الحرب الروسية الأوكرانية تحرق خبز لبنان.. رغيف العيش في خطر
تُنذر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بأزمة غذاء في لبنان الذي يعتمد على أوكرانيا لاستيراد القمح وسط غياب مخزون استراتيجي.
أوكرانيا المورد الأكبر للقمح في لبنان
فلبنان يستورد أكثر من 70 في المئة من حاجته للقمح من أوكرانيا فقط، في حين يستورد النسبة المتبقية من روسيا ودول أخرى، كما يستورد لبنان الحديد وزيت دوار الشمس والحبوب وغيرها.
واستورد لبنان من أوكرانيا عام 2020 أكثر من 630 ألف طن من القمح، أو ما يمثل 80% من حاجته الاستهلاكية، مرتفعاً من 535 ألف طن من القمح استوردها عام 2019.
المخزون الاستراتيجي للقمح في لبنان
وتضرب لبنان أزمة مخزون استراتيجي إذ منذ انفجار 4 آب 2020 فقد المرفأ إهراءات القمح، وبالتالي لم يعد بالإمكان تخزين القمح فيها، وهي التي كانت تستوعب نحو 120 ألف طن من القمح، أي حاجة 3 أشهر.
أما اليوم، فواردات القمح تأتي إلى لبنان عبر بواخر صغيرة، فتتراوح سعة الباخرة بين 5 آلاف و7 آلاف طن فقط، باستثناء بعض الشحنات التي تبلغ سعتها 15 ألف طن، وتكون عائدة إلى أكثر من مستورد، ويتم نقل القمح من البواخر عبر شاحنات إلى مستودعات المطاحن مباشرة. ويكفي مخزون الأخيرة لنحو شهر ونصف الشهر.
والجمعة قال وزير الاقتصاد أمين سلام إنّه يجري العمل على تأمين مصدر آخر للقمح كالولايات المتحدة وكندا والهند وبعض الدول الأوروبية و"تلقينا طمأنة من منظمة الأغذية العالمية بالمساعدة".
وأشار إلى أنّه إذا "ارتفعت أسعار القمح عالمياً من الممكن أن يقول لنا مصرف لبنان إنّه عاجز عن الاستمرار بالدعم".
وأوضح أنّ "60% من القمح الذي نستهلكه في لبنان يأتينا من أوكرانيا والباقي من رومانيا وروسيا".
مطاحن لبنان تطالب بالبحث عن مصادر قمح جديدة
وفي سياق متصل، أعلن تجمّع المطاحن، في بيان، أنّ "الحرب والأحداث التي تشهدها أوكرانيا التي تعتبر المصدر الرئيسي للقمح أدّت إلى إلغاء كلّ صفقات بيع القمح بسبب القوة القاهرة، ما أدّى إلى ارتفاع سعر طن القمح بما بين 45 و50 دولاراً، ورأى أنّ ما يحصل "يحتّم البحث عن مصادر جديدة".
ودعا "جميع المسؤولين المعنيين للعمل على الطلب من مصرف لبنان تحويل ثمن القمح المستورد والذي تمّ تحميله على البواخر الموجودة في عرض البحر، اليوم وفوراً"، لافتاً إلى أنّ "المصدّرين لديهم رغبة في تحويلها إلى بلدان أخرى للاستفادة من فارق الأسعار بعد ارتفاعها وزيادة الطلب على القمح".
وآمل أنّ "يأخذ المسؤولون هذا الموضوع بجدية وسرعة المعالجة، لأنّ المخزون المتوافر لا يكفي لأكثر من شهر واحد، علماً أنّ ثمنه غير مسدّد ويستوجب التسديد ليصار إلى طحنه".
وأوضح، نقيب مستوردي القمح في لبنان، أحمد حطيط، لـ"العين الإخبارية" أنه في حال استمرت الحرب وقتا طويلا قد يصبح من الصعب الحصول على القمح من كل بلدان البحر الأسود، حيث لا يبقى أمامنا إلا أمريكا، وتكلفة هذا الخيار أن لجهة سعر القمح أو لجهة تكلفة نقله، ستكون كبيرة وستنعكس بلا شك على رغيف الخبز في لبنان.
ولفت الى أن "شحنة القمح من أوكرانيا تحتاج للوصول إلى لبنان حوالي سبعة أيام بينما من أمريكا ستتطلب ما لا يقل عن 25 يوما، مشيرا إلى أن ما يحصل اليوم يزيد الأزمة الناتجة عن تدمير إهراءات القمح وأزمة الدولار التي أدت إلى ارتفاع تكلفة الخبز في لبنان.
ويبدو أن الأزمة الأوكرانية ستنعكس أيضا على زيت دوار الشمس أيضاً.
وقال نقيب مستوردي المواد الغذائية في لبنان هاني البحصلي لـ"العين الإخبارية" إن لبنان يستورد لبنان 60% من احتياجاته من الزيت النباتي من من أوكرانيا.
ولفت بحصلي إلى أنه سيصبح هناك نقص في مادة الزيت في الأسواق، لا سيما أننا قادمون على شهر رمضان المبارك، حيث يزيد الطلب عليها".
وأضاف: "الإرباك أصاب السوق العالمي وليس فقط لبنان، وبالتالي سينعكس على توفّر المادة في الأسواق وعلى ارتفاع سعرها نتيجة زيادة الطلب على البدائل المتمثلة مثلا بزيت الصويا وزيت الذرة، مشيرا إلى أن المشكلة لا تكمن فقط في استيراد الزيت أيضا بإمكانية تخليص الشحنات التي سبق أن انطلقت من أوكرانيا نتيجة عدم القدرة على استكمال الإجراءات الإدارية المطلوبة.
aXA6IDMuMTM1LjIxOS4xNTMg جزيرة ام اند امز