من وادي السيليكون إلى بكين.. «DeepSeek» الصيني يهز عرش الذكاء الاصطناعي

فاجأ مختبر صيني صغير للذكاء الاصطناعي العالم هذا الأسبوع بإعلان وصفة تقنية لنموذجه المبتكر، ما حول مؤسسه، ليانغ وينفنغ، إلى رمز وطني.

جاءت هذه الخطوة في إطار تحدي القيود الأمريكية التي تهدف إلى كبح طموحات الصين في التكنولوجيا المتقدمة. وكشفت شركة DeepSeek، التي أسسها ليانغ، عن نموذج R1 الذي أوضحت في ورقة مفصلة كيفية بناء نموذج لغوي كبير بميزانية محدودة، قادر على التعلم الذاتي دون إشراف بشري.

في حين أن شركات أمريكية مثل OpenAI وGoogle DeepMind كانت سباقة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، جاء إصدار DeepSeek ليشعل جدلاً في وادي السيليكون حول قدرة الشركات الصينية على اللحاق بركب التكنولوجيا المتقدمة رغم القيود المفروضة.

من التشكيك إلى الفخر

ليانغ، الذي قوبلت أفكاره في البداية بالتشكيك، أصبح الآن رمزاً للفخر الوطني، خاصة بعد حضوره اجتماعاً رفيع المستوى مع ثاني أقوى زعيم في الصين، لي تشيانغ، حيث طُلب من رواد الأعمال التركيز على اختراق التقنيات الأساسية.

• «ضربة مؤلمة» لأسهم أشباه الموصلات.. الفاعل عملاق رقائق هولندي

بدأ ليانغ مشروعه الطموح في عام 2021 عندما اشترى آلاف وحدات معالجة الرسوميات من Nvidia لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. ورغم أن كثيرين اعتبروه حينها مليارديراً غريب الأطوار يبحث عن هواية جديدة، إلا أنه أثبت لاحقاً قدرته على تحويل رؤيته إلى حقيقة.

وباستخدام فريق من أفضل المهندسين الذين وظفهم من صندوق التحوط الخاص به، استطاع بناء نموذج يعتمد على موارد محدودة لتحقيق إنجازات كبيرة، مستفيداً من خبرة فريقه في استغلال قدرات رقائق Nvidia بشكل فعال.

صناعة الرقائق

بعد فرض واشنطن قيوداً على تصدير أقوى رقائق Nvidia إلى الصين، تمكنت DeepSeek من إيجاد حلول مبتكرة لتطوير نماذجها باستخدام موارد متواضعة.

ويقول خبراء إن فريق الشركة أظهر قدرة فائقة على تعظيم الاستفادة من وحدات معالجة الرسوميات، حتى لو لم تكن من الطراز الأحدث.

على عكس منافسيها الأمريكيين، تعمل DeepSeek كشركة بحثية خالصة، تركز على مشاركة اكتشافاتها بدلاً من السعي لتحقيق مكاسب تجارية فورية.

• «إنفيديا» تتعهد بإصدار رقائق ذكاء اصطناعي خارقة سنويا.. إيقاع يضمن الهيمنة

ويتم تشغيلها بتمويل ذاتي من عوائد صندوق التحوط الخاص بليانغ، ما يمنحها مرونة في تقديم رواتب جذابة لاستقطاب أفضل المواهب المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتعتمد الشركة بالكامل على خريجي الجامعات الصينية الكبرى، ما يعزز مكانتها كرمز محلي يرفض الاعتماد على الخبرات الأجنبية.

نجاح الشركة

نجحت DeepSeek في تدريب نموذج يحتوي على 671 مليار معلمة بتكلفة لا تتجاوز 5.6 مليون دولار، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بما تنفقه شركات مثل OpenAI وGoogle.

ويرى الخبراء أن الصين تمتلك مجموعة كبيرة من المهندسين القادرين على تحسين كفاءة الحوسبة وتقليل التكلفة بشكل ملحوظ.