ضربة لأردوغان.. ألمانيا تمول أنشطة حركة غولن
يهدف دعم الحكومة الألمانية لحركة غولن إلى إبعاد الشباب عن التوجهات المناهضة للديمقراطية التي تتبناها أذرع أردوغان.
في ضربة قوية للنظام التركي، تدعم وكالات حكومية ألمانية منظمات وأنشطة تتبع حركة الداعية فتح الله غولن؛ عدو رجب طيب أردوغان اللدود، بهدف استمالة شباب الجالية التركية.
وفي منطقة المشاة بمدينة إيسن غربي ألمانيا، كان الناس يملأون الشوارع بعد تراجع فيروس "كورونا" المستجد، في وقت وقفت فيه أربع سيدات في منصة معلومات لمؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود (EBG)، التابعة لحركة غولن.
ونشطت السيدات الأربع في منح المعلومات للمارة حول أنشطة ومشاريع المؤسسة التي يعملون بها، وخاصة مشروع "الشباب الاجتماعي النشط" (Jusa)، الذي يهدف لتدريب الشباب.
ونقلت صحيفة ذود دويتشه تسايتونغ الألمانية (خاصة)، عن إحدى السيدات، التي فضلت عدم ذكر اسمها، قولها في وقت سابق هذا الشهر: "نحن جزء من مدينة إيسن.. نحن ننقل التعليم والقيم الديمقراطية لشبابنا"، وأقرت بتبعية المؤسسة لحركة غولن.
وبين عامي 2017 و2019، تلقى مشروع "الشباب الاجتماعي النشط" (Jusa)، دعما ماليا يقدر بـ180 ألف يورو، من البرنامج الفيدرالي "الديمقراطية الحية"، وفق ما أعلنته وزارة شؤون الأسرة الألمانية لـ"زود دويتشه" تسايتونغ.
وقالت وزارة الأسرة، في إفادة للصحيفة ذاتها، إن برنامج "الشباب الاجتماعي النشط" يهدف إلى "توعية الشباب بالاتجاهات الإسلامية المختلفة".
أما برنامج "الديمقراطية الحية" التابع لوزارة الأسرة الألمانية، فهو برنامج فريد من نوعه في أوروبا ويهدف بالأساس إلى زرع قيم الحرية وسيادة القانون في نفوس الشباب، وحمايتهم من التنظيمات المناهضة للديمقراطية.
ومنذ 2015، أنفقت وزارة الأسرة 431 مليون يورو على برنامج "الديمقراطية الحية" الذي دعم مشاريع تهدف أيضا لمنع التطرف الديني بين الشباب المسلم في ألمانيا.
وعلى نقيض تقديم الحكومة الألمانية دعما لمشروع "الشباب الاجتماعي النشط" التابع لمؤسسة تابعة لغولن، تصنف برلين منظمات خاضعة للنظام التركي مثل ديتيب وميللي جورش والذئاب الرمادية، على أنها "مناهضة للديمقراطية".
ووقفت برامج التمويل لـ"دتيب"، أكبر ذراع لأردوغان في الأراضي الألمانية، منذ سنوات، بسبب توجهاتها المتطرفة وتجسسها على المعارضين الأتراك.
ووفق "ذود دويتشه" تسايتونغ، فإن حركة الداعية غولن معروفة في ألمانيا، وتملك شبكة من المؤسسات التي لاقت انتشارا واسعا منذ محاولة الانقلاب المزعومة في تركيا في صيف 2016، والتي ألقى فيها أردوغان باللوم على غولن.
ومنذ هذا التاريخ، ترك الآلاف من أتباع غولن تركيا باتجاه ألمانيا، حيث قدم 5 آلاف تركي طلب لجوء في برلين في 2019 وحدها.
الصحيفة ذاتها قالت إن وزارة الأسرة الألمانية على علم بتبعية مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود (EBG) لحركة غولن، كما أن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" لا تصنف هذه المنظمة ضمن التنظيمات المناهضة للديمقراطية، ولا تخضعها للرقابة.
وإجمالا، تلقت مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود تمويلات تبلغ 849 ألف يورو من الوكالات الحكومية والولايات الألمانية في 2019 و2020.
وبالإضافة إلى تمويل وزارة الأسرة لمشروع "جوسا"، حصلت مؤسسة "تعليم وتدريب بلا حدود" على تمويلات لمشاريع أخرى في 2019 و2020، إذ تلقت 560 ألف يورو من ولاية هيسن (وسط) لدعم مشروع مراكز الرعاية النهارية للأطفال، التابعة للمؤسسة.
كما حصلت المؤسسة ذاتها على تمويل يبلغ 145 ألف يورو من ولاية راينلاند بفالتس (جنوب غرب) لدعم المشاريع الفنية وتدريب الشباب.
وفي إفادة لـ"ذود دويتشه تسايتونغ"، قالت حكومة ولاية هيسن إنها "على علم بتبعية مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود التي تمنحها تمويلا ماليا كبيرا، لحركة غولن".
وتعتبر مؤسسة تعليم وتدريب بلا حدود ومنظمة المجتمع المدني الملتزم، أهم منظمتين في شبكة غولن في ألمانيا.
كما تضم الشبكة مراكز رعاية نهارية ومدارس ومساجد ومراكز ثقافية.
ووفق مراقبين، فإن تمويل الأجهزة الحكومية الألمانية لمشاريع وأنشطة تتبع حركة غولن يعتبر ضربة قوية لأردوغان الذي ينفق الكثير من الأموال من أجل ضمان سيطرة منظماته، خاصة ديتيب وميللي جورش، على الجالية التركية في ألمانيا.
ويهدف دعم الحكومة الألمانية لحركة غولن إلى موازنة نفوذ التنظيمات التابعة للنظام التركي بين الجالية، وإبعاد الشباب عن التوجهات المناهضة للديمقراطية التي تتبناها أذرع أردوغان.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز