بالصور.. العراق يخوض في غرب الموصل المعركة "الأصعب" بالعالم
رئيس الوزراء العراقي أعلن الأحد انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم داعش
أعلن الجيش العراقي، الأحد، السيطرة على قريتين تقعان إلى جنوب الموصل، بعد ساعات من إطلاق العملية العسكرية "الأصعب" لاستعادة غرب المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في بيان: "قطعات الشرطة الاتحادية تحرر قرية عذبة على طريق الموصل-بغداد، وتحرر قرية اللزاكة على الطريق القديم حمام العليل-الموصل، وتسيطر على محطة الكهرباء الرئيسية في لزاكة، وترفع العلم العراقي فوق المباني" عند الأطراف الجنوبية لثاني مدن العراق وآخر معاقل تنظيم في البلد.
وعقب إطلاق العمليات قال قائد التحالف الدولي ضد داعش، ستيفن تاونسند، إن "معركة تحرير الموصل ستكون الأصعب لأي جيش في العالم".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن صباح الأحد انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة غرب الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، حسب ما جاء في بيان أصدره مكتبه الإعلامي.
وجاء في البيان "نعلن انطلاق صفحة جديدة من عمليات "قادمون يا نينوى" لتحرير الجانب الأيمن من الموصل". وأضاف "تنطلق قواتنا لتحرير المواطنين من إرهاب داعش؛ لأن مهمتنا تحرير الإنسان قبل الأرض".
وعقب بيان العبادي، أعلنت قيادة العمليات المشتركة، الأحد، تحرير أول قرية بالساحل الأيمن لمدينة الموصل، "لتعد أولى تباشير الانتصارات لانطلاق العملية".
وكان العبادي أعلن في 24 يناير/كانون الثاني، أن قوات الجيش العراقي استعادت من تنظيم داعش شرق الموصل، وأن المعركة تنتقل إلى الجانب الغربي من المدينة.
والجانب الغربي من مدينة الموصل يتميز بكثافة سكانه إلى جانب تركز الإرهابيين والمتشددين في هذا الجانب. وبحسب بيانات غير حكومية فإن هناك نحو 650 ألف مدني يحتجزهم تنظيم "داعش" الإرهابي في غرب الموصل بعد أن تمكنت القوات العراقية من تطويق المدينة وطردهم من الشطر الشرقي في المرحلة الأولى من عملية الموصل والتي انتهت الشهر الماضي.
وتشير تقارير إلى أن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي قاموا بتطوير شبكة من الممرات والأنفاق في أزقة غرب الموصل الضيقة التي ستمكنهم من الاختباء والقتال بين السكان المدنيين، عندما تشن القوات العراقية الهجوم عليها.
وقال سكان، إن المتشددين يفتحون ممرات في الجدران بين المنازل للسماح لهم بالتحرك من مبنى إلى مبنى دون أن يرصدهم أحد والاختفاء بعد عمليات الكر والفر ورصد تحركات القوات الحكومية. وفتحوا أيضاً فتحات للقناصة في المباني المطلة على نهر دجلة الذي يشطر المدينة إلى قسمين أحدهما شرق النهر والآخر غربه.
ويتوقع قادة عسكريون أن تكون المعركة في الغرب أكثر صعوبة مما كانت عليه في الشرق لأسباب من بينها عدم قدرة الدبابات والمركبات المدرعة على عبور شوارعها وأزقتها الضيقة.
ويضم غرب الموصل المدينة القديمة بأسواقها العتيقة ومسجدها الكبير ومعظم المباني الإدارية للحكومة ويوجد هناك أيضاً مطار المدينة.
ومدينة الموصل هي ثاني كبرى مدن العراق وأكبر مركز حضري استولى عليه داعش في كلتا الدولتين وتعد معقلها الرئيسي في العراق، والرقة معقلها في سوريا. ومن شأن استعادة المدينة أن تقضي فعليا على طموحات الإرهابيين في فرض حكمهم على أراض في العراق.
وتضم المنطقة مسجد النوري الذي أعلن فيه أبو بكر البغدادي داعش قيام "الخلافة" في يونيو/حزيران 2014 بعد سيطرة قواته على المدينة.
وحذر الباحث في مجموعة صوفان جروب، باتريك سكينر، بأن معركة استعادة غرب الموصل "قد تكون أصعب، وتشهد معارك من منزل إلى منزل، تكون أكثر دموية وعلى نطاق أوسع".
ولا يزال الإرهابيون ينفذون هجمات في المناطق التي استعادتها القوات العراقية، ما يعكس الصعوبة التي تواجهها القوات في رصد أي إرهابيين قد يكونوا اختلطوا بالسكان المدنيين.
وتمكن سكان الموصل والإرهابيون من عبور نهر دجلة في الاتجاهين خلال القسم الأكبر من معارك استعادة شرق المدينة، غير أن ذلك لم يعد ممكنا بعدما قطعت جميع الجسور التي تربط بين الضفتين بواسطة ضربات جوية، ما أدى إلى محاصرة عناصر التنظيم.
واتخذ الإرهابيون مواقع بمحاذاة نهر دجلة لمواجهة أي تقدم للقوات الأمنية لعبور النهر، وقاموا بثقب جدران منازل متجاورة للتنقل داخلها تجنبا لخطر استهدافهم جويا.
ويختلف المسؤولون حول الوقت الذي ستستغرقه المعارك قبل السيطرة على غرب الموصل.
وكان العبادي أعلن مطلع العام الجاري أن القضاء على داعش في العراق سيتحقق خلال 3 اشهر.