ضربة لمافيا التهريب.. ذهب السودان يلمع بالقنوات الرسمية
السودان بدأ تصدير أول شحنة من الذهب، الذي يعد موردا لخزينة الدولة التي تعاني نقصا حادا في النقد الأجنبي.
دشن السودان، الإثنين، أول شحنة من صادرات الذهب، الذي يعد موردا لخزينة الدولة التي تعاني نقصا حادا في النقد الأجنبي.
وتزن الشحنة التي سيتم تصديرها 2 طن، ويتوقع وصول عائداتها إلى نحو 300 مليون دولار أمريكي.
وهذه هي المرة الأولى التي يلمع فيها الذهب السوداني بالقنوات الرسمية بهذا المستوى منذ أن عرفت البلاد طريق إنتاج المعدن النفيس في 2009.
وكانت "مافيا التهريب" التي تضم شركات تعدين محسوبة على النظام البائد تسيطر بشكل كامل على تجارة الذهب في السودان.
وجرى تدشين الشحنة التي جمعت بواسطة المحفظة الاستثمارية، في مبنى هيئة المواصفات والمقاييس السودانية في الخرطوم، بحضور النائب الأول لرئيس مجلس السيادة رئيس اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية، الفريق أول محمد حمدان "حميدتي" وبعض المسؤولين بالحكومة الانتقالية.
وكشف حميدتي خلال كلمته في حفل تدشين الِشحنة، عن حجم التهريب في قطاع الذهب قائلاً إن "شركات امتياز تنتج 300 كيلوجرام في اليوم، ولكن لا يظهر ذلك في الإنتاج الكلي للبلاد من هذا المعدن".
ويقدر إنتاج السودان السنوي من الذهب بنحو 100 طن بقيمة تتخطى 5 مليارات دولار، ولكن كميات قليلة تدخل الخزينة العامة للدولة.
وشدد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، على وضع سياسات صارمة لمنع التلاعب وتهريب الذهب، داعياً الجميع للتكاتف والعمل المشترك لقطع الطريق أمام المتربصين، كاشفاً عن رصد مجموعات تعمل على شراء الدولار بكميات ضخمة وبأي ثمن.
وتوعد كل من يتربص باقتصاد البلاد بملاحقته وتقديمه إلى المحاكمات، مُقرا بوجود مافيا وعصابة كبيرة لا بد من أن تُحارب من كل المجتمع السوداني.
وتمثل شحنة الذهب المنتظر تصديرها حصيلة مساهمات قدمتها شركات وطنية للمحفظة الاستثمارية، التي دشنتها اللجنة العليا للطوارئ الاقتصادية ضمن مساعيها للحصول على النقد الأجنبي لاستيراد السلع الاستراتيجية لاسيما القمح والوقود.
وأشادت وزيرة المالية المكلفة في السودان، هبة محمد علي، بتمكن المحفظة الاستثمارية من تصدير هذه الشحنة من الذهب، لافتة إلى أن ذلك من شأنه المساعدة على توفير موارد محلية وعالمية للحصول على القمح والمواد البترولية.
وكشفت الوزيرة عن خطط اقتصادية عامة تقوم على تحسين الاقتصاد وتوفير سبل العيش الكريم للسودانيين.
وعلق الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي أحمد خليل، على تصدير شحنة الذهب، قائلاً إن تنظيم صادرات الذهب سيضيق الخناق على مافيا التهريب ويحد من نشاطها وصولاً لزوالها.
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية": "إحكام السيطرة على مورد الذهب يمكنه تغطية الفجوة السنوية في الميزان التجاري والتي تقدر بنحو 6 مليارات دولار".
وتابع خليل "يجب الإسراع في إنشاء بورصة الذهب، لأن توحيد الأسعار المحلية مع السعر العالمي للمعدن النفيس سيقضي على عمليات التهريب تماما".
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuMjIzIA==
جزيرة ام اند امز