كورونا يشعل الأجواء بين ميركل والشعبويين
شهدت جلسة البرلمان الألماني، الخميس، مواجهة ساخنة بين المستشارة أنجيلا ميركل و"الشعبويين" الرافضين للتدابير الاحترازية لمواجهة كورونا.
وألقت ميركل، صباح اليوم، بيان حكومتها أمام البرلمان، حول إجراءات الإغلاق الجزئي التي أصدرتها أمس وتدخل حيز التنفيذ الإثنين المقبل.
وتشمل الإجراءات تقليل التواصل الاجتماعي بشكل حاد، وإغلاق مراكز الترفيه والمقاهي والحانات، واقتصار عمل المطاعم على خدمات الوجبات السريعة.
لكن المستشارة الألمانية تعرضت للمقاطعة بصوت عالٍ مرارًا وتكرارًا، من قبل كتلة حزب البديل لأجل ألمانيا "معارض شعبوي"، ما كاد يفسد الخطاب.
الوضع "صعب"
واضطر رئيس البرلمان، فولفغانغ شوبله، أن يتدخل ويحذر المجموعة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا، أكثر من مرة.
بل إن شوبله قال في كلمات حادة في إحدى المرات التي تدخل فيها: "هذا خطير.. لا أعتقد أن أي شخص في بلدنا سيكون لديه أي فهم للإجراءات إذا لم نستمع إلى بيان الحكومة في هذا الوضع الصعب".
وتابع محذرا: "البلاد في وضع صعب للغاية".
وأمام استمرار محاولات مقاطعة المستشارة، اضطرت الكتل البرلمانية الأخرى للتدخل، وتوجيه عبارات إلى حزب البديل لأجل ألمانيا مثل "اخرسوا".
بدورها، بررت ميركل الإغلاق الجديد بأنه "إجراءات ضرورية ومناسبة"، مضيفة: "في عملية العدوى المتسارعة الحالية، لم تعد تدابير النظافة قادرة على إيقاف الفيروس".
وأكدت أن "الوباء اختبار طبي واقتصادي واجتماعي وسياسي ونفسي. لن نتمكن من مواجهته إلا بالتضامن والرغبة في تبادل الأفكار بشفافية وانفتاح".
ورأت أن "تقليل التواصل الاجتماعي بنسبة 75% هو الطريقة الوحيدة للحد من خطر الإصابة".
وفي حديثها لحزب البديل لأجل ألمانيا وغيره من الكتل الشعبوية، أخبرتهم أن الاستخفاف الشعبوي غير واقعي وغير مسؤول، وأن "الأكاذيب والمعلومات المضللة والمؤامرات والكراهية لا تلحق الضرر بالنقاش الديمقراطي فحسب، بل تضعف أيضًا مكافحة الفيروس".
وتروج الكثير من الكتل الشعبوية في ألمانيا أن فيروس كورونا مؤامرة لمصادرة حريات المواطنين وحصار حياتهم الخاصة والعامة، عبر إجراءات الإغلاق.
وصباح اليوم، أعلنت السلطات الألمانية تسجيل ١٦ ألفا و٧٧٤ إصابة بفيروس كورونا المستجد خلال الـ٢٤ ساعة الماضية، ليصبح عدد الحالات النشطة في البلاد ١٣١ ألفا و٥٠٠ حالة.