الكونكورد.. طائرة خيّبت آمال الروس وسقطت في أول عرض جوي

بعد سقوط نموذجها الأول أحيلت الطائرة الكونكورد الروسية من طراز توبوليف تو-144، والتي كانت فخر صناعة الطيران السوفياتية إلى التقاعد.
وتقبع إحدى هذه الطائرات التي تبلغ سرعتها 1400 ميل في الساعة في حالة شبه متداعية، في فناء خلفي لقاعدة عسكرية في مدينة قازان الروسية، حيث يظهر أنفها المميز من فوق السياج.
تعود أصول طراز الطائرة تو-144 إلى حقبة الستينيات التي شهدت ذروة الحرب الباردة والتنافس بين الغرب والاتحاد السوفياتي.
اعتمدت الهيبة السوفياتية على براعتها التكنولوجية خاصة في مجالات مثل رحلات الفضاء وتكنولوجيا الطائرات.
لذلك عندما أعلنت بريطانيا وفرنسا عن خطط لإنتاج طائرات أسرع من الصوت في أوائل الستينيات، قرر السوفيات أن عليهم القيام بذلك.
بدا أن السوفيات متقدمون على منافسيهم الغربيين وتم الكشف عن طراز توبوليف 144 للعالم نهاية عام 1968، قبل بضعة أشهر من ظهور الكونكورد الفرنسية.
أثارت الطائرة السوفياتية الدهشة على الفور نظرا لحجم التشابه بين الطائرتين، حيث سرت شائعات بسرقة الروس تصاميم الكونكورد الغربية.
اعتقد المراقبون الغربيون الذين آمنوا بتفوق تقنيتهم أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يبتكر بها الاتحاد السوفياتي طراز تو-144 كانت عبر التجسس الصناعي.
لكن إيليا غرينبرغ، خبير الطيران الروسي، قال: "لم يكن تصميم توبوليف نتيجة التجسس، فعلى الرغم من التشابه الكبير بينهما، إلا أنهما طائرتان مختلفتان في العديد من الجوانب".
كانت توبوليف أضخم وأسرع قليلاً من كونكورد وقامت برحلتها الأسرع من الصوت قبل أربعة أشهر من منافستها.
كان الاتحاد السوفياتي بأكمله فخوراً للغاية بطائرة توبوليف 144، ولم يكن لدى الشعب السوفياتي أدنى شك في أنها كانت أفضل من طائرة كونكورد. وكانت جميلة جدًا!.
بالمقارنة مع كونكورد، كان طراز تو-144 أطول بحوالي 12 قدما من منافسه وكانت لديه محركات أكثر قوة.
لكن معرض باريس الجوي 1973، رغم ذلك، كان بداية النهاية لطائرة توبوليف 144.
حلقت الكونكورد الروسية في السماء في البداية دون أي عوائق وقامت بعرض أكثر جرأة. وعندما اقتربت من المدرج كما لو كانت تستعد للهبوط، صعدت بسرعة بقوة محركاتها الكاملة.
بعد ثوان، سقطت وانفجرت في الهواء وغطت أجزاؤها قرية مجاورة، لتدمر 15 منزلاً.
قُتل جميع أفراد الطاقم الستة الذين كانوا على متنها وثمانية أشخاص في القرية.
ادعى منظرو المؤامرة أن توبوليف تحطمت لتجنب الاصطدام مع مقاتلة ميرفايتر الفرنسية التي كانت تحاول تصويرها،
لكن غرينبرغ فسر سبب سقوط الطائرة بالقول: "حاول الطيارون إقناع الجمهور والصحافة العالمية أن الطائرة السوفياتية قادرة على المناورة بشكل أكبر من الكونكورد الغربية".
تسبب الحادث في تراجع المشروع نتيجة لقلق السلطات السوفياتية بشأن السماح للركاب بالصعود على متن الطائرة، كما كانت هناك أيضًا العديد من المشكلات التي جعلتها غير جذابة. فلم تكن جميع المراحيض تعمل كما أن مكيفات الهواء والمحركات الضخمة أحدثت هديرًا مزعجًا.
بعد تحطم طائرة من طراز Tu-144 في رحلتها التجريبية قبل تسليمها في يونيو/ حزيران 1978، أوقفت شركة إيروفلوت الطائر.،
على النقيض من ذلك، طارت الكونكورد الغربية لأكثر من 25 عامًا، حيث قامت بآلاف الرحلات الجوية وأصبحت واحدة من أكثر التصاميم شهرة في القرن العشرين.
aXA6IDEzLjU5LjE4Mi43NCA= جزيرة ام اند امز