مستغلا دعم كورونا.. حزب أردوغان يضيف أعضاء دون علمهم
الحزب يسجل المواطنين الذين حصلوا على حزم الدعم الاجتماعي لمواجهة آثار وباء كورونا ضمن قاعدة بياناته
لجأ حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، إلى حيلة ماكرة لتسجيل المواطنين ضمن قاعدة بياناته كأعضاء فيه دون علمهم، وهو الأمر الذي وصفته وسائل إعلام محلية بـ"الفضيحة"
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، الأحد، قام الحزب الحاكم، بزعامة رجب طيب أردوغان بتسجيل المواطنين الذين حصلوا على حزم الدعم الاجتماعي لمواجهة آثار وباء كورونا المستجد(كوفيد-19) ضمن قاعدة بياناته.
ووفق المصدر قام بإجراءات تسجيل عضوية الحزب لمعظم المواطنين الذين حصلوا على حزمة الدعم الاجتماعي، وقيمتها ألف ليرة تركية دون علمهم أو الحصول على موافقتهم.
وذكرت الصحيفة أن فرع الحزب بولاية "وان" جنوب شرقي البلاد، زار منازل المواطنين وجمع بيانات الهوية الخاصة بهم؛ بحجة مساعدتهم في الحصول على الدعم الاجتماعي الحكومي؛ ليفاجأ المواطنين بعد ذلك بتسجيل عضوتهم في الحزب دون علمهم وموافقتهم.
ووفق الصحيفة قال سنان قليتش، وهو عامل بناء يعيش في حي "بُستان ايتشي" التابع لبلد "إيبَك يولو"، أن أعضاءً من العدالة والتنمية حضروا للحي منذ أسبوع، وطافوا كل منازله؛ لجمع معلومات الهوية الخاصة بالأهالي.
وأضاف قائلا: "وبالفعل منحناهم معلومات هويتنا؛ لأننا بحاجة للمساعدة. واكتشفت أنني أصبحت عضوًا في حزب العدالة والتنمية بعد رسالة وصلتني على هاتفي بعد 3 أيام من الزيارة".
وتابع القول : "لقد سألونا عند الزيارة ما المشاكل التي تواجهنا؟ وإذا بنا نفاجئ بأننا أعضاء بالحزب دون علمنا، ودون إرادتنا. إذا كنت أريد أن أصبح عضوًا ، سأذهب وأصبح عضوًا. لكن ليس لديهم الحق في إجباري على أن أصبح عضوًا بالحزب. لقد خدعونا".
وأردف قائلا : "تفاجئ الكثير من الناس مثلي بهذا الأمر، وهذ يوضح أن الحزب الحاكم يعتمد على سياسة انتهازية للاستفادة من الأزمة. فالناس عاطلون عن العمل وهناك جوع وفقر. لقد منحهم الناس معلومات عن هويتهم دون علم بما سوف يفعلونه بتلك البيانات، وهذه هي النتيجة".
ومواطن آخر يدعى مهتبر بورا، يسكن في حي "علي باشا" بنفس البلدة، قال إنه علم بعضويته في العدالة والتنمية، من خلال الرسالة التي جاءته على الهاتف.
وقال: "لم أفكر يومًا على الإطلاق أن أكون عضوًا بالعدالة والتنمية، لذلك أشعر بالخزي الآن بعد أن جعلوني عضوًا به دون علمي، ومن ثم سأتقدم ببلاغ رسمي ضد هذا التجاوز".
الزوجة سونغول قايهان، قالت هي الأخرى إنها أصبحت عضوة بالحزب دون علمها، مشيرة إلى أنها علمت بذلك من خلال رسالة نصية جاءت عبر الهاتف، وأكدت أنها لم تذهب لهذا الحزب من قبل.
وأردفت قائلة: "هذا الأمر جريمة، لقد جاءوا ووزعوا أمولًا ومساعدات على المواطنين وجمعوا هوياتهم، وقاموا بإضافتهم لقاعدة بيانات الحزب دون علمهم، سأتقدم بشكوى ضد هذه المهزلة".
وفي تصريحات أشبه ما يكون بالإعتراف، أدلى قايهان تركمان أوغلو، رئيس فرع العدالة والتنمية بالولاية المذكورة، بتصريحات بعد فترة قصيرة من هذه الفضيحة، أكد فيها أن الحزب لأول مرة يشهد التحاق هذا الكم الكبير من الأعضاء على مدار 17 عامًا.
انهيار شعبية وانشقاقات
تجدر الإشارة أن حزب العدالة والتنمية يعاني من الانتقادات في الداخل التركي، فضلا عن انهيار شعبيته في الشارع التركي وفقًا لاستطلاعات الرأي منذ منتصف العام الماضي وحتى الأيام الأخيرة، بسبب السياسات التي ينتهجها حيال عدد من القضايا، ولا سيما في الشأن الاقتصادي.
هذه السياسات دفعت دفع العديد من الأعضاء داخل الحزب ومنهم أسماء بارزة مثل رئيس الوزراء الأسبق أحمد داوود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، علي باباجان إلى تقديم استقالاتهم وتأسيس أحزاب جديدة.
ويوم 9 فبراير/شباط الماضي كشفت المحكمة العليا في تركيا في أحدث بيانات لها، عن انخفاض أعضاء العدالة والتنمية، بأكثر من 15 ألف عضو خلال 50 يوما فقط.
ووفق البيانات المنشورة، واصل الحزب الحاكم، بزعامة أردوغان، خسارته لأعضائه المسجلين لديه، بفقد 15 ألفا و692 عضوا خلال 50 يوما فقط.
ويوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت المحكمة العليا قد ذكرت أن 114.116 عضوا استقالوا من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط، اعتراضاً على سياساته.
وجاء في بيان صادر عن المحكمة آنذاك أن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر/أيلول إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
وهذه الأرقام تشير إلى أن الحزب الحاكم خسر 129 ألف و808 أعضاء من 1 يوليو/تموز 2019 حتى 9 فبراير/شباط 2020.