عضو بـ"السيادي السوداني": عهد الخلافات بين العسكريين والمدنيين ولى بلا رجعة
الفريق ركن ياسر العطا عضو المجلس السيادي السوداني يؤكد في حوار مع "العين الإخبارية" أن التناغم والانسجام يسود الأجواء داخل المجلس.
قال عضو المجلس السيادي السوداني الفريق ركن ياسر العطا، إن عهد التشاكس والخلافات بين العسكريين والمدنيين في بلاده ولى إلى غير رجعة، متوقعا أن يسود التناغم والانسجام الأجواء داخل المجلس الذي يدير البلاد خلال الفترة الانتقالية.
وكشف العطا، الذي كان أحد أعضاء المجلس العسكري الانتقالي الذي تم حله قبل أيام، عن مواجهتهم لضغوط عنيفة، ومحاولات من جهات عديدة لإفشالهم باستخدام "ملف الاقتصاد" وتعطيل 50% من عائدات الدولة.
وأوضح في حوار خاص مع "العين الإخبارية" أن المجلس العسكري الذي حكم السودان لأكثر من 4 أشهر تمكن من تجاوز الضغوطات الاقتصادية بدعم إماراتي سعودي بلغ 3 مليارات دولار أمريكي، استطاع من خلالها توفير الوقود والخبز والدواء.
- الكباشي يكشف لـ"العين الإخبارية" أعضاء مجلس السيادة السوداني من العسكريين
- المجلس السيادي الخامس.. السودان يعيد تجربة عمرها 64 عاما
وحث الشباب السوداني على الانخراط في منظومات رقابية لمحاربة الفساد الذي خلفه نظام المخلوع البشير.
وبين أن عمليات الفساد التي كانت ولا زالت تتم من أذيال النظام البائد عبارة عن عمل ممنهج يهدف لتحقيق أغراض سياسية تنتهي بإضعاف الدولة وجرها إلى عهود الحرب والدمار.
وأضاف: "نهيب بشباب الثورة ونقول لهم إذا لم ينظموا أنفسهم لحماية هذه المنظومات والدخول في جميع المؤسسات والشركات، سيواجهون استمرار ذات التعقيدات التي كانت تواجه المجلس العسكري من أذيال نظام المخلوع البشير".
تناغم عسكري مدني
وأوضح عضو المجلس السيادي السوداني أن الفترة الأخيرة شهدت تقارباً كبيراً في المفاهيم بين المؤسسة العسكرية وقوى إعلان الحرية والتغيير، مشيراً إلى ضرورة التكاتف خلال الفترة المقبلة للعبور بالبلاد إلى بر الأمان.
وزاد: "لا بد من تكاتف كل أبناء الوطن وفصائل الشعب السوداني ومن ضمنهم المكونات المدنية والعسكرية، لا بد أن تتشابك الأيدي حتى نحمل معاً معاول بناء الوطن".
وتابع: "كنا نتمنى أن يكون هنالك عضو أو اثنان من الذين أداروا معنا التفاوض من قوى الحرية والتغيير ضمن تشكيلة مجلس السيادة، حتى يكتمل التناغم وربط الفهم المُشترك الذي زاد مؤخراً بين العسكريين والمدنيين، وأن يكون مجلس الوزراء به عدد من الذين كانوا في قيادة الثورة والمُفاوضات لأن مفاهيمنا توحدت معهم بالسير في بناء الوطن".
وزاد"هذا لا يعني إطلاقاً انفصال أعضاء المجلس العسكري في المجلس السيادي عن قادة الثورة، سيكون هنالك لقاءات مُشتركة وروح واحدة حتى نندمج مع الجُدد في المجلس السيادي حتى الوزراء".
وأشار العطا، الذي كان أحد أعضاء وفد المجلس العسكري الانتقالي للتفاوض مع قادة الاحتجاجات، إلى أنه يجب على جميع شباب السودان أن يطمئنوا بأن ثورتهم انتصرت وستمضي بخطى قوية لتحقيق غاياتها.
علاقات خارجية متوازنة
وحول ملف العلاقات الخارجية خلال الفترة الانتقالية، أوضح الفريق ياسر العطا أن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك سيحدد ملامح السياسة الخارجية للبلاد خلال الفترة المقبلة.
وتابع "اتفقنا مع شركائنا في قوى إعلان الحرية والتغيير أن تحقيق مصالح الشعب السوداني سيكون بوصلتنا في العلاقات الدولية".
وأكد عدم وجود خلافات بين توجهات المؤسسة العسكرية وقوى الحرية والتغيير فيما يتعلق بملف العلاقات الخارجية، فالجميع سيحرص على أن تكون وفقاً لمصلحة البلاد وشعبها-حسب تعبيره.
دعم سعودي إماراتي
وعند سؤاله عن الدول التي قدمت الدعم للمجلس العسكري الانتقالي خلال الأشهر الأربعة الماضية، بدأ العطا حديثه بالتشديد على ضرورة معرفة أن ما قدمته الدول الصديقة خلال الفترة الماضية كان لشعب السودان وليس المجلس العسكري.
وأردف "هنالك دول قدمت لنا مساعدات خلال الفترة الماضية، وقبل أن أشكر هذه الدول أريد أن يعلم الجميع أن المساعدات قدمت للشعب السوداني وليس المجلس العسكري، الدعم أتى من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية".
واسترسل عضو المجلس السيادي السوداني في التعريف بطبيعة المساعدات السعودية الإماراتية مشيراً إلى أنها عبارة عن معينات اقتصادية تبلغ قيمتها الإجمالية 3 ملايين دولار، منها 500 مليون أودعت في البنك المركزي السوداني لتسهم في استقرار العملة والمبلغ المتبقي عبارة عن حزمة مساعدات تأتي على التوالي.
وأشار إلى أنهم لم يستعجلوا ما تبقى من حزمة المساعدات السعودية الإماراتية لأن همهم الأساسي كان يتمثل في أن تجد حكومة الفترة الانتقالية نصيبها في المساعدات، ويتسنى لها الاستناد على ركيزة تنطلق منها لمواجهة تركة نظام المخلوع البشير.
تنويع الخارطة الاستثمارية
ودعا الفريق ركن ياسر العطا إلى تنويع الخارطة الاستثمارية خلال الفترة المقبلة للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة.
كما شدد على ضرورة سن تشريعات لجذب رأس المال الأجنبي، مشيراً إلى أن ثمة حاجة ملحة لتحسين صورة السودان خارجيا لإدماج اقتصاد البلاد في النظام المصرفي العالمي والمنظومة الدولية برمتها.
وزاد "هذا الأمر لن يتأتى إلا بإزالة اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب ما يفتح أسواق عالمية للصادرات السودانية ويُسهل الواردات، ومع كل هذا لا بد من إصلاح سياسات البنك المركزي السوداني وخفض التضخم وما يترتب عليه من أثار واضحة بشأن أزمة النقد الأجنبي في السودان".
واشترط العطا لأي عملية تنموية تنشد النجاح أن تخلق فرصا لشباب السودان يخرج بها من دائرة البطالة والفقر إلى الإنتاج.