قمة السيسي وسعيد.. أقنعة "إخوان تونس" تتساقط
ما إن أُعلنت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى مصر، ولقاؤه نظيره عبدالفتاح السيسي، حتى خرجت ألسنة إخوان تونس من جحور الصمت.
زيارة سعيد ولقاؤه السيسي فتحت صفحة جديدة من التحرك الدبلوماسي التونسي، الذي رغبت حركة النهضة لوهلة أن تتقاسمه مع ساكن قصر قرطاج، في اعتداء صارخ على صلاحيات رئيس الجمهورية في الدستور التونسي.
وما أثار حفيظة إخوان تونس أكثر هو أهمية زيارة سعيد لمصر، في سبيل قطع الطريق على سدنة ما يسمى "الربيع العربي"، وتطبيق حركات الإسلام السياسي لأجندتها الخارجية الخبيثة؛ ضاربة عرض الحائط بكيان الدولة وقواعد الدستور.
قيادات الحركة الإخوانية في تونس أطلقوا العنان لحملة من التشويه المغرض والمس من شخص الرئيس التونسي، منذ إعلان زيارة القاهرة.
متابعون للشأن التونسي رأوا أن هذه الزيارة ضربت في مقتل حزب النهضة الإخواني الذي يخوض حربا مفتوحة ضد سعيد بعد أن كشف في عديد تصريحاته الإعلامية مناورات رئيس الحركة راشد الغنوشي، وما يحيك من مؤامرات ضد الأمن القومي في البلاد.
ألفاظ نابية
خرج صهر زعيم الإخوان في تونس ووزير الخارجية السابق رفيق عبدالسلام عن اللباقة السياسية ووصف الرئيس التونسي بـ"الهبل والخبل"، ضمن ألفاظ نابية تسقط أقنعة قادة الإخوان.
ففي تدوينة له على حسابه بموقع فيسبوك كتب صهر الغنوشي "تونس مريضة برئاستها المعتلة التي تراهن على قتل البرلمان والحكومة وإسقاط المؤسسات وتنصيب نفسها سلطة مطلقة بلا عقل ولا حكمة ولا روية".
صهر الغنوشي الإخواني واصل في نبرة تهكمية حادة تستهدف شخص الرئيس التونسي إبان زيارته الرسمية الأولى من نوعها إلى مصر، قائلا: "الرئاسة تصر فعلا على تحويل نفسها إلى كاريكاتور ساخر سيتناقل التونسيون حكاياتها العجيبة والغريبة جيلا بعد جيل ونسأل الله السلامة من آفتي الهبل والخبل وما يودي إليهما من موارد الهلاك والزلل"، حسب تعبيره.
ويفسر منذر العلوي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة التونسية في تصريحات لـ"لعين الإخبارية"، مرد سيل السباب من قادة حركة النهضة بالقول إن التقارب الرسمي التونسي المصري يزعج الإخوان في تونس كما يزعجهم موقف الرئيس التونسي الواضح والمتجدد الرافض للتعامل معهم ولمهادنتهم.
منظومة تتلاشى
واعتبر العلوي أن "هذه التدوينات العدوانية تكشف وجه الإخوان القبيح وتعري حقيقتهم المعادية للسلام في المنطقة العربية".
وأكد أن "منظومة ما يسمى الربيع العربي التي تدافع عنها الحركة الإخوانية أصبحت من الماضي بعد أن خربت الأوطان وزلزلت المنظومات الأمنية لعديد الدول".
ولاحظ الأستاذ الجامعي التونسي أنه منذ إعلان زيارة سعيد إلى مصر لم يخف الإخوان استشاطة غضبهم من التقارب الكبير الذي بات يجمع الرئيسان المصري والتونسي.
وتابع قائلا: "هذا التقارب تجسده زيارة أولى من نوعها يؤديها سعيد إلى دولة شقيقة خارج سياق التحولات الكبرى في ليبيا المجاورة لتونس وذات التأثير الجلل على الوضعين العام والإقليمي في البلاد".
ومنذ إعلان زيارة سعيد إلى مصر لم يتوقف مدّ التهجم على شخصه وعلى العلاقات التونسية المصرية التي بدأت تأخذ شكلا وعمقا جديدين بعد تفجر فضيحة ملف ثروة الغنوشي.
فبعد الحقائق المثبتة بالوثائق والمعطيات الدقيقة التي نشرتها صحيفة "الأنوار" المحلية حول ثروة زعيم الإخوان في تونس ومصادرها غير القانونية تعيش تونس على وقع رجة غير مسبوقة في علاقة بلوث الساحة السياسية بسبب صحيفة الإخوان التونسيين الملطخة كلها بأشكال الفساد والتجاوزات.
وقف المد الإخواني
وأكد المتابعون والمحللون أن هيستيريا عامة ضربت الإخوان في تونس وحلفاءهم بعد هذه الزيارة الذي يلعب فيها الرئيس التونسي دورا واضحا من أجل وقف المدّ الإخواني المسموم الذي يعشش في تونس منذ 2011.
الكاتب السياسي محمد بوعود قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "الإخوان الذين يعادون الرئيس التونسي ويستحوذون على السلطة التنفيذية ممثلة في الحكومة عدى أغلبية برلمانية تجمعها جزرة الطمع والفساد".
وتابع أنهم "يحركون الشأن السياسي والعام في تونس منذ عشرية، ويعقدون التحالفات المشبوهة ويمكرون مكر الليل والنهار من أجل وضع أيديهم على مقدرات البلاد المختلفة البشرية والطبيعية وغيرها".
وتوقع بوعود أن "يسهم التنسيق التونسي المصري في مكافحة الإرهاب في عزل حزب النهضة التي تراجعت شعبيتها وانكشفت مخططاتها الدموية".
وبدأ الرئيس التونسي يوم الجمعة زيارة إلى مصر هي الأولى من نوعها تختم اليوم الأحد، وبحث مع السيسي القضايا الإقليمية والدولية، واتفقا على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين عقداه بالعاصمة القاهرة قال السيسي: "اتفقت مع نظيري التونسي على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب للتصدي للظاهرة".
وأوضح أنه ناقش مع سعيد "التحديات المشتركة التي تواجهنا وفي مقدمتها مواجهة التدخلات الخارجية السلبية في المنطقة".
من جانبه، دعا الرئيس التونسي إلى "ضرورة الوعي بالمخاطر"، حاثا على "التصدي لها بكافة الوسائل، وتحصين مجتمعاتنا ضد التطرف".