تقرير.. عبدالله السعيد من قلعة الدراويش إلى قمة الأهرام
عبدالله السعيد بدأ مشواره مع ناديه الجديد بيراميدز بإسقاط فريقه الأسبق الأهلي في الدوري المصري.. تعرف على ملخص مشوار نجم وسط الفراعنة
استهل عبدالله السعيد، نجم وسط منتخب مصر، مشواره مع ناديه الجديد بيراميدز أو (الأهرام) بإسقاط فريقه الأسبق الأهلي، خلال المباراة التي جمعتهما بالدوري المصري، ليبدأ مايسترو وسط القلعة الحمراء الأسبق كتابة صفحة جديدة من التألق الذي لازمه لفترات طويلة على مدى مشواره الكروي الذي يمتد إلى 21 عاما.
البداية والنشأة
السعيد ولد في محافظة الإسماعيلية المصرية عام 1985، وانضم لمدرسة الموهوبين بالنادي الإسماعيلي في سن 12 عاما، واستمر فيها 4 سنوات، قبل أن يلفت إليه الأنظار ويتم تصعيده عام 2001 إلى قطاع الناشئين بالنادي الذي كان يتولى قيادته الفنية علي أبوجريشة نجم الكرة المصرية السابق.
وبعد عام واحد مع ناشئي قلعة الدراويش تم تصعيد السعيد للفريق الأول بالنادي موسم 2002-2003، وسريعا ما لفت إليه أنظار د. جمال محمد علي، المدير الفني لمنتخب مصر للشباب في ذلك الوقت، فقام بضمه لقائمة المنتخب التي تأهلت للمشاركة في بطولة أفريقيا للشباب عام 2005 في بنين.
قدم منتخب مصر في أمم أفريقيا بطولة مميزة بقيادة مدربه محمد رضوان، ولاعب وسطه المميز عبدالله السعيد، حيث تصدر المجموعة التي ضمت إلى جواره منتخبات أنجولا والمغرب وليسوتو، بعد أن حصد 7 نقاط من فوزين على كل من أنجولا وليسوتو وتعادل إيجابي مع المغرب.. ليتأهل برفقة نظيره المغربي الذي حل ثانيا.. ويضمن كل منهما التأهل إلى كأس العالم التي استضافتها هولندا صيف العام ذاته.
وفي قبل نهائي البطولة الأفريقية فاز الفراعنة على منتخب بنين (المضيف) بضربات الترجيح بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي بهدف لكل فريق، وفي المباراة النهائية خسروا أمام شباب نيجيريا بنتيجة صفر-2.
المستوى الذي أظهره السعيد خلال البطولة الأفريقية أهله للحفاظ على موقعه في قائمة منتخب مصر المسافر لتمثيل القارة في المونديال العالمي، حيث أوقعته القرعة في المجموعة الرابعة مع كل من ألمانيا والأرجنتين وأمريكا وخسر الفريق المصري مبارياته الثلاث دون أن يحرز أي هدف.
السعيد أهلاويا
عاد بعدها السعيد للظهور مع كتيبة الدراويش بانتظام بداية من موسم 2006-2007، حيث تألق لسنوات في صفوف برازيل العرب، وتحديدا حتى صيف 2011 حين انتقل لبطل الدوري المصري في صفقة قياسية تراوحت قيمتها بين 6.5 مليون و7 ملايين جنيه مصري (نحو 116.3 ألف – 125.3 ألف دولار).
قدم الأهلي عبدالله السعيد في ثوب جديد.. ومع الأحمر عرف ابن الإسماعيلية الطريق لمنصات التتويج، حيث حصد خلال مشواره مع النادي 4 بطولات للدوري المحلي (2013-2014 و2015-2016 و2016–2017 و2017-2018)، ولقبا وحيدا لكأس مصر (2017)، بالإضافة إلى 4 ألقاب للسوبر المصري (2011، 2014، 2015، 2017)، أما على الصعيد القاري فقد حقق لقبي لدوري أبطال أفريقيا (2012، 2013) ولقبا للكونفدرالية الأفريقية (2014)، بالإضافة إلى لقبين للسوبر الأفريقي (2013، 2014).. كما حصل على جائزة أفضل لاعب في الدوري المصري مرة واحدة موسم 2015-2016.
خيانة لم تتم
وبعد سنوات من التألق داخل القلعة الحمراء فكر السعيد في الانتقال للمنافس التقليدي "الزمالك" خلال موسم الانتقالات الصيفية الماضي، بسبب خلافات مادية حول تجديد عقده، ما أثار جدلا كبيرا واعتبرته الجماهير الحمراء خيانة من نجم الفريق الأول وقتها.. ووقع اللاعب بالفعل على عقود أولية مع القلعة البيضاء مقابل 40 مليون جنيه مصري (نحو 2.2 مليون دولار)، لكن في النهاية تم احتواء الأمر بعد تدخل تركي آل الشيخ، الرئيس الشرفي للنادي الأهلي في ذلك الوقت، ووقع اللاعب على عقود تجديد للنادي الأحمر.
بعدها أعلنت إدارة الأهلي فتح باب الرحيل أمام السعيد، الذي انتقل على سبيل الإعارة وبالمجان ليلعب في الدوري الفنلندي لمدة 6 أشهر، تحديدا في نادي كوبيون بالوسورا، بهدف الحفاظ على لياقة المباريات قبل المشاركة مع منتخب مصر في مونديال روسيا 2018.
مشوار دولي قصير
مشوار السعيد مع المنتخب المصري قصير نسبيا، حيث لم يجد السعيد مكانا مع الفراعنة خلال الحقبة الذهبية بقيادة المعلم حسن شحاتة، حيث كان من الصعب جدا أن يجد لنفسه مكانا وسط كوكبة خط وسط الفراعنة الرهيب في ذلك الوقت بقيادة محمد أبوتريكة. وانضم السعيد للمنتخب في 2010 وكان مكانه دكة البدلاء. ليتأخر ظهور ابن الإسماعيلية كأساسي في منتخب بلاده حتى سن الثلاثين.
ولم يجد السعيد مكانه في التشكيلة الأساسية إلا عام 2015 تحت قيادة شوقي غريب، الذي أقيل سريعا ليتولى الأرجنتيني هيكتور كوبر قيادة الفراعنة بدلا منه، الذي أعاد الفراعنة مرة أخرى للمعترك الأفريقي بعد غياب 3 بطولات، ليشارك السعيد أساسيا في تشكيلة المصريين لأول مرة في بطولة كبيرة، وهي أمم أفريقيا 2017 في الجابون، حيث تألق برفقة زملائه ووصلوا للمباراة النهائية أمام المنتخب الكاميروني، قبل أن يخسروا بهدفين مقابل هدف، ويكتفوا بالوصافة والميدالية الفضية.
واستمر مشوار عبدالله السعيد مع منتخب بلاده وخاض معه تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2018، حيث واجه الفراعنة في التصفيات الأولية منتخب تشاد وفاز عليه بمجموع المباراتين 4-1، وأحرز عبدالله السعيد أحد الأهداف.
وفي مرحلة المجموعات أوقعت القرعة مصر في المجموعة الخامسة (E) مع كل من (أوغندا، والكونغو، وغانا)، وهي المجموعة التي تأهل عنها منتخب الفراعنة كبطل للمجموعة، ليصل للمونديال العالمي للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب استمر 28 عاما منذ مونديال إيطاليا 90.
الأسلوب المتحفظ دفاعيا للمنتخب المصري في نسخة هيكتور كوبر جعل الغلة التهديفية للفراعنة منخفضة بشكل عام، فكان رصيد المنتخب المتأهل للمونديال 8 أهداف عبر 6 مباريات في المجموعة، سجل منها عبدالله السعيد هدفين، كما شارك مع الفراعنة في رحلته المونديالية التي شهدت 3 هزائم.
بعدها تم بيعه بشكل نهائي لنادي أهلي جدة السعودي مقابل مليوني دولار (نحو 36 مليون جنيه مصري وقتها)، ليقضي السعيد مع النادي نصف موسم فقط، عاد بعده مجددا للدوري المصري لكن عن طريق بوابة نادي بيراميدز، ليخوض معه التجربة الخامسة في مشواره الكروي.
ظهور مفاجئ وتألق معهود
رغم الغموض الذي غلف الصفقة، فإن قيد السعيد ومشاركته مع فريقه الجديد في مباراة مهمة في نفس يوم الإعلان عن صفقة ضمه، دون أن يتم الإعلان عن قيمتها، يؤكد أنها "صفقة انتقال حر"، بمعنى أن اللاعب لم يكن مرتبطا بتعاقد مع أي نادٍ وقت تعاقد بيراميدز معه.
وظهر السعيد (الجمعة) في أولى مبارياته مع بيراميدز مرتديا شارة القيادة في مفاجأة كبيرة، ولم يضيع مايسترو الوسط وقتا مع فريقه الجديد، ليقوده للفوز على فريقه الأسبق الأهلي 2-1، بعدما صنع الهدف الأول بعرضية متقنة، وأحرز الثاني بتسديدة قوية من داخل المنطقة، ليحرز ثاني أهدافه في مرمى الأهلي، حيث كان الأول بقميص الإسماعيلي عام 2007، ويواصل هوايته في التسجيل للأندية التي لعب لها مثلما سجل من قبل لصالح الأهلي في مرمى الدراويش.