هل النشوة مبررة؟ تقييم متباين في إسرائيل لقمة بينيت وبايدن
رأت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت أنجز بعض ما أراده، في لقائه الأول مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بالبيت الأبيض.
إلا أن محللين إسرائيلين رأوا أنه ما زال من المبكر الحكم إذا ما كان بينيت حقق الأهداف الـ4 التي حددها لهذا اللقاء.
ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول إسرائيلي مرافق لبينيت في زيارته للولايات المتحدة الأمريكية: "جاء بينيت إلى الاجتماع بأربعة أهداف، خلق اتصال مباشر وشخصي مع بايدن، وتقاسم الاستراتيجية بشأن إيران، وإحراز تقدم في الإعفاء من التأشيرة للإسرائيليين الذين يسعون لدخول الولايات المتحدة، وتجديد مخزون القبة الحديدية للدفاع الصاروخي".
وأضاف المسؤول للصحفيين المرافقين لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "كل هذه الأهداف تحققت".
وفي هذا الصدد، قال بينيت في إحاطة لاحقة مع المراسلين الإسرائيليين: "لقد كان لقاءً رائعًا، لا سيما الاجتماع الفردي".
وأضاف: "كان في الغالب اجتماع عمل. كان هناك شعور بأننا نعرف بعضنا بعضا لفترة طويلة"، مضيفا "لقد وجدت زعيمًا يحب إسرائيل، ويعرف تمامًا ما يريده، ويهتم باحتياجاتنا".
وقال المسؤول الإسرائيلي إن بينيت وبايدن كانا قادرين على وضع قواعد اللعبة لكيفية عمل مكاتبهما خلال فترة عملهما، واتفقا على أنه سيكون هناك حوار مفتوح ومباشر نشط، وأن الخلافات سوف تبقى صامتة.
تقييم متباين
لكن صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية، لم تتفق مع التقدير الرسمي بأنه تم تحقيق الأهداف بالكامل.
وقالت المحللة في الصحيفة لاهاف هاركوف: "أولاً، أراد بينيت إنشاء علاقة إيجابية دون وسيط بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن"
وأضافت: "قال بينيت بعد الاجتماع إن الأجواء كانت ممتازة"، وأنه شعر بأن بايدن وكبار ضباطه منفتحون على الاستماع إلى ما سيقوله، وأنه يمكنه الآن الاتصال ببايدن مباشرة".
وأشارت إلى أن "الهدف الثاني لم يكن صعبا أيضا، إذ سعى بينيت للحصول على التزام من إدارة بايدن بمليار دولار كمساعدة لتجديد بطاريات الدفاع الصاروخي القبة الحديدية الإسرائيلية"، لافتة إلى أنه "يتعين على الكونجرس الموافقة عليها الآن".
وقالت: "كان الهدف التالي هو إحراز تقدم في انضمام إسرائيل إلى برنامج الإعفاء من التأشيرة الأمريكي، والذي سيسمح للإسرائيليين بزيارة الولايات المتحدة والعكس بدون تأشيرة"، مشيرة إلى أن "إعلان بينيت عن انتصار على هذه الجبهة سابق لأوانه".
وأشارت هاركوف إلى أن الهدف الأكبر لبينيت كان بناء علاقة تحالف مع بايدن ضد إيران، وكان الإنجاز الذي أعلنه رئيس الوزراء في هذا الصدد هو تصريح بايدن بأن إيران لن تحصل أبدا على السلاح النووي، ثم أشارته بشكل غير مباشر إلى الخيار العسكري ضد إيران.
وقالت: "قال بينيت إنه وبايدن اتفقا على الأهداف، ألا تمتلك إيران أبدا سلاحا نوويا، ودحر السلوك الخبيث لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأنهما سيعملان على تطوير قنوات تعاون، ومع ذلك لم يقولا ما إذا كانا قد اتفقا على كيفية الوصول إلى هذه الأهداف".
واستدركت المحللة السياسية الإسرائيلية: "الطريقة التي سيتعامل بها مع بايدن مع التهديد الوجودي لإيران لا تزال غير معروفة".
إرث أوباما
ومن جهتها، أشارت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية إلى ارتياح بايدن لعدم اضطراره للتعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الموجود مع عائلته في رحلة إلى جزيرة لاناي في هاواي في الوقت الحالي.
وقالت: "بايدن سعيد بعدم العودة إلى العلاقة المجمدة والدرامية التي كانت قائمة بين الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ونتنياهو".
وأضافت: "قال بايدن: لقد أصبحنا أصدقاء جيدين للغاية"، وحتى لو كانت مبالغة طفيفة في هذا الوصف على الأرجح، فمن الواضح تماما أن الرئيس الأمريكي سعيد جدًا بعدم العودة إلى العلاقة التي يتذكرها مع نتنياهو منذ أيامه كنائب للرئيس أوباما".
وتابعت: "كان فريق بايدن مقتنعا بأنه إذا ظل نتنياهو رئيسا للوزراء فستعود العلاقات إلى التجمد وستكون في الغالب مليئة بالدراما".
وأضافت "يبدو أن بينيت، على الأقل في الوقت الحالي، استوعب أن استعادة الإجماع بين الحزبين الأمريكيين (الجمهوري والديمقراطي) حول إسرائيل، والذي تضرر بشدة خلال سنوات حكم الرئيس السابق دونالد ترامب الأربع، هو هدف رئيسي، ولغة جسده ولغة بايدن بدت دافئة".
وقالت: "عندما شكره بينيت على دعمه العسكري المطلق لإسرائيل، أجابه الرئيس الأمريكي بإجابة لا بد أنها سمعت حتى جزيرة لاناي في هاواي "مقر إجازة نتنياهو"، إذ قال بايدن "جزء كبير من الفضل يعود إلى الرئيس أوباما".
ولم تتعجل الصحيفة الأوسع انتشارا في إسرائيل بالحكم على تصريح الرئيس الأمريكي بأنه في حال فشل الدبلوماسية مع إيران فإنه سيتم النظر في خيارات أخرى.
وقال المحلل في الصحيفة رون بن ايشاي : "بعبارة أخرى، الرئيس الأمريكي ليس ملتزمًا بالقناة الدبلوماسية فحسب، بل يقول صراحة إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه إذا فشلت القناة الدبلوماسية، ستنظر الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، في خيارات أخرى".
وأضاف: "من المهم أن نلاحظ أنه على عكس الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، لم يقل بايدن أن جميع الخيارات، بما في ذلك العسكرية، مطروحة على الطاولة، لكنه تحدث عن خيارات أخرى، والتي ليست بالضرورة هجوما عسكريا على المنشآت النووية الإيرانية وقواعد الصواريخ".
وتابع: "بينما يتحدث الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي عن خيارات أخرى، فإنهما يتحدثان عن عقوبات اقتصادية جديدة، وعقوبات على الأفراد والمؤسسات الإيرانية، ولكن أيضًا الحرب السرية، مثل تلك التي نُسبت مؤخرًا إلى الموساد، والتي تتجلى في استهداف وإحباط موظفين رئيسيين في إيران".
واستدرك بن ايشاي "ولكن قبل أن يفرك بينيت يديه برضا شديد، سيتعين علينا الانتظار لمدة عام تقريبا حتى نفهم تمامًا الآثار العملية لإعلان الليلة الماضية".
وقال: "الاتفاق النووي مع إيران لا يزال مطروحًا على طاولة الولايات المتحدة والأوروبيين والإيرانيين، وعلينا أن ننتظر ونرى ما إذا تم التوصل إلى اتفاق، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما هي الخيارات الأخرى".
وأضاف المحلل العسكري الإسرائيلي: "خرج بينيت صراحة ببيان النوايا الأمريكي الذي أراده فيما يتعلق بإيران، وهو أمر مهم لكنه لا يبرر النشوة".
والتقى بينيت، بايدن، أمس، في البيت الأبيض، في أول لقاء يجمعهما منذ وصولهما إلى السلطة في إسرائيل والولايات المتحدة.