عامر خان في مهرجان البحر الأحمر 2024.. سينمائي متمرد يرفض الأفكار التقليدية
شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة انطلاقة استثنائية بمشاركة النجم الهندي الشهير عامر خان.
وحضر عامر خان كأول متحدث في اليوم الأول للمهرجان، حيث ألقى كلمة ملهمة أعادت تسليط الضوء على أهمية السينما كوسيلة للتواصل الثقافي والفني بين الشعوب.
حضور عالمي مميز
جذبت الندوة التي أدارها عامر خان اهتمام العديد من صُنّاع السينما والنقاد والمهتمين بالفن السابع، حيث حرصت إدارة المهرجان على استضافة عدد من أبرز الأسماء العالمية في مجال صناعة الأفلام.
وركز عامر خان في حديثه على تجربته الغنية في السينما الهندية، مع تسليط الضوء على التحديات التي واجهها خلال مسيرته، ودوره في تقديم أفلام ذات محتوى إنساني واجتماعي عميق.
النجم صاحب القضية
على شاطئ البحر، يرتدي قميصاً وردياً مشدوداً ويحدّق في الأفق، يظهر نجم بوليوود عامر خان في مشهد افتتاحي لا ينتمي إلى فيلم سينمائي، بل إلى برنامجه الحواري "ساتياميف جاياتي" (الحقيقة وحدها تنتصر).
ومنذ انطلاق البرنامج في مايو، يخوض خان معركة إعلامية ضد القضايا الاجتماعية في الهند، محاولًا إحداث تغيير جذري.
من الشاشة إلى رمز التغيير
وُلد عامر خان، الذي يُنطق اسمه "آمير"، في عائلة سينمائية وظهر لأول مرة عام 1988 في فيلم "قيامت سي قيامت تك"، الذي رسّخ مكانته كواحد من "الثلاثة خانات" الأبرز في بوليوود بجانب شاروخان وسلمان خان.
لكنّ خان انفرد بأسلوبه، حيث عُرف بتحدّيه للمألوف في السينما الهندية. بخلاف نجوم عصره الذين أنتجوا خمسة أفلام سنوياً، ركّز عامر على عمل واحد كل عام، مما أكسبه سمعة "المثالي" الذي يهتم بالتفاصيل ويختار أدواره بعناية.
خارج الشاشة، عُرف عامر بمواقفه الجريئة، مثل رفضه حضور حفلات الجوائز لأنها لا تقدّر الأداء الحقيقي. كما أثارت أفلامه بعد عام 2001 قضايا سياسية واجتماعية، مثل "رانغ دي بسنتي" و*"تار زامين بار"* الذي سلط الضوء على الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
برنامج "ساتياميف جاياتي"
في برنامجه الحواري، يجلس عامر أمام ضيوف يروون قصصاً مأساوية، مثل امرأة تعرّضت لعنف مروّع من زوجها. يُظهر عامر تعاطفاً صادقاً، وينقل للمشاهدين الحقائق الصادمة بطريقة مدروسة.
وفي إحدى الحلقات، شرح خان للجمهور العلمي أن الذكر هو الذي يحدد جنس الجنين، مسلطاً الضوء على قضية وأد البنات المنتشرة في الهند.
تم إنتاج الموسم الأول من البرنامج على مدار عامين وبُثّ على أكبر الشبكات الهندية مثل "ستار إنديا" و"دوردارشان"، وتم ترجمته إلى ثماني لغات ليصل إلى مختلف فئات المجتمع. رغم انخفاض نسب المشاهدة تدريجياً، أكد مدير العمليات في الشبكة أن الهدف لم يكن الربح، بل تحفيز النقاش العائلي حول قضايا حيوية.
متمرد بوليوود ذو الشعبية
حقق البرنامج شعبية واسعة بين الطبقة المتوسطة، لكنه واجه انتقادات من بعض النشطاء الاجتماعيين الذين وصفوا جهوده بـ"الثورة السطحية".
وتقول الدكتورة رانجانا كوماري، رئيسة مركز الأبحاث الاجتماعية، إن البرنامج "يحرّك العواطف لكنه يفتقر إلى استراتيجيات تغيير حقيقية." أما عامر، فلا يكترث بالانتقادات، قائلاً: "إذا لم يرغب أحد بمشاهدتي، يمكنه ببساطة إطفاء التلفاز".
رمز السينما العالمي
على الرغم من شهرته الطاغية في الهند، لا يهتم عامر خان كثيراً بالاعتراف الدولي، بل يركّز على التأثير داخل بلده. بالنسبة له، الترفيه ليس مجرد وسيلة للضحك أو الاستمتاع، بل أداة لبناء مجتمع أفضل ونشر الأمل والإلهام.
عامر خان، الذي بلغ 47 عاماً ويبدو كشاب في الخامسة والعشرين، لا يزال متواضعاً بشأن مستقبله، قائلاً: "لا أعرف أين سأكون بعد 20 عاماً، لكنني آمل أن أكون متقاعداً." وبينما يواصل تحدّي القوالب النمطية، يبدو أن خطوته التالية، سواء على الشاشة الكبيرة أو الصغيرة، ستكون مليئة بالإبداع والتأثير.
aXA6IDMuMTQ0LjkuMjQ5IA== جزيرة ام اند امز