موسكو تبدي دعمها لإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية
الرئيسان محمود عباس وفلاديمير بوتين أكدا "دعمهما للدور المصري وأهميته في تحقيق المصالحة الفلسطينية".
أكدت القيادة الفلسطينية أن استئناف الاتصال السياسي مع واشنطن بعد توقف منذ نهاية 2017 لن ينجح دون الالتزام بالمرجعيات الدولية والعربية، للوصول لحل سياسي عادل وشامل للقضية.
وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، الجمعة، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداد بلاده لاتخاذ خطوات لإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية، فيما ظهر التوافق بين رام الله وموسكو حول ضرورة التمسك بمقررات الشرعية الدولية في هذا الشأن.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "منظمة التحرير الفلسطينية تؤكد أنها لم ترفض في يوم من الأيام أي مفاوضات أو مبادرات لتحقيق سلام فلسطيني-إسرائيلي يقوم على أساس حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967، وفي إطار قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تعتبر القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين أرضا محتلة".
وأضاف أبو ردينة أن "منظمة التحرير الفلسطينية على استعداد تام لاستئناف العلاقات والاتصالات مع الإدارة الأمريكية إذا أعلنت التزامها بهذه المرجعيات".
المتطلبات التي حددها المتحدث الرئاسي الفلسطيني جاءت بعد تصريحات لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر ومساعد الرئيس الأمريكي جيسون جرينبلات بشأن عدم إمكانية الالتفاف على القيادة الفلسطينية في أي مشروع لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وتأكيد احترام واشنطن للرئيس الفلسطيني.
وكانت القيادة الفلسطينية أوقفت نهاية عام 2017 الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية بعد قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
وهيمنت هذه التطورات على اتصال هاتفي جرى الجمعة بين عباس وبوتين، وذكر بيان الرئاسة الفلسطينية إنه تم خلال الاتصال الهاتفي استعراض جميع القضايا سواء فيما يتعلق بـ"صفقة القرن" أو الموقف من حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أنه "تم التوافق على أن الحل السياسي له الأولوية من أجل سلام عادل ودائم" لافتا إلى أن الرئيس عباس عبّر عن تقديره للموقف الروسي من "صفقة القرن" والتمسك بالشرعية الدولية.
وأشار إلى أن الرئيس عباس "شرح للرئيس بوتين، الوضع المتأزم في العلاقة مع إسرائيل، وكذلك الخروقات اليومية وآخرها حفر نفق بهدف تغيير ملامح القدس العربية، كذلك حجز الأموال الفلسطينية، الأمر الذي وضع السلطة في ضائقة مالية صعبة إلى جانب الاستمرار بالاستيطان والاقتحامات اليومية".
وذكرت أن "الرئيس عباس ثمن الموقف الروسي الذي يتوافق تماما مع الموقف الفلسطيني في القضايا كافة، خاصة الالتزام بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
ولفتت في هذا الصدد إلى أن "الرئيس بوتين أكد ضرورة الالتزام بالشرعية الدولية لإيجاد تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشددا على أن الدعم الاقتصادي لا يجوز أن يكون قبل الحل السياسي الذي له الأولوية".
وأضاف الرئيس الروسي أنه "سيواصل عمله مع الجانب الأمريكي والإسرائيلي من أجل تعزيز حل الدولتين".
وبعد ساعات من لقاء وفد رفيع من حركة "فتح" في مدينة رام الله في الضفة الغربية مع وفد من المخابرات العامة المصرية لبحث جهود المصالحة الفلسطينية، فإن الاتصال بين عباس وبوتين تناول أيضا موضوع المصالحة.
ونقلت الوكالة الرسمية الفلسطينية عن الرئيس عباس قوله "إن الجهد الروسي في موضوع المصالحة الفلسطينية مهم ومقدر، وإننا ملتزمون باتفاق القاهرة 2017، وجاهزون لتنفيذه بالكامل".
وفيما أكد الرئيسان "دعمهما للدور المصري وأهميته في تحقيق المصالحة"، شدد الرئيس الروسي على "ضرورة أن تتم المصالحة ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية".