لا يتعدى ٢ كيلومتر تعد فتاكة في مواجهة هجوم بعدد ضخم من الدبابات والمدرعات، وهو ما يجعله حلا سحريا للقوات الأوكرانية في ظل اعتماد الجيش الروسي على الهجوم بعدد كبير من الدبابات.
وجافلن في الخدمة بالجيش الأمريكي منذ 20 عاما، وتملكه ٢٠ دولة حليفة أخرى، بل إن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قال في تصريحات صحفية في بداية الحرب بأوكرانيا إن الأخيرة تملك الآن عددا من صواريخ "جافلن" يفوق ما تملكه دول بحلف شمال الأطلسي "ناتو"، على حد قوله.
علاقة أوكرانيا بـ"جافلن"
في عام ٢٠١٨، بدأت علاقة الجيش الأوكراني بجافلن، حيث اشترى ٢١٠ صواريخ و٣٧ نظام إطلاق من الولايات المتحدة، حيث يقترب سعر الصاروخ الواحد من ١٠٠ ألف دولار أمريكي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢١، حصلت أوكرانيا على مساعدات أمريكية ضمت ١٨٠ صاروخا من نوع "جافلن" و٣٠ قاذفة.
وفي الأيام الأولى للحرب الحالية، وبالتحديد في ٢٦ فبراير/شباط الماضي، حصلت أوكرانيا على دعم أمريكي جديد، تضمن ٣٠٠ صاروخ من نوع جافلن.
وخلال الأيام الماضية، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية تدمير عشرات الدبابات والمدرعات الروسية باستخدام "جافلن"، وتغنت بقدرات الصاروح الفائقة في مواجهة هجمات الدبابات الروسية.
كيف تدافع الدبابات الروسية؟
مع بداية الحرب في أوكرانيا، ذكر موقع "روسيا اليوم" الروسي، إن مؤسسة "روستيخ" الروسية تنتج منذ فترة أنظمة الحماية من الأسلحة فائقة الدقة، ومنها صواريخ "جافلن".
وكشف منتدى "الجيش-2021" العسكري التقني بروسيا عن أنظمة مخصصة للحماية من الأسلحة فائقة الدقة تستخدمها المعدات الحربية الحديثة، بما فيها قاذفات اللهب الثقيلة "توس-2" وكل أنواع الدبابات الروسية.
ويجري وضع أنظمة الحماية المصنعة حديثا أعلى برج الدبابة، أضعف نقطة في الدبابة، لحمايتها من الأسلحة فائقة الدقة المزوّدة بأجهزة التصويب الليزرية والحرارية، عبر عدة تقنيات منها مواد مشتتة تشوّه الموجات اللاسلكية وتقلل من قدرة أجهزة التوجيه الإلكترونية البصرية.
ورغم قدرات الصاروخ "جافلن" الفائقة، والحديث الروسي عن أنظمة حماية ضده، إلا أنه لا يمكن رصد خسائر الدبابات الروسية نتيحة استخدام الصاروخ،أو مقاوتها له من مصدر مستقل، لصعوبة الوضع الأمني على الأرض، والكم الهائل من الأخبار ومقاطع الفيديو التي لا يمكن التحقق من صحتها في مثل هذه الظروف.