لقاء عباس وجانتس.. خطوة في بناء ثقة لإحياء المسار السياسي
اعتبر دبلوماسي غربي أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس خطوة في سبيل بناء ثقة تسهم بإحياء المسار السياسي بين الطرفين والذي يشهد منذ فترة جمودا على مسار المفاوضات.
ويرمز وصول مسؤول إسرائيلي كبير بوزن وزير الدفاع إلى رام الله إلى رغبة في تقدم العلاقات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال هذه المرحلة.
اللقاء الذي يكاد يكون الأول على هذا المستوى منذ سنوات طويلة، والأول بالفعل منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية في شهر يونيو/حزيران الماضي، جاء ضمن ثمار معاهدات السلام التي أبرمت مؤخرا وهاجمها عباس فيما كانت تدعو لنشر الأمن والاستقرار، واستعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة دون تفريط في أي منها.
بناء الثقة
مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي قال إن اللقاء استمر ساعتين ونصف الساعة، تم عقد 40 دقيقة منه بشكل منفرد قبل انضمام الوفدين إلى الاجتماع.
دبلوماسي غربي رفيع المستوى قال لـ"العين الإخبارية" إنه "من العبث الحديث عن عودة فورية للمفاوضات السياسية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في ضوء الهوة الواسعة ما بين الموقفين".
وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "تعتقد واشنطن أن من الأهمية بمكان إعادة بناء الثقة أولا بين الطرفين وذلك من خلال خطوات يقوم بها الطرفان تؤسس مستقبلا لعودة المفاوضات السياسية".
وأشار إلى أن "الحديث يدور عن خطوات مثل السماح لمزيد من العمال الفلسطينيين بالدخول إلى إسرائيل وتسهيل حركة الأفراد والبضائع عبر المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل والتخفيف من حدة التوتر على الأرض وغيرها من الخطوات".
إجماع غربي
وأشار الدبلوماسي الغربي إلى أن "هناك استشعارا في الدوائر الدولية بأن هناك حاجة لأن تمد إسرائيل يد العون للسلطة الفلسطينية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها السلطة نتيجة تداعيات كورونا وأيضا خفض المساعدات الدولية".
وأوضح أن "هناك إجماعا غربيا على وجوب مد يد العون للسلطة الفلسطينية إذ أن انهيارها ليس في صالح أي طرف، لا الفلسطينيين ولا الإسرائيليين ولا الإقليم ولا على المستوى الدولي".
لقاءات بينيت مع بايدن
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أثار هذا الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال اجتماعهما بالبيت الأبيض يوم الجمعة ومن قبله وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء.
وقال البيت الأبيض في قراءة للقاء القمة الإسرائيلية- الأمريكية تلقت "العين الإخبارية" نسخة منها: " تبادل المجتمعان أيضا وجهات النظر حول الجهود المبذولة لدفع السلام والأمن والازدهار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
وأضاف: "وشدد الرئيس بايدن على أهمية اتخاذ خطوات لتحسين حياة الفلسطينيين ودعم فرص اقتصادية أكبر لهم، كما أشار إلى أهمية الامتناع عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تفاقم التوترات وتساهم في الشعور بالظلم وتقوض جهود بناء الثقة".
أما وزارة الخارجية الأمريكية فقالت في بيان تلقته "العين الإخبارية": "شدّد الوزير (بلينكن) على أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقّون، على حدّ سواء، تدابير متساوية من الحرية والازدهار والكرامة، وهو أمر مهمّ في حدّ ذاته، ولكنه أيضا وسيلة لتعزيز آفاق حلّ الدولتين".
وكان جانتس تحادث هاتفيا في شهر يوليو/تموز الماضي مع الرئيس الفلسطيني حيث جرى بحث العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية.
وكشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى النقاب لـ"العين الإخبارية" أن عباس وجانتس اتفقا على اللقاء ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت منع اللقاء.
ولكن المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أضاف: "واشنطن ألقت بثقلها من أجل عقد الاجتماع".
وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أنه "كنا نطالب ونأمل أن توافق واشنطن أن يتم إطلاق عملية سياسية على أساس حل الدولتين الذي أعلنت الإدارة الأمريكية دعمها الكامل له بعد أن رفضته الإدارة السابقة".
وقال: "الأمريكيون يقولون إن من السابق لأوانه الآن الحديث عن مفاوضات سياسية بيننا وبين الإسرائيليين وإن التركيز يجب أن يكون بداية على خطوات بناء الثقة أو بحسب تعبيرهم خطوة خطوة".
وأضاف: "نأمل أن لا يطول الأمر قبل أن تعود المفاوضات السياسية برعاية دولية من أجل تطبيق حل الدولتين".
وتابع المسؤول الفلسطيني: "إضافة إلى واشنطن فإن مصر تبذل جهودا كبيرة من أجل إعادة إطلاق العملية السياسية التي توقفت عمليات منذ العام 2014".
يذكر أنه حتى الآن لم يجر أي اتصال بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أو وزير الخارجية يائير لابيد.
وإضافة إلى جانتس، أجرى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ووزير الأمن الداخلي عومير بارليف اتصالات مع الرئيس الفلسطيني.