إنشاء تحول عالمي للطاقة يشمل دول الجنوب.. فرصة فريدة بـCOP28

إن ضمان بقاء تحول الطاقة شاملاً لدول الجنوب العالمي يجب أن يكون أولوية.

أكدت قمة مجموعة السبع هذا العام في هيروشيما باليابان الشعور القوي بالإلحاح بشأن تغير المناخ، وأكد بيان وزراء الخارجية التزام مجموعة السبع "بدعم البنية التحتية المستدامة والشاملة والمرنة وذات الجودة في البلدان الشريكة من خلال شراكة مجموعة السبع من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار". وأكد بيان القمة مجددا الدعم المستمر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وعلى الجانب الآخر استضافت الهند مجموعة العشرين هذا العام، وكانت رئاستها -فضلاً عن ضم مجموعة العشرين لعضوية أوسع من الدول الكبرى من الجنوب العالمي، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي- سبباً في إصدار بيان سلط الضوء على إمكانية الوصول إلى الطاقة والقدرة على تحمل تكاليف الطاقة واستقرار السوق.

أمور جميعها تسلط الضوء على الاهتمام المحدود الملحوظ الذي توليه الاقتصادات المتقدمة لاحتياجات الجنوب العالمي. بما في ذلك ربما الأولويات المختلفة بين تلك المجموعات.

• COP28.. «آيرينا» ترسم خارطة طريق لتنفيذ تعهدات مناخية
• الأرض الخضراء.. هكذا سيغير المناخ وجه نيوزيلندا مستقبلا

الشمولية الناشئة كتحد

يوضح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لتعزيز التحول الفعّال للطاقة 2023 أنه في حين تم إحراز تقدم واسع النطاق في مجال الطاقة النظيفة والمستدامة، إلا أن هناك تحديات ناشئة أمام العدالة في التحول، ويرجع ذلك إلى تحويل البلدان تركيزها إلى أمن الطاقة في مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة.

ولتحقيق أهدافنا المناخية يتعين علينا أن نحظى بدعم جميع البلدان، وهذا يعني أن خطط تحول الطاقة لا يمكن أن تأتي على حساب استقرار سوق الطاقة أو أمن الطاقة أو التنمية العادلة في الجنوب العالمي.

لذا يجب على الجنوب العالمي تجنب النقص في القدرة على إمدادات الطاقة وضمان الحماية الكافية ضد مختلف الطوارئ. ويتعين عليه أن ينشر المزيد من الطاقة المتجددة، ولكن هذا سوف يتطلب زيادة كبيرة في التمويل المختلط والميسر.

وأخيرا، فإن الحصول على الطاقة هو العنصر الأساسي للشمولية، لذا هناك حاجة إلى تغيير الوضع الذي يستمر فيه 2.3 مليار شخص على مستوى العالم في استخدام الخشب والفحم النباتي والكتلة الحيوية في الطهي، وهو ما له آثار صحية خطيرة.

وفي هذا الصدد يجب النظر في طرق عملية لتعزيز الوصول إلى الطاقة في المناطق التي يمكن أن يستغرق فيها التوصيل بالشبكات سنوات، في بعض الحالات يمكن أن يكون الجمع بين الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء (مثل أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية) وغاز البترول المسال للحصول على وقود طهي أنظف مزيجًا قويًا.

ماذا نتوقع من قمة المناخ المقبلة؟

يحتاج العالم إلى معالجة الشمولية أكثر من أي وقت مضى، فضلا عن التركيز الحصري على الاستدامة، وينبغي معالجة المخاوف المشروعة للجنوب العالمي.

وهناك جوانب إيجابية لمجموعة السبع ومجموعة العشرين يمكن دمجها في عملية مؤتمر الأطراف COP28، وكانت نقاط القوة التي تتمتع بها مجموعة السبع ومجموعة العشرين على وجه الخصوص هي الفرصة الثمينة لكبار قادة العالم للمشاركة في اجتماعات مكثفة يمكنها ممارسة ضغط الأقران على أعلى مستوى، وتطوير الإجماع، وإرسال رسائل قوية إلى العالم، في COP28 تتاح للقادة الفرصة للمشاركة في مناقشات أكثر كثافة حول شمولية تحول الطاقة.

بالإضافة إلى تعزيز استقرار سوق الطاقة وأمن الطاقة وتحسين الوصول إلى الطاقة فإن بعض الإجراءات المحددة التي يمكن اتخاذها في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتحقيق تحول عالمي في مجال الطاقة يشمل الجنوب العالمي، تشمل ما يلي:

1. الاتفاق على خطة ملموسة لتعبئة التمويل المناخي لدول الجنوب، وينبغي أن تشمل هذه الخطة التمويل العام والخاص والخيري، وأن تكون مصممة لدعم نشر الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وغيرها من تكنولوجيات الطاقة النظيفة في الجنوب العالمي.

وفي هذا الصدد ينبغي لبنوك التنمية المتعددة الأطراف ومؤسسات تمويل التنمية أن تعمل بشكل أوثق مع وكالات التنمية من أجل تحويل المساعدة الإنمائية الرسمية أو إعادة توجيهها بشكل أكثر قوة للحد من تكاليف التمويل. ويمكن، على سبيل المثال، استخدام المساعدة الإنمائية الرسمية لمواجهة بعض مخاطر العملة المرتبطة بالإقراض في الاقتصادات الناشئة، ويمكن أيضا استخدام المساعدة الإنمائية الرسمية لتحمل بعض مخاطر الائتمان لخفض تكلفة الإقراض.

2. تعزيز المبادرات العالمية لتسريع نقل تكنولوجيات الطاقة النظيفة إلى الجنوب العالمي.

3.إنشاء صندوق عالمي للانتقال العادل لدعم العمال والمجتمعات المتضررة من تحول الطاقة، ويمكن استخدام الصندوق لتوفير إعادة التدريب وغيره من أشكال الدعم للعاملين في صناعة الوقود الأحفوري والاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة في المجتمعات الأكثر تأثراً بتغير المناخ.

وأخيرًا، ينبغي لكل هذه الجهود أن تتضافر نحو مشاركة أكبر لدول الجنوب العالمي في صناعات النمو التي يخلقها تحول الطاقة. ويشمل ذلك معالجة وتصنيع وتجميع المدخلات، مثل المعادن الحيوية والبطاريات والمعدات، مثل الألواح الشمسية. وقد تشمل الحلول تقديم التزامات السوق المتقدمة لشراء السلع والمعدات المنتجة في بلدان الجنوب العالمي مقابل التزامات من تلك البلدان لتسريع تحولات الطاقة الخاصة بها.