أبسط ما يقال عن قناة الجزيرة حالياً إنها مجرد "مؤسسة إعلامية أجيرة" لثلاثي الشر، إيران وتركيا والإخوان، ضد العرب.
حين تنشر "قناة الجزيرة" خبرا عن إسقاط طائرة إماراتية مسيرة في ليبيا رغم ما فيه تفاصيل مغلوطة، وأن يبتهج لهذا "النبأ القطري" كل من ينتمي إلى معسكرها "الإخواني" فهو أمر طبيعي جداً، ليس لأنها تقول الحقيقة أو أنها تضيف معلومة حقيقية إلى متابعيها، الذين بدأوا يتراجعون، ولكن لأن ما تتناقله يأتي -في اعتقاد هذا الإعلام المأجور-محاولة لتشويه صورة دولة الإمارات لدى الرأي العام العربي والعالمي.
وإذا كان خبر "قناة الجزيرة" قد حظي باهتمام من قبل أذرعها الإعلامية التي تقف على الأرضية التخريبية نفسها، فهو بالنسبة لنا ليس إلا دليل على فشل جديد لمحاولة إقناع من يستطيعون أن يفرقوا بين ما يقوم به نظام الحمدين وآلاتهم الإعلامية الذي بلا شك يقوم بأدوار مشبوهة لخدمة أجندات دول هي على خلاف من الرغبة الخليجية والعربية في استقرار وأمن مجتمعاتها لأن مشهد انسحاب الوفد القطري من القمة الإسلامية الأخيرة في مكة والتراجع عن بيان القمة كافيان لبرهنة ما يفعله هذا الإعلام ضد المصلحة العربية خاصة في هذا التوقيت الحساس.
أبسط ما يقال عن قناة الجزيرة حالياً إنها مجرد "مؤسسة إعلامية أجيرة" لثلاثي الشر، إيران وتركيا والإخوان، ضد العرب والإمارات والسعودية بالأخص لذلك هي لا تملك أجندات وطنية للشعب القطري ولا قومية تخص العرب وبالتالي يكون طبيعياً أن هدفها صناعة وتزوير الأخبار وبثها على نطاق واسع
لا أحد ينكر على "قناة الجزيرة" خبرتها في فبركة الأخبار والتلاعب في المعلومات إلى حد الوقاحة، كونها لا يهمها صحة المعلومة والموضوعية - وهو أساس أي عمل إعلامي في كل الأعراف وتقاليد المهنة- بقدر الإصرار على بث الخبر ونشره على أوسع نطاق بغض النظر عن نوعية المتلقي. ولا أحد أيضاً ينكر قدرتها في "صناعة الأكاذيب" وإدارتها لخلق الفوضى والصراعات في الدولة الواحدة وبين الدول العربية فهذا مجالها-مع أنها دولة عربية ومصيرها يفترض من مصيرهم- لكن الذي لم يستوعبه الخبراء الإعلاميون لدى النظام القطري أن كل ذلك لا يسعفها عندما يصل الأمر إلى دولة الإمارات وإلى قادتها لسبب مهم لا يمتلكه النظام القطري ولا إعلامه، وهو أنها دولة واضحة وشفافة وكبيرة بأفعالها الوطنية والقومية وبالتالي لديها القدرة على الإفصاح والاعتراف بأي عمل تقوم به خاصة في محاربة التطرف والإرهاب الذي يدعمه نظام الحمدين.
علاوة على ذلك، فإن الآلة الإعلامية القطرية بأكملها لا تعرف شيئاً ليس عن الرأي العام الإماراتي فقط وإنما عن الرأي العام العربي بأكمله أو أنها تعاني من نقص في فهم الرسائل العربية وغيرها من الدول المتمثلة في حملات إغلاق مكاتبها الإعلامية والمقاطعات السياسية. ولا تعرف عن المزاج الإعلامي تجاه ما تقوم به في محاولات تشويه يائسة ضد إنجازات دولة الإمارات، ولا تدرك مكانة الوسيلة في سلم المصادر المعلوماتية التي ربما تتذيلها أو أنه لا يتعدى "مصدر تكذيبي" أكثر مما هو لتأكيد الخبر ولذا ففي كل مرة يكون ما ينقله كلاماً مضحكاً وقابلا للتندر كما في خبر إسقاط الطائرة الإماراتية.
الحقيقة أن دولة الإمارات أفسدت على النظام القطري وقناتها "الجزيرة" مشروعها السياسي المتمثل في إثارة الفتنة والفوضى بل أجهضته بالكامل. وما تبثه الآن من أخبار لا يتعدى أن يكون محاولة منها للتوازن بعد الضربات المؤلمة والتواجد ولو بالكذب والتدليس الإعلامي. لذا فإن الفبركة الإعلامية الجديدة لم يكن نتيجة لحدث روتينياً ومصادفة إعلامية وإنما أمر مقصود للخروج من العزلة التي تفرضها الإمارات عليها.
ومن هنا يتطلب من الجميع الحذر في تقييم أي خبر أو محتوى إعلامي صادر من قناة النظام القطري "الجزيرة" وكل أجهزة الإعلام الإخوانية التابعة لهذا النظام، ليس لأن الأخبار التي تبثها فيها الكثير من المغالطات والأكاذيب ولكن لأن أيضاً هناك شواهد تدل على أن هذا الإعلام المؤدلج يبث الخبر نفسه في المواقع مختلفة من الدول التي تقاطعه. فهم ينطلقون من أرضية العداء لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تحديداً وبالتالي لا ينبغي انتظار من هذه الآلة الإعلامية أن تقول كلمة حق أو تنصف المساعي الإيجابية.
أبسط ما يقال عن قناة الجزيرة حالياً إنها مجرد "مؤسسة إعلامية أجيرة" لثلاثي الشر، إيران وتركيا والإخوان، ضد العرب والإمارات والسعودية بالأخص لذلك هي لا تملك أجندات وطنية للشعب القطري ولا قومية تخص العرب وبالتالي يكون طبيعياً أن هدفها صناعة وتزوير الأخبار وبثها على نطاق واسع ولكن مثلما فشلت من قبل في تشويه صورة الإمارات ولن يكون الأمر هذه المرة بأفضل من المرات السابقة بل هذا الخبر هو: مسمار جديد في نعشها المهني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة