«إنفيديا» تتعهد بإصدار رقائق ذكاء اصطناعي خارقة سنويا.. إيقاع يضمن الهيمنة
تعرف شركة التكنولوجيا العملاقة "إنفيديا"، أن حفاظها على إيقاع الابتكار بوتيرة سريعة، هو العنصر الذي سيضمن لها ميزتها الكبيرة المتمثلة في الهيمنة على سوق شرائح الذكاء الاصطناعي في العالم.
فبحسب التقديرات، تهيمن "إنفيديا" التي تتجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار، على حصة تناهز 80% من سوق شرائح الذكاء الاصطناعي في العالم.
- صفقة كورية بمليار دولار تفسد خطة «إنفيديا» لاحتكار الذكاء الاصطناعي.. كيف؟
- «إنفيديا» تخسر 200 مليار دولار في يوم واحد.. وتخرج من قائمة «الثلاثة الكبار»
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعهد جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" بجدول زمني طموح للحفاظ على تلك الميزة، عبر تسريع إصداراتها من شرائح الذكاء الاصطناعي الخارقة إلى واحدة كل عام بدلا من عامين فيما سمي بـ"إيقاع عام واحد".
لكن تأخر "إنفيديا" في إصدار الجيل الجديد من معالج "بلاكويل" الذي طال انتظاره، أدى إلى قلق بين المستثمرين بشأن الوفاء بتعهد الرئيس التنفيذي.
التأخيرات "لا تهم"
ومع ذلك، أكد هوانغ لصحيفة "فايننشال تايمز" أن تأخير إصدار معالج الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي "بلاكويل" لن يؤدي إلى إعاقة خطط شركة لتصنيع رقائق رائدة سنويا.
وأوضح أن مشكلة الإنتاج التي تؤثر على منصة الرقائق الجديدة "بلاكويل"، لن تؤثر على خطتها لتسريع جدول إصداراتها.
في وقت سابق من هذا الشهر، أجبرت "تعقيدات اللحظة الأخيرة" شركة إنفيديا وشريكتها في التصنيع العملاقة التايوانية TSMC على إجراء تغييرات بآلية إنتاج بلاكويل. وقد اضطر ذلك إنفيديا لتأخير الإصدار الكامل لنهاية هذا العام.
وقد أدت التأخيرات إلى خفض سعر سهم إنفيديا في ظل شعور المستثمرين بالقلق بشأن تباطؤ النمو واحتمال تراجع هوامش الربح بعد أن استفادت شركة صناعة الرقائق من طفرة الذكاء الاصطناعي والتي قادتها إلى تقييم يزيد عن 3 تريليونات دولار.
إيقاع العام الواحد
وعلى الرغم من التعقيد المتزايد في تصنيع رقائقها المتطورة، قال هوانغ إن الأجيال الأكثر حداثة من "بلاكويل" لا تزال على المسار الصحيح في خطة إصدارات الجيل الجديد السنوية، حيث يعمل مهندسو الشركة على الجيلين التاليين و"سيصدران وفقا لإيقاع العام الواحد".
وتعمل إنفيديا على تسريع وتيرة تحسين منتجاتها حيث تتطلع إلى البقاء في صدارة المنافسين مثل AMD وIntel في سوق وحدات معالجة الرسومات.
وتعتمد شركات مثل "ميتا" و"أوبن إيه آي" على وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا لتدريب نماذج اللغة الكبيرة الخاصة بهم، وأنظمة الذكاء الاصطناعي التي كانت وراء إطلاق روبوتات الدردشة مثل ChatGPT، وقد تجاوز الطلب بكثير العرض من أقوى رقائقها لمدة عامين تقريبًا.
أصغر شركة كبيرة في العالم
وقال هوانغ لصحيفة فاينانشال تايمز إن إنفيديا نفسها شهدت تحسينات كبيرة في الإنتاجية من استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع معالجة البيانات، وللمساعدة في تصميم وبناء منتجاتها.
وأوضح: "لا يمكننا تصميم [رقائقنا] بدون الذكاء الاصطناعي التوليدي.. لم نتمكن من تصميم "بلاكويل" ولا يمكننا كتابة برامجنا بدون الذكاء الاصطناعي بعد الآن".
وقال إن مهندسي إنفيديا البالغ عددهم 20 ألفًا "كانوا في الواقع حوالي 60 ألفًا" بفضل الدعم من الذكاء الاصطناعي.
وأوضح: "أعتقد أن إنفيديا هي أصغر شركة كبيرة في العالم.. إنفيديا ليست شركة عمالة كبيرة."
ما هي "بلاكويل"؟
وبلاكويل Blackwellهي منصة تتيح للمؤسسات في كل مكان بناء وتشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي في الوقت الفعلي على نماذج اللغة الكبيرة.
وتتميز بنية وحدة معالجة الرسوميات Blackwell بست تقنيات تحويلية للحوسبة السريعة، والتي ستساعد في إطلاق العنان للاختراقات في معالجة البيانات، والمحاكاة الهندسية، وأتمتة التصميم الإلكتروني، وتصميم الأدوية بمساعدة الكمبيوتر، والحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي التوليدي.